عدسة الفن ترى المستقبل.. أعمال سينمائية تنبأت بأحداث وقعت بالفعل

لطالما كانت الأعمال الفنية مساحة لتخيل ما هو أبعد من الواقع، لكن ما يبدو أحيانًا خيالًا محضًا، يتحول في يوم ما إلى حقيقة تعيشها الشعوب، من مشاهد رئاسية إلى فيروسات كارثية تغزو العالم، وغيرها من أحداث دامية رصدتها عدسات كاميرا الأعمال الفنية المتنوعة بين الدراما والسينما قبل أن ترصدها الأخبار، وكان آخرها فيلم “ريستارت” بطولة تامر حسني.

فيلم “ريستارت تامر حسني” تنبأ بحدوث حريق سنترال رمسيس قبل أشهر من حدوثه، في نهاية عام 2024 طُرح العمل في جميع دور العرض السينمائية.

قصة فيلم ريستارت

وتعود قصة فيلم ريستارت حول “محمد” الذي يجسده تامر حسني، وهو مهندس فني هواتف، يحلم بالزواج من فتاة تُدعى “عفاف”، التي تجسدها الفنانة هنا الزاهد، وهي شخصية مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتواجههما تحديات مالية تمنعهما من تحقيق حلمهما.

ويقرر محمد وعفاف التعاون مع عائلتهما للسعي وراء الشهرة على الإنترنت، وخلال رحلتهما يواجهان مواقف طريفة وتحديات تعكس تأثير السوشيال ميديا على القيم والمبادئ، وتسليط الضوء على “إعادة تشغيل” (ريستارت) في الحياة.

ويتخذ “محمد”، قرارًا جريئًا بمحاولة قطع الإنترنت عن مصر بشكل نهائي كرد فعل على الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، ما يضيف بُعدًا دراميًا وكوميديًا للأحداث، في أحداث مشابهة لـ"حريق سنترال رمسيس".

تامر حسني يتحدث عن حريق سنترال رمسيس

بعد حريق سنترال رمسيس بـ24 ساعة، خرج الفنان تامر حسني ليعلق على التشابه بين فيلمه والحادث المأساوي الذي أثر على مصر بسبب قطع الإنترنت.

وكتب تامر حسني عبر “إنستجرام”: "فيلم ريستارت بيتحقق، مفيش نت مفيش مكالمات، مفيش بنوك، يعني كان عندي حق لما طالبت في الفيلم إن لازم إحنا كبلاد وكشعوب نعرف نتصرف لو النت قطع، ونبقى مأمنين نفسنا وأولادنا وأهالينا والناس التعبانين في المستشفيات".

وأضاف حسني: "الموضوع خطير فعلًا، لأن بجد حرفيًا بقت حياتنا ومصالحنا متعلقة بشكل كلي على الإنترنت.. ربنا يستر على سنترال رمسيس وموظفينه وعماله وأهالي المنطقة المجاورة".

أعمال فنية ناقشت الواقع؟

في هذا التقرير، ترصد “تليجراف مصر” مجموعة من الأعمال الفنية التي تجاوزت حدود الترفيه، حيث تحولت إلى "نبوءات واقعية" تحققت على أرض الواقع، وكأن الفن كان ينظر من نافذة المستقبل، وذلك خلال السطور التالية:

فيلم "هي فوضى" بطولة الفنان يوسف الشريف، ناقش قضية فساد حول شخصية واحدة، كما ناقش أبرز الفساد المتجسد في القمع المباشر والرشوة.

وأبرز العمل نوعًا من المقاومة، وصولًا إلى ثورة جماهيرية واسعة في نهاية أحداث الفيلم، ونال العمل شهرة واسعة بإفيه (دولة حاتم)، و(اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر).

خادم الشعب 

“خادم الشعب” عمل درامي ساخر عرض في أوكرانيا، لعب فيه فولوديمير زيلينسكي دور مدرس يصبح رئيسًا للبلاد، في حبكة بدت طريفة آنذاك، لكنها في 2019 تحولت إلى واقع حقيقي عندما فاز زيلينسكي بالرئاسة.

ولم تتوقف عند صعوده للحكم، بل إن مشاهد الحرب في المسلسل مثل اجتياح كييف ومحاولة الرئيس إقناع المواطنين بعدم الفرار، تحققت عقب الغزو الروسي، ما جعل العمل أشبه بكشف مبكر لمستقبل بلد بأكمله.

"عائلة سمبسون".. كارتون تنبأ بكورونا قبل عشرات السنين

من التسعينيات وحتى الوقت الراهن لا يزال مسلسل "عائلة سمبسون" ينال شهرة واسعة بسخريته اللاذعة وتنبؤاته الغريبة، وفي إحدى حلقاته، ظهر سيناريو لتفشي فيروس قاتل يجتاح العالم ويعزله.

ورغم غرابة المشهد حينها، إلا أن فيروس كورونا تحقق به كل التفاصيل مثل: العزلة، والذعر العالمي، والانهيار الاقتصادي.

بخلاف توقعاته الكثيرة التي جاءت في الحلقات المختلفة، فكان من ضمن نبواءته وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من توقعات وأحداث أخرى.

 (2001: A Space Odyssey).. عندما تنبأت السينما بـ"الآيباد"

فيلم خيالي علمي صدر عام 1968، أذهل جمهوره آنذاك بمشهد يظهر فيه جهاز يُستخدم لمتابعة الأخبار إلكترونيًا، أُطلق عليه اسم “نيوزباد”، ولم يكن هذا الجهاز موجودًا حينها، لكنه بدا وكأنه النموذج لما نعرفه في الوقت الراهن باسم "الآيباد"، ويعد ذلك واحدة من أدق تنبؤات التكنولوجيا في عالم السينما.

"كوفيد-25".. دراما مصرية تسبق تحوّل الفيروس

في عام 2021، عرض مسلسل "كوفيد 25" بطولة الفنان يوسف الشريف، حيث طرح فكرة متحور جديد من فيروس كورونا ينتقل عبر العين، ما يفرض استخدام أدوات حماية عدة غير مألوفة، مثل النظارات.

اللافت أن العمل سبق ظهور متحوّر "الكورونا" الفعلي، الذي أربك العلماء حول العالم بأعراضه غير التقليدية، ليبدو العمل وكأنه قراءة مسبقة لتطور الفيروس، بتجربة فنية دمجت بين الخيال العلمي بالواقع الطبي.