السبت، 19 يوليو 2025

08:37 ص

أحمد عبودة.. بائع "الكُسكُسي" الذي طوقته الأحلام فخذلته الأنقاض في شبرا

الشاب أحمد جمال

الشاب أحمد جمال

لم يكن "أحمد جمال عبود"، ابن الـ19 عامًا، يعلم أن رحلته من قريته "إنشاص الرمل" بمركز بلبيس في محافظة الشرقية إلى حي الساحل بشبرا، ستكون الأخيرة في حياته، وأن طموحه البسيط في العمل والرزق الحلال سينتهي تحت أنقاض عقار منهار.

من بلبيس إلى القاهرة.. بحثًا عن لقمة عيش

أنهى أحمد دراسته في دبلوم التجارة العام الماضي، لكنه لم ينتظر وظيفة قد لا تأتي، فقرر خوض رحلة الكفاح مبكرًا. 

الشاب أحمد جمال 

انتقل إلى القاهرة مع أربعة من أصدقائه، جميعهم من أبناء قريته، للعمل بائعين للكسكسي في شوارع العاصمة.

استأجر الشبان الخمسة شقة متواضعة في الطابق الأرضي لأحد العقارات القديمة بمنطقة الساحل، يقيمون فيها خلال فترة عملهم، قبل أن يعودوا إلى قريتهم أربعة أيام فقط كل شهر.

مأساة الإفطار الأخير

في صباح يوم الحادث، وبينما كان الشبان يتناولون الإفطار، فوجئوا بهزة عنيفة تسبق لحظات من الصمت، ثم انهار عقار مكون من 7 طوابق بجوارهم، لينهار معه العقار الذي يسكنون فيه بالكامل.

نجا شاب واحد من الخمسة، وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح، فيما لقي أحمد جمال مصرعه في موقع الحادث.

الناجي يروي التفاصيل

"كنا بنفطر مع بعض وفجأة سمعنا صوت، لقينا العقار اللي جنبنا وقع علينا"، هكذا وصف الناجي الوحيد "رمضان حلمي" ما حدث، خلال بث مباشر عبر "تليجراف مصر".

وأضاف: "أنا ليا 14 سنة سايب الشرقية وبشتغل مع قرايبي في بيع الكسكسي، كنا قاعدين جوه الشقة في الدور الأرضي. أحمد كان قاعد جنب الحيطة، ملحقش يخرج، الحيطة وقعت عليه، هو ويوسف. يوسف طلع عايش، بس أحمد طلع جثة".

استغاثات لم تُلبَّ

وتابع حلمي: "الأهالي كانوا خايفين يدخلوا ينقذونا، وفضلنا نصرخ ونستغيث، لكن محدش قدر يقرب. حتى ابني عمر شاف البيت وهو بيقع، وفضل يصرخ في الشارع علشان حد يلحقنا".

رحل أحمد جمال، الذي لم يحمل سوى حلم بسيط بالعيش بكرامة، وترك خلفه أسرة مكلومة، وقصة شاب لم تمنحه الحياة الفرصة التي يستحقها.

search