من وعود التوظيف إلى غرق الطلاب.. أكاديمية ACS تسقط في اختبار الحقيقة

بداية الواقعة كانت بوعود زائفة من أكاديمية "ACS" للضيافة الجوية وعلوم الطيران، وهي كيان وهمي صور لمئات الطلاب فرص تدريب وتوظيف، لكنها انتهت بمأساة غرق مروعة على شاطئ "أبو تلات" بالإسكندرية، كشفت عن واحدة من أخطر قضايا النصب في مجال التعليم.

بناتي هما اللي اكتشفوا إن كل ده وهمي

قال محمود، والد الطالبتين أمل وآية، اللتين نجتا من الحادث بعدما تراجعتا عن قرار الذهاب في تلك الرحلة في تصريحات خاصة لـ " تليجراف مصر"،:"بناتي هما اللي اكتشفوا إن الكيان ده نصب، كنت في القاهرة ولما عرفت نزلت فورًا، وقدمت بلاغ في أمن الدولة، وهناك أكدولي إن الأكاديمية مش مرخصة، وبعدها تم القبض على أنغام، مديرة فرع الأكاديمية في سوهاج".

وأضاف، :" جاءت فرصة تدريب عملي في الساحل الشمالي ومطار ألماظة، والتي انتهت بكارثة على شاطئ أبو تلات، حيث غرق عدد من الطلاب وسط تجاهل تام لأي إجراءات سلامة أو مسؤولية من قِبل الأكاديمية".

قالولنا تدريب واكتشفنا أنه فخ

ومن جانبها، كشفت آية محمود، في تصريحات خاصة لـ "تليجراف مصر"، وهي إحدى الطالبات الناجيات التي تراجعت عن قرار الذهاب في تلك الرحلة، قائلة: "قالولنا إننا طالعين تدريب في معسكر في الساحل الشمالي، وبعدها هنروح مطار ألماظة، بس اكتشفنا إن ده كله كدب، حاولنا نبلغ زمايلنا عن طريق الجروبات إن ده نصب، لكن كانوا بيطلعونا منها".

وأضافت:" كل طالب دفع 4 آلاف جنية مقابل التدريب، غير 6 آلاف مصاريف الترم، و3.5 ألف ثمن البدلة، وفي الآخر لا شافوا طيران ولا تدريب، وكل اللي كانوا بيدرسوا لينا طلاب من نفس الأكاديمية جايبينهم من فرع الزقازيق".

شباب بس اللي ماتوا

وتابعت آية: "لما سمعنا باللي حصل تواصلنا معهام وكانوا بيقولوا مفيش حاجه، وبعدين كلمتنا  واحدة اسمها هبة، 
"تبع سامح حبيب رئيس الأكاديمية"، معلش، محصلش حاجة.. شباب بس اللي ماتو"، موضحة، أن الطلاب قد تم سحب هواتفهم خلال هذا الوقت، لمنعهم من التواصل مع الخارج، وسط تعتيم كامل من إدارة الأكاديمية.

واجهة نصب محكمة

وفقًا لتصريحات آية، فإن الأكاديمية كانت مجرد واجهة نصب محكمة، وعدت الطلاب بالتوظيف في مجال الطيران لكن لم يتم توظيف أي شخص فعليًا، لكن وعدوا الخمسة الأوائل بالتوظيف في الفروع الجديدة "الوهمية".

وتابعت، أن الدراسة كانت عبارة عن 4 مواد، وهي ضيافة جوية، إسعافات أولية، فرنساوي، إنجليزي، مشيرة إلى أن المدرسون لم يكونوا محترفين، بل طلاب من نفس الأكاديمية.

 للأكاديمية 7 فروع

وأكدت آية:"للأكاديمية 7 فروع، في الزقازيق، بنها، الإسكندرية، سوهاج، لكن دون اعتماد رسمي أو توظيف فعلي، وهو ما جعلنا نشك في سلامتها، بعد صدور بيان من وزارة التعليم العالي بشأن "الكيانات الوهمية"، واجه الطلاب الإدارة، فأنكرت، وادعت أن جهة منافسة وراء تلك الشائعات.

القبض على سامح وأنغام

وأشارت آية، إلى أنه بعد ساعات من الحادث، تم القبض على "سامح"، رئيس الأكاديمية، أثناء محاولته الهرب على طريق المنصورة  الزقازيق، كما تم القبض على "أنغام"، مديرة فرع الأكاديمية في سوهاج، من قبل جهاز مباحث الأموال العامة".

من يراقب الأكاديميات الخاصة؟

هذه المأساة كشفت عن حجم الفراغ الرقابي على المؤسسات التعليمية الخاصة، وضرورة وضع قواعد صارمة لمنح التراخيص، خاصة في المجالات الحساسة مثل الطيران.