الجمعة، 11 يوليو 2025

12:46 ص

رفض قاطع.. دعوات التهجير تتفتت على صخرة الموقف المصري

الرئيس السيسي

الرئيس السيسي

أسامة جمال

A .A

منذ اندلاع الحرب في غزة على مدار 21 شهرا مضت، مصر خاضت، ولا تزال، معارك متعددة ضمن هذه الحرب، ليس فقط لوقف آلة القتل التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء في غزة، بل أيضاً في وجه الترويج لمخططات التهجير، التي تسعى إليها إسرائيل بدعم أمريكي.

بناء موقف موحد ضد التهجير

ومن أبرز هذه الأدوات التي استخدمتها مصر لوقف تهجير الفلسطينيين، قدرتها على بناء موقف دولي موحد رافض لهذا المخطط، انطلاقًا من موقعها المحوري، وتأثيرها السياسي والدبلوماسي.

مصر رفضت بشكل قاطع كافة محاولات التهجير التي بدأ الاحتلال في تنفيذها بعد 7 أكتوبر، مستغلاً عملية "طوفان الأقصى" كذريعة لشن حرب تدميرية على غزة، هدفها إبادة السكان وخلق واقع جديد يجعل القطاع غير قابل للحياة، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمستشفيات والمباني السكنية، وقفت مصر، قيادة وشعباً، ضد هذه المخططات.

القمة العربية للسلام

وجاءت قمة القاهرة للسلام في 21 أكتوبر 2023 لتكون إحدى أهم المحطات، حيث استجابت العديد من الدول لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشاركت في هذا اللقاء الدولي الذي عُقد في لحظة حرجة، وأسفر عن توافق واسع يرفض المساس بالقضية الفلسطينية أو فرض التهجير كأمر واقع.

 وقد كشفت مداولات القمة أمام العالم الطابع الحقيقي للمخطط الإسرائيلي، الذي يسعى لتصفية الحقوق الفلسطينية تحت غطاء الحرب على غزة.

دعوة الرئيس السيسي لإقامة دولة فلسطين

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من المحافل الدولية والمناسبات والخطابات المتتالية، إلى رسم مسار سياسي بديل يعيد الزخم إلى القضية الفلسطينية، من خلال الدعوة لاستئناف عملية السلام، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مع التركيز على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل الأزمة دون تهجير للشعب الفلسطيني.

مخطط ترامب للتهجير

وفي خضم هذه الجهود، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2025، والتي دعا فيها مصر والأردن لاستقبال سكان غزة، كاشفًا عن نية تفريغ القطاع من سكانه، بدعوى انعدام الأمن والحياة فيه ما قوبل برفض مصري قاطع.

الرئيس السيسي: التهجير ظلم لن نشارك فيه

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن بوضوح أن مصر لن تكون طرفًا في أي ظلم أو تهجير، مؤكدًا أن أمن غزة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن التهجير جريمة مرفوضة لن يشارك فيها الشعب المصري ولا قيادته. 

وخلال لقائه بالرئيس الكيني في قصر الاتحادية يوم 29 يناير، شدد السيسي على ضرورة تسهيل دخول المساعدات إلى غزة، والتوصل إلى حل دائم يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية دون تهجير للشعب الفلسطيني.

إلغاء زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن

وجاء الرد المصري حاسمًا ليس فقط في الخطاب، بل أيضًا في الموقف السياسي؛ إذ أعلنت مصر تأجيل زيارة الرئيس السيسي، التي كان مقرر لها في فبراير الماضي، إلى واشنطن لأجل غير مسمى، رفضًا لمناقشة أي مقترحات تتعلق بمستقبل غزة خارج الإطار الفلسطيني، في إشارة واضحة إلى رفضها المطلق للمخطط الأمريكي.

القمة العربية الطارئة للسلام

مصر واصلت أيضًا جهودها الإقليمية، حيث قادت تحركات نشطة لتوحيد الموقف العربي والإسلامي ضد التهجير، وأعلنت عن عقد قمة عربية في 4 مارس المقبل لتأكيد هذا الموقف الجماعي الرافض.

كما رفعت القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة في 4 مارس 2025، شعار "التعمير دون تهجير"، حيث قدمت مصر خطة لإعادة إعمار غزة لاقت تأييدًا عربيًا واسعًا، وشملت الخطة آليات تنفيذ واضحة، ودعوة لعقد مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة لتأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار.

وتضمنت البنود الأساسية للخطة 20 بندًا ركزت على رفض التهجير، وإنشاء صناديق مالية للإعمار ولدعم أهالي غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، بما يشمل محور فيلادلفيا، وضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله.

كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لزعماء العالم، رفض مصر التام تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، مشيرًا إلى أهمية تجسيد الدعم الدولي الجاري للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، في خطوات عملية يتم تنفيذها فور وقف إطلاق النار.

وخلال زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانول ماكرن، لمصر في أبريل الماضي، أكد له الرئيس السيسي، رفض مصر لأي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، حيث استعرض مع الرئيس ماكرون الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة، واتفق على تنسيق الجهود المشتركة بشأن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته بمجرد وقف إطلاق النار في القطاع".

 الرفض المصري القاطع للتهجير القسري 

كما تواصل الخارجية المصرية، تأكيدها، على الرفض المصري القاطع لكل مخططات التهجير القسري التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأشار وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، في مؤتمر مشترك مع نظيره العماني، إلى أنه فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، سيتم الإعلان عن موعد مؤتمر إعادة إعمار القطاع في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا استمرار الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار بالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية.

مساعي مصر لإعادة إعمار غزة

وبالتزامن مع مساعي مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل الدبلوماسية المصرية جهودها لحشد دولي واسع لدعم إعادة إعمار القطاع، لضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، ورفض أي حلول على حساب وجودهم أو حقوقهم.

search