الإثنين، 07 يوليو 2025

11:12 م

رائحة الموت ظلت تلاحقه.. جندي إسرائيلي ينهي حياته في غابة

عناصر من الجيش الإسرائيلي

عناصر من الجيش الإسرائيلي

لقي جندي إسرائيلي سابق يُدعى دانيال إدري (24 عامًا) حتفه بعد أن أنهى حياته بنفسه في غابة "بيريا" قرب مدينة صفد، حيث نشأ، في حادثة أعادت تسليط الضوء على الضغوط النفسية التي يواجهها الجنود بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وفقًا لموقع "الشرق الأوسط". 

ووفق ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن إدري أنهى حياته السبت الماضي، بعد صـراع طويل مع اضطرابات نفسية حادة، فشل خلالها في التأقلم مع التجارب الصادمة التي عاشها خلال خدمته العسكرية في لبنان وغزة.

كوابيس وهلاوس

بحسب إفادات والدته، سيغال إدري، فإن دانيال كان يعاني كوابيس مستمرة وهلاوس حسّية بسبب مشاهد الموت التي عايشها. 

وقالت والدته: كان يخبرني باستمرار أنه لا يستطيع التوقف عن شم رائحة الجثـث.. وأنه يراها طوال الوقت".

وخدم إدري كجندي دعم قتالي في القطاعين الشمالي والجنوبي، وشارك في عمليات نقل جثـامين لجنود لقوا حتفهم في الميدان، ما ترك لديه ندوبًا نفسية عميقة، وقد تم تسريحه من الخدمة قبل نحو خمسة أشهر فقط.

فقد اخر الروابط

ازدادت حالته النفسية سوءًا بعد مقتل اثنين من أصدقائه المقربين، إليساف بن بورات وجابرييل يشاي باريل، في هجوم على "مهرجان نوفا" الموسيقي، وهو ما وصفته عائلته بأنه كان "الضربة القاصمة"، فقد شعر دانيال حينها بأنه فقد آخر الروابط التي تربطه بالحياة.

استغاثات غير مستجابة

قبل أيام من انتحاره، طلب إدري الدخول إلى مستشفى للأمراض النفسية، خوفًا من أن يؤذي نفسه، إلا أن طلبه قوبل بالتأجيل، وأُبلغ بأنه سينقل قريبًا إلى دار رعاية متخصصة، لكن "الوقت لم يكن في صالحه"، بحسب تعبير والدته.

ورغم أنه بدأ فعليًا بإجراءات الاعتراف بحالته الصحية لدى وزارة الدفاع الإسرائيلية، وحصل على راتب شهري وعلاج نفسي، إلا أن حالته كانت تتدهور، حتى وصلت إلى نوبات غضب شديدة، وصلت في إحدى المرات إلى تدمير شقته بالكامل.

مطلب بجنازة عسكرية والجيش يرفض

طالبت والدة إدري بأن يتم تكريم ابنها بجنازة عسكرية، معتبرةً أنه "قدّم حياته من أجل الدولة، حتى وإن لم يمت في ساحة المعركة"، وأضافت: "على الأقل في موته، يجب أن ينال الاحترام الذي يستحقه". بحسب “العربية”.

لكن الجيش الإسرائيلي رفض طلب العائلة، مشيرًا إلى أن القوانين العسكرية لا تُجيز اعتبار إدري "شهيداً" لأنه لم يكن في الخدمة الفعلية أو الاحتياطية وقت وفاته، وجاء في بيان رسمي للجيش "وفق القانون الإسرائيلي، الجندي الذي يُعتبر شهيداً هو من يموت خلال خدمته العسكرية، دانيال لم يكن في الخدمة عند وفاته، لذلك لا يحق له جنازة عسكرية".

search