عام من التألق والإخفاق على انضمام كيليان مبابي إلى ريال مدريد

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، طوى كيليان مبابي صفحة باريس وفتح أخرى في مدريد، صفقة طال انتظارها، حيث شغلت وسائل الإعلام المختلفة، وألهبت خيال الجماهير، حتى تمت بشكل رسمي في 16 يوليو 2024، أقرب إلى الأسطورة منها مجرد صفقة انتقال.

ريال مدريد يعلن انضمام مبابي.. واستقبال تاريخي في البرنابيو

ريال مدريد أعلن ضم مبابي رسميًا بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، منهيا سنوات من الشدّ والجذب، والمفاوضات التي كادت أن تفسد الحلم أكثر من مرة. 

وفي مشهد لا يُنسى، امتلأ ملعب سانتياجو برنابيو بعشرات الآلاف من المشجعين ليشهدوا لحظة تقديم النجم الفرنسي، الذي وقف أمامهم قائلاً: "أحقق حلم الطفولة.. هذا هو النادي الذي أردت اللعب له منذ البداية".

وكان المشهد أشبه باستعادة لذكرى تقديم كريستيانو رونالدو، لكن الفارق أن مبابي لم يأتِ ليُثبت نفسه، بل أتى كواحد من أفضل لاعبي العالم بالفعل.

ورغم هذه البداية الملحمية، لم تكن انطلاقته على أرض الملعب بنفس الزخم. حيث ظهر مبابي مترددًا، يفتقد الانسجام، ويتأثر بتحديّات جديدة ومساحات مختلفة. 

انتقدته الصحف، واعتبرت ظهوره الأول لم يكن على ما يرام، لكن الصبر كان رهان ريال مدريد، وهو رهان أثبت صحته.

أرقام مبابي بعد موسمه الأول في ريال مدريد

مع الوقت، استعاد مبابي لمسته القاتلة وسجل هدفه الأول في الجولة الرابعة، ثم انفجرت ماكينة أهدافه مع مرور الجولات وبحلول نهاية الموسم، تصدر قائمة هدافي الليغا بـ31 هدفًا، محطمًا الرقم القياسي لرونالدو في موسمه الأول، وخاض 58 مباراة سجل خلالها 44 هدفًا وصنع 5، ليُتوّج بالحذاء الذهبي الأوروبي، كأول فرنسي يحصده منذ أيام تيري هنري.

تألق فردي.. لكن ينقُصه تحقيق من البطولات

لكن التألق الفردي لم يُترجم إلى بطولات جماعية، نظرًا لخروج ريال مدريد من ربع نهائي دوري الأبطال أمام أرسنال، وخسر جميع الألقاب المحلية، وتلقى هزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية برباعية نظيفة، واكتفى الفريق بلقبي السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال فقط.

ومع اقتراب بداية موسمه الثاني في مدريد، تقف الجماهير بين احترامًا وتقديرًأ لما قدّمه مبابي، وقلقها مما لم يتحقق بعد، ولا يكفي أن يكون هدّافًا، ولا أن يُحطم الأرقام.. المطلوب أن يقود الفريق إلى الألقاب، تحديدًا إلى منصة دوري أبطال أوروبا.