الإثنين، 14 يوليو 2025

12:57 ص

الغرغرينة تأكل جسده.. شاب يستغيث من مرض نادر: "مش عايز فلوس.. عايز أتعالج"

محمد شوقي

محمد شوقي

يعاني شاب، في العقد الثالث من العمر، مضاعفات شديدة نتيجة إصابته بمرض مناعي نادر يُعرف باسم انسداد الغدد العرقية (Hidradenitis Suppurativa)، وهي حالة مزمنة تسبب التهابات متكررة وتكوين خراريج مؤلمة تحت الجلد، ما أدى لتدهور حالته الصحية خلال فترة وجيزة.

مرض مناعي نادر يهاجم جسده

الشاب يُدعى محمد شوقي، ويبلغ من العمر 37 عامًا، وتسببت حالته المتقدمة في إصابته بالفشل الكلوي وتكون الغرغرينة في مناطق متعددة من جسده، فضلًا عن معاناته من التهابات جلدية شديدة.

كليتي انفجرت

وقال محمد، في تصريحات لـ"تليجراف مصر": "أنا جسمي اتغير بالكامل، الغرغرينة بدأت تأكل فيه، وكليتي انفجرت، المرض بياكل في جسمي، وكنت إنسان طبيعي بحب الحياة، لكن صحتي اتدهورت فجأة".

وأوضح أن الأعراض بدأت بشكل مفاجئ وتحولت تدريجيًا إلى إعاقة شبه كاملة عن الحركة والنشاط، مؤكدًا أن جسده بات ممتلئًا بالخراريج المتقيحة والمفتوحة.

وعن الجانب النفسي، قال "شوقي": "كل مرة بفكر أرتبط، بخاف من الرفض بسبب شكلي وتعب جسمي.. اتشديت لواحدة مرة، بس معرفتش أقولها، خوفت من رد فعل يوجعني".

ويُعد مرض انسداد الغدد العرقية من الحالات النادرة التي قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بشكل طبي دقيق، وقد تتطلب تدخلات دوائية وجراحية مستمرة للسيطرة على الالتهابات ومضاعفاتها.

ويخضع محمد حاليًا لجلسات متابعة طبية محدودة، بينما تستمر حالته في التدهور نتيجة تطوّر الأعراض وقلة إمكانيات العلاج.

وفي وقت سابق، كانت قد ودعت مدرسة بورسعيد الثانوية بنات، روان علي شلبي محمد عمر، طالبة الثانوية العامة، والتي رحلت في عمر الزهور بعد صراع استمر ست سنوات مع مرض مناعي نادر يُدعى "متلازمة الساركويد".

ودعت روان الحياة قبل أن تفرح بنتيجة اجتهادها، وقبل أن تزغرد أمها فرحًا بتفوقها، وقبل أن تبتسم مع صديقاتها في يوم النتيجة.

تحول بيتها من استعدادات للامتحان إلى مأتم كبير امتلأ بزملاء الدراسة الذين توافدوا حاملين كراساتهم وحقائبهم، لا ليُراجعوا دروسهم، بل ليودّعوا صديقتهم التي سبقتهم إلى دار البقاء.

انهيار أسرتها

انهارت والدتها، ودخلت شقيقاتها في نوبات بكاء، بينما وقف والدها مكسور القلب لا يصدق أن ابنته لن تعود إلى مقعدها الدراسي.

وتوافد المئات إلى العزاء، من طلاب الثانوية العامة، ومعلميها، وحتى من لم يعرفوها شخصيًا، فقط سمعوا عن قلبها الأبيض وكفاحها الصامت مع المرض.

أمضت روان سنوات من الألم والتنقل بين مستشفيات بورسعيد والمنصورة والقاهرة، في محاولة للوصول إلى تشخيص دقيق لما كانت تعانيه، تأخر التشخيص، لكن الأمل لم يتأخر داخلها، فكانت تذاكر، وتحلم، وتُصارع الضعف كل يوم، وتحاول إخفاء ألمها بابتسامة صافية.

دخلت المستشفى قبل يومين فقط، بعد أن اشتدّ عليها المرض وهاجم جسدها بالكامل صرخت من الألم، لكنها صبرت كما فعلت طوال السنوات الماضية، حتى أسلمت روحها لربّها وسط ذهول من حولها.

سادت حالة من الحزن بين معلماتها وزميلاتها، وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصورها وكلمات النعي والدعاء، وتحوّلت صور الطالبة الهادئة إلى رمز للحب والبراءة، وتداول الجميع قصتها باعتبارها مثالًا لطلاب تحدّوا الألم من أجل التعليم، وانتهت رحلتهم قبل أن يبدأ الحصاد.

وبين دموع الجميع، انهالت الدعوات من كل من سمع بالقصة:"اللهم ارحم روان، الطفلة التي حاربت الألم، ولم تنكسر، وعلّمت الجميع درسًا في الصبر".

search