الأربعاء، 13 أغسطس 2025

12:07 ص

لماذا ألاسكا؟.. كواليس لقاء ترامب وبوتين المرتقب

الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتن

الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتن

على أرض ألاسكا، التي تحمل إرثًا تاريخيًا يجمع بين واشنطن وموسكو، يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونطيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة حاسمة لمستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، وسط ضغوط دولية، ورفض أوكراني لأي اتفاق يتم من دونها.

لقاء بعد انتهاء المهلة

كان ترمب قد كشف عن هذا اللقاء الأسبوع الماضي، بعد أن حدد لروسيا موعدًا أقصاه 8 أغسطس الجاري للموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا فستواجه عقوبات أمريكية إضافية، ومع اقتراب الموعد، أعلن ترامب أنه وبوتين سيلتقيان شخصيًا في 15 أغسطس الجاري.

وتأتي القمة بعد ثلاث جولات من المحادثات بين موسكو وكييف، جرت خلال الصيف الحالي بناءً على مبادرة من ترامب، لكنها لم تحقق أي تقدم نحو السلام.

ترامب، الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه المنصب، كرر في تصريحات سابقة أن الغزو الروسي لما كان ليحدث لو كان في الحكم في ذلك الوقت، وفي يوليو الماضي، أعرب في مقابلة مع "بي بي سي" عن "خيبة أمله" من بوتين.

وأكد البيت الأبيض أن ترامب مستعد لتحويل القمة إلى اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن ذلك لم يتم بسبب اعتراض الجانب الروسي وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط. 

الموقف الأوكراني وتحذيرات زيلينسكي

وشدد زيلينسكي على أن أي اتفاق يتم دون مشاركة أوكرانيا سيكون "قرارًا ميتًا". وقال: "لن نكافئ روسيا على ما ارتكبته.. أي قرارات دون أوكرانيا هي قرارات ضد السلام".

من جانبه أشار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في حديث لقناة "فوكس نيوز"، إلى احتمال انضمام زيلينسكي لمحادثات لاحقة، لكنه اعتبر أن لقاءه ببوتين قبل اجتماع ترامب مع الأخير "لن يكون مثمرًا". 

أهمية الموقع وأبعاد الاختيار

القمة التي تعقد في 15 أغسطس ستشهدها ولاية ألاسكا الأمريكية، وهي أرض اشترتها الولايات المتحدة من روسيا عام 1868، ما يضفي على اللقاء بُعدًا تاريخيًا. وأوضح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن اختيار الموقع "منطقي تمامًا" نظرًا لكون البلدين جارين يفصل بينهما مضيق بيرينج.

وكانت ألاسكا قد استضافت آخر حدث دبلوماسي بارز عام 2021، عندما التقى وفد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بمسؤولين صينيين في مدينة أنكوريج.

محتوى المفاوضات ومطالب الأطراف

وكان ترامب أعلن أن التوصل إلى وقف إطلاق النار بات "قريبًا للغاية"، في حين تتباين مطالب الأطراف بشكل كبير؛ أوكرانيا ترفض التخلي عن أي أراضٍ، خصوصًا شبه جزيرة القرم، معتبرة ذلك مخالفًا لدستورها، وفي المقابل، يصر بوتين على الاحتفاظ بالمكاسب الإقليمية وضمان حياد أوكرانيا وتحديد حجم جيشها المستقبلي.

ووفق تقارير لـ"سي بي إس نيوز"، تبحث إدارة ترامب مع القادة الأوروبيين صيغة اتفاق تتضمن بقاء القرم تحت السيادة الروسية، ومنح موسكو السيطرة على منطقة دونباس (دونيتسك ولوجانسك)، مقابل انسحابها من مناطق تسيطر عليها جزئيًا في خيرسون وزابوريجيا.
 

search