الأحد، 24 أغسطس 2025

08:49 م

الشيطانة الصغيرة.. والد الطالبة عائشة يروي كيف امتدت يد صديقتها لطمس رغباتها

الطالبة عائشة ووالدها

الطالبة عائشة ووالدها

واقعة صادمة هزت الوسط التعليمي ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وثقت المعنى الدفين للحقد والغيرة بين ما كان تعتبرن صديقات أوفياء، التي تحوي داخلها ثعبانًا سامًا ينتظر الوقت المناسب حتى يلدغ صاحبه.

الطالبة عائشة أحمد محمدي، عاشت نفس القصة الأليمة مع صديقتها المقربة، والتي جمعتها بها غرفة نوم واحدة وطبق طعام واحد، ورغم ذلك أقدمت الأخيرة على حركة شيطانية تضمنت اللعب في رغباتها بتنسيق القبول بالجامعات، حتى لا تلتحق صديقتها بكلية الطب وتحقق حلمها.

بنتك في مصيبة

القصة بدأت عندما تلقى السيد أحمد، والد الطالبة عائشة، اتصالًا هاتفيًا مفاجئًا من مسؤول بمدرسة المتفوقين “ستيم”، قائلًا له: “إلحق بنتك في مصيبة”.

وبدأ مسؤول المدرسة يشرح أن صديقة ابنته - حرص الأب على عدم ذكر اسمها -، أقدمت على تغيير رغبات نجلته الأساسية قبل إغلاق موقع التنسيق بساعات قليلة، لتحرمها من تحقيق حلمها بالالتحاق لكلية طبية أو ذكاء اصطناعي رغم حصولها على مجموع يؤهلها لذلك.

وبحسب حديث والد عائشة لـ “تليجراف مصر”، أوضح أن ابنته رتبت رغباتها الأساسية على موقع التنسيق بشكل صحيح، إذ وضعت أولًا كليات الطب البشري من ثم طب الأسنان والعلاج الطبيعي والصيدلة، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي.

تغيير رغبات

وأشار إلى أن صديقتها المقربة التي تعلم بأن عائشة كانت لا تتمنى الالتحاق بكلية علوم نهائيًا، لكنها أقدمت على تغيير رغبات الفتاة المسكينة، جاعلة كليات العلوم هي الوحيدة في قائمة الرغبات.

ويقول الأب المكلوم، إن الفتاة صديقة ابنته كانت تقطن معها في سكن المدرسة طوال السنوات الثلاث الماضية، وهي صديقة مقربة لها، كما كانتا تتشاركا الطعام والشراب وتعملان على مشاريع واحدة داخل المدرسة، لا يفرقهما أي شيء، وهو ما جعل الحزن مضاعف.

مجموع عائشة

الفتاة التي ظل الأب حريصًا على عدم ذكر اسمها، حصلت في الثانوية عامة على مجموع 75%، أما ابنته حصلت على 91%، وهو ما يؤهل ابنته للالتحاق بكلية ضمن كليات القمة.

الأب أفاد بأنه رغم معرفة صديقة ابنته رغبتها في الالتحاق بكلية طبية، لكنها غيّرت من تنسيقها، مُستغلة أنهما كانا يعشيان معًا في نفس الغرفة، وأن بيانات عائشة وأوراقها بالكامل في متناول يدها، والتي من ضمنها الرقم السري الخاص بالتسجيل وكذلك الرقم القومي الخاص بها وبأسرتها.

وتابع الأب، بأن ابنته بعد أن أقدمت على تسجيل رغباتها في التنسيق، وأغلقت الموقع آملة في أن تلتحق بكلية من التي سجلت بها، قررت صديقتها الشيطانة قبل غلق الموقع بساعتين فقط الدخول على رغباتها، مُستخدمة رقمها السري وكذلك الأرقام القومية الخاصة بوالديها، مُغيّرة الرغبات بالكامل وتبديلها بكليات العلوم التي طالما أخبرتها أنها لا ترغب أبدًا الالتحاق بها.

على الفور تواصلت إدارة المدرسة مع والد عائشة، وأبلغتها بما حدث لها، وأنه عليه الذهاب سريعًا إلى مكتب التنسيق بجامعة القاهرة لتغيير الرغبات قبل غلق الموقع.

60 دقيقة

60 دقيقة كانت فاصلة في حياة عائشة، إذ حاول الأب المسكين الجري وراء حلم ابنته إلى جامعة القاهرة، ليلحق مكتب التنسيق قبل إغلاقه، ولكن بسبب ساعة واحدة أُغلق المكتب ولم يجد والد عائشة سبيلًا لحلم ابنته سوى تحرير محضر بقسم الشرطة بمركز شبين القناطر.

الندم والحسرة على فعلتها

يحكي الأب أن الفتاة بعد قيامها بذلك دخلت في نوبة بكاء شديدة لا يعرف أحد سببها، ولكن بعد ضغط والدتها عليها لمعرفة ما أصابها، اعترفت الفتاة لوالدتها ما فعلته بحق صديقتها عائشة وإقدامها على تدمير حلمها، لتقرر والدتها على الفور إبلاغ المدرسة بما فعلته ابنتها، وهنا تدخل واحدًا من مسؤولي المدرسة وبدوره أخبر والد عائشة.

تدخل وزير التعليم العالي

وأكد والد عائشة أن مدير مكتب التنسيق، الدكتور جودة غانم، تواصل معه بالأمس، وأكد أن هناك تعليمات من وزير التعليم العالي، الدكتور أيمن عاشور، بحل المشكلة، وفتح الباب لعائشة مرة أخرى لإعادة تسجيل رغباتها كيفما تشاء، وبالفعل وجدوا أن هناك تلاعبًا في رغباتها، ويتم العمل على إعادة الرغبات الأساسية.

وأشار الأب إلى أن أسرة الفتاة المتلاعبة بالرغبات تواصلت معه من أجل الاعتذار والوصول لحل المشكلة، وهنا كانت المفاجأة، إذ ينوي والد عائشة التنازل عن المحضر عقب رجوع رغبات ابنته الأساسية.

إحنا مسامحينها

وأردف الأب: “أنا مسامح البنت، وهتنازل والله عن المحضر مش هستفاد حاجة من سجنها، كان وارد بنتي هي اللي تغلط الغلطة دي، البنت كويسة وأهلها كويسين، وهي غلطت بس ولو مكنش فيها بقايا خير مكنتش هتقول لمامتها".

وزاد: "لو مامتها وحشة كانت دارت على بنتها، لكنها عملت العكس، والدتها مشكورة أنها لحقت بنتي وأنا وبنتي مسامحينهم، البنت ممكن تكون تعبانة نفسيًا، ممكن تتعالج علشان تبقى كويسة، إنما الهجوم عليها أو سجنها هيدمر حياتها ومش هنستفيد حاجة”.

وعن سماح عائشة في حقها من صديقتها، أوضح الأب في هذا الصدد: “بنتي لما عرفت اللي حصل جالها انهيار عصبي واتحجزت في المستشفى، بس الحمد لله المشكلة بتتحل وحقها بيرجع ليها، وبنتي هتسامحها عشان خاطري”.

search