الخميس، 24 يوليو 2025

07:16 ص

كيف يتعامل أولياء الأمور مع الأبناء غير الموفقين في الثانوية؟

طلاب الثانوية العامة

طلاب الثانوية العامة

هدير يوسف - محمد لطفي أبوعقيل

A .A

مع إعلان نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025، وتسجيل نسبة رسوب بلغت نحو 26.8%، تجد آلاف من الأسر المصرية أنفسها في مواجهة تحدٍ نفسي وتربوي كبير، يتمثل في كيفية التعامل مع أبنائهم غير الموفقين. 

ففي وقت يترقب فيه المجتمع هذه النتيجة باعتبارها محطة فاصلة في مستقبل الطلاب، يشعر بعض الأبناء بالإحباط أو الفشل، مما يستدعي من أولياء الأمور أداء دور محوري في احتواء أبنائهم، وتقديم الدعم اللازم لتجاوز هذه المرحلة دون آثار نفسية سلبية. 

وفي ظل المتغيرات الحديثة التي لم تعد تجعل من نتيجة الثانوية العامة وحدها معيارًا للنجاح، يتفق الخبراء على ضرورة تغيير النظرة التقليدية، وتبني ثقافة جديدة تقوم على التفهم، والتشجيع، وإعادة بناء الثقة.

لا يجب مطالبتهم بإنجاز أكبر

وقالت أستاذ علم النفس بقسم بحوث الاتصال الجماهيري، الدكتورة سوسن فايد، إن على الآباء والأمهات تفهم أن الرقم الذي يحصل عليه الأبناء يعبر عن قدراتهم، ولا يجب مطالبتهم بإنجاز أكبر من طاقتهم. 

الدكتورة سوسن فايد

وأشارت فايد خلال تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى وجود فجوة دائمة بين الطموح والقدرات، وهي الفجوة التي قد تتسبب في إحباط الأبناء إذا شعروا بعدم القدرة على تحقيق أهدافهم رغم بذل الجهد.

وأكدت فايد أن مفهوم "كليات القمة" لم يعد كما في السابق، وأن الكفاءة والموهبة في سوق العمل أصبحت الأساس في التميز والتقدم. 

عدم تحقيق الطموح

وأوضحت أن الطالب إذا التحق بتخصص يتوافق مع قدراته واهتماماته وحقق فيه إنجازًا، فبإمكانه أن يصعد ويحقق ذاته، مشددة على أهمية ألا يكون الضغط لتحقيق درجات أعلى سببًا في دخول تخصصات تفوق قدرة الطالب الفعلية، مما قد يؤدي إلى الإحباط وعدم تحقيق الطموح.

وأضافت فايد أن فكرة أن يصبح الطالب طبيبًا أو مهندسًا لم تعد مقياسًا للنجاح، داعية الآباء إلى تجاوز لغة الإحباط واللوم عند التعامل مع نتيجة أبنائهم، والعمل على دعمهم نفسيًا ومعنويًا لتجاوز صدمة النتيجة، وعدم ترسيخ شعور الفشل لديهم.

ليست نهاية المطاف

من جانبها، قالت الاستشارية النفسية والتربوية الدكتورة هبة غازي، إن نتيجة الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل مجرد خطوة ضمن رحلة طويلة، مؤكدة ضرورة أن يكون أولياء الأمور داعمين لأبنائهم في كل الأحوال ومكملين معهم المسار التعليمي.

الاستشارية النفسية والتربوية هبة غازي

وأوضحت غازي في تصريحاتها لـ"تليجراف مصر" أن هناك كثيرين لم يحصلوا على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، لكنهم اجتهدوا وبلغوا مناصب مرموقة. 

فرصة دراسة 

وتابعت أن الكورسات والدورات والدبلومات تتيح للطالب فرصة دراسة ما يحب، حتى وإن لم يتمكن من دخول الكلية التي كان يطمح إليها.

وأكدت غازي أن عصر الذكاء الاصطناعي غيّر الكثير من المفاهيم، وأن الثانوية العامة لم تعد المحدد الوحيد لمصير الطلاب، داعية إلى تشجيع الأبناء على اكتشاف مواهبهم ومهاراتهم وتجربة مجالات متعددة والاحتكاك المبكر بسوق العمل لمواكبة متطلباته.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الشهادة الدراسية لا تحدد المصير، وأن دور الأسرة يجب أن يستمر حتى يصل الأبناء إلى المجال الذي يحبونه ويبدعون فيه.

search