الثلاثاء، 22 يوليو 2025

02:41 ص

قطار السد العالي على رصيف 8.. حكاية عودة السودانيين من مصر إلى بلادهم

أعداد كبيرة من السودانيين في محطة مصر استعدادًا للعودة بالقطار إلى بلادهم

أعداد كبيرة من السودانيين في محطة مصر استعدادًا للعودة بالقطار إلى بلادهم

أسامة جمال

A .A

"القطار مخصص لأهل السودان فقط".. “السد العالي قطار رقم 1940 قائم من رصيف 8”، عبارات أطلقها موظف محطة مصر عبر ميكروفون المحطة.

كلمات أعادت الطمأنينة والأمل إلى وجدان مئات الآلاف من السودانيين الموجودين في مصر، منذ توتر الأوضاع في بلدهم، على خلفية صراعات مسلحة دفعت الكثيرين إلى مغادرة السودان إلى وجهات مختلفة أبرزها الجارة الشمالية، مصر، باعتبارها الملاذ الآمن لهم.

وصباح اليوم، وبمجرد الإعلان عن القطار الذي جرى تخصيصه لنقل الأشقاء السودانيين إلى وطنهم، بدأت الرحلة الأولى من المرحلة الثانية للعودة إلى السودان، وسط أجواء مؤثرة ودعوا فيها وطنهم الثاني مصر الذي استقبلهم بالأحضان مع اشتعال الصراع في بلدهم عام 2023.

موسم الهجرة إلى الجنوب

على طريقة رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” للأديب السوداني الطيب صالح، قرر آلاف السودانيين الاستفادة من القطار الذي أعلنت عنه مصر لنقلهم إلى وطنهم الأصلي بعد استقرار الأوضاع في بلدهم، لكن هذه المرة الرواية تحمل اسمًا آخر: “موسم الهجرة إلى الجنوب”.

عودة السودانيين إلى بلادهم

خارج وداخل محطة مصر في رمسيس، يقف الآلاف من أصحاب البشرة السمراء، بعضهم بدا شارد الذهن، وعيونهم تتنقل هنا وهناك، كأنهم يلقون نظرة الوداع على القاهرة بشعور مختلط بين فرحة العودة إلى الوطن، وذكرياتهم التي عاشوها داخل مصر على مدار أكثر من عامين.

سودانيون يترقبون وصول القطار في محطة مصر برمسيس

منذ الساعات الأولى من الصباح، تواجدت "تليجراف مصر" في محطة مصر، ورصدت عدستها بداية رحلة الأشقاء السودانيين من داخل محطة مصر إلى الجنوب، وفيما كان الآلاف منهم يحملون أمتعتهم استعدادًا للمغادرة، لوّح بعض مستقلي القطار بأياديهم من النوافذ وكأن لسان حالهم يقول: “سلامًا أهل مصر سلامًا أرض مصر”.

سودانيون يلوحون بأياديهم من نافذة القطار

كاب بعنوان “شكرًا مصر”

كاميرا “تليجراف مصر” تجولت بين الواقفين على رصيف المحطة من السودانيين الذين كانوا يستعدون لرحلة العودة إلى الجنوب، من بينهم سيدة تحمل رضيعها وترتدي "كاب" مكتوب عليه عبارة “شكرًا مصر”.

المشهد كان جميلًا ويعكس الكثير من الحب لمصر، خصوصًا مع نظرة الأم التي عكست حزنها الشديد على مغادرة أرض الكنانة مع طفلها الذي ربما ولدته أمه في مصر.

تحيا مصر

"راجعين.. شكرًا مصر” كلمات دونها شاب أربعيني على ورقة ظل يتجول بها في أرجاء المحطة، وحين انتبه لنا أثناء التصوير، اعتلت وجهه ابتسامة عريضة تعكس الامتنان والشكر، وأخذ يردد: ”تحيا مصر.. تحيا مصر".

وبنبرة صوت حزينة، قال شاب سوداني آخر: “أفارق مصر بجسدي لكن روحي تأبى الرحيل”، مضيفًا: “ممكن الواحد يرجع السودان لكن ممكن يخلي روحه هنا”.

أعداد كبيرة من السوانيين على رصيف 8 بمحطة مصر
search