الإثنين، 18 أغسطس 2025

07:53 م

"شيخ المصالحات".. محافظ أسوان يقدّم العزاء في وفاة تقادم الليثي

محافظ أسوان يقدّم العزاء في وفاة تقادم الليثي

محافظ أسوان يقدّم العزاء في وفاة تقادم الليثي

ايمن الهوارى

A .A

تقديرا وعرفانا لدوره البارز في خدمة المجتمع، واعتباره قيمة وقامة للإصلاح ورمزا للحكمة في صعيد مصر، حرص اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على تقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد الراحل الشيخ تقادم أحمد الليثي، رجل المصالحات والإصلاح بين الناس، وذلك بمقر العائلة في ساحة آل تقادم بقرية العوينية بمركز إدفو.

وخلال تقديمه لواجب العزاء، برفقة عدد من القيادات التنفيذية، أكد المحافظ أن الشيخ تقادم الليثي قد خلّف لنا إرثاً خالداً من الحكمة والفضل، سطّره بأحرف من نور طوال حياته المباركة، حيث كان سبباً في حقن دماء كثيرة بفضل سعيه الإنساني، وبصيرته في وأد الفتن، كما حفظ بيوتاً من الانهيار، وأعراضاً من الضياع، حتى اقترن اسمه بالخير، وأصبح رمزاً للسلام والسِّلم المجتمعي، وتاريخاً ناصعاً في المجالس العرفية.

ولفت الدكتور إسماعيل كمال إلى أن الشيخ تقادم قد رحل عن دنيانا، لكن ما خلّفه من سمعة طيبة ومسيرة متميزة سيبقى خالداً لا ينقطع، فقد ظل رمزاً للعمل الأهلي والوطني، وأورث أبناءه وأحفاده راية الإصلاح وحقن الدماء وإخماد الفتن وإنهاء الخصومات، ليكملوا مسيرته المباركة في نشر الخير والوئام والتسامح بين الناس. وستظل سيرته البيضاء علامة مضيئة في درب الإصلاح والعطاء، مدى الدهر.

وجدير بالذكر أن الشيخ تقادم الليثي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 95 عاماً، نشأ في بيت عريق من بيوت الأشراف بصعيد مصر، وورث عن والده وأجداده رسالة الإصلاح والسعي بين الناس، فكان امتداداً لمسيرة مباركة حملت على عاتقها نشر المحبة والتسامح بين العائلات والقبائل. 

ومنذ شبابه، عُرف بهيبته التي جمعت القلوب على كلمته، وصدقه الذي جعل الناس تقبل على حكمه ووساطته، حتى صار شيخاً للمجالس العرفية ورمزاً للمصالحات في أسوان بل وفي عموم الصعيد.

ولم تكن مجالسه مجالس عادية، بل كانت مدرسة في الحكمة والرأي السديد؛ فمن جلس بين يديه أدرك معنى التوازن والعدل، وكيف تُدار القضايا الكبرى بروح الصلح لا بروح الخصومة. وكان حضوره يضفي وقاراً وهيبة، فينصاع المتخاصمون لرأيه عن رضا ومحبة.

وقد عاش الشيخ تقادم حياة بسيطة، اختار فيها الزهد والابتعاد عن مظاهر الدنيا، لكنه كان كريم اليد، سخياً في عطائه، يُؤثر الناس على نفسه، ويُدخل البهجة على كل من زاره أو جالسه. 

وكانت ابتسامته المشرقة، ولسانه الذاكر لله عز وجل، سبباً في محبة الناس له واجتماع القلوب حوله.

search