السبت، 19 يوليو 2025

09:39 م

"معمرة الفيوم" ترفض المساعدة وتحلم بزيارة بيت الله (فيديو)

الحاجة سيدة معمرة الفيوم

الحاجة سيدة معمرة الفيوم

هبة الشاهد

A .A

رغم تجاوزها قرنًا من الزمان وخمس سنوات أخرى لا تزال "الحاجة سيدة" واحدة من أندر النماذج الإنسانية في محافظة الفيوم، حيث تُعد أكبر معمرة بالمحافظة، إذ تبلغ من العمر 105 أعوام لم تتزوج يومًا ولم تعتمد على أحد قط في كسب رزقها بل اختارت أن تكد وتتعب بكرامة لتضرب أروع الأمثلة في العفة وكرامة النفس.

رحلة كفاح طويلة لا تنتهي

منذ سنوات شبابها الأولى وحتى اليوم لم تتوقف الحاجة سيدة عن العمل، حيث تبدأ يومها منذ الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل أي ما يقرب من 14 ساعة يوميًا تقضيها في الكد والعمل دون أن تشتكي أو تُظهر ضيقًا رغم ما تعانيه من مشقة وضعف بدني نتيجة تقدم السن.

ترفض المساعدة

ورغم أن عدد من أهالي المنطقة، حاولوا مد يد العون لها ومساعدتها ماديًا، فإن الحاجة سيدة دائمًا ما كانت ترفض هذه المساعدات متمسكة بكرامتها راضية بقضاء الله وقدره مكتفية بما تحققه بعرق جبينها دون تذمر أو انتظار للعطاء.

أيقونة شارع مصطفى باشا

تسكن "الحاجة سيدة" حي شارع مصطفى باشا بمدينة الفيوم، وهناك لا تُعد فقط واحدة من سكان الحي، بل باتت رمزًا محبوبًا للجميع، يعاملونها كأنها "جدة" لكل بيت يكنّون لها كل احترام وتقدير ويتسابقون لخدمتها ومساعدتها دون أن يجرحوا كرامتها.

الحلم الأخير.. زيارة بيت الله

وسط هذا الصبر الطويل والحياة القاسية لا تطلب الحاجة سيدة شيئًا من الدنيا سوى زيارة بيت الله الحرام، وأداء العمرة وزيارة قبر النبي الكريم ﷺ وهي الأمنية الوحيدة التي عبّرت عنها خلال حديثها لـ“تليجراف مصر” ووصفتها بأنها "حلمها الأخير".

رمز للرضا والصبر

الحاجة سيدة ليست مجرد معمرة بل مثال نادر للمرأة الصبورة والعفيفة التي اختارت طريق الكفاح الشريف راضية بنصيبها طامعة فقط في “الستر وحسن الخاتمة” لتبقى واحدة من الرموز الإنسانية التي تلامس القلوب وتستحق كل دعم وتقدير.

search