البكالوريا "تحمّر عينها" لطلاب الثانوية.. هل تفرضها المدارس إجباريًا؟

طلاب الثانوية العامة
“اوعوا تختاروا بكالوريا”.. عبارة ترددت كثيرًا في آذان الطلاب عند ذهابهم إلى المدارس الثانوية لتسجيل النظام الذي سيلتحقون به بعد الشهادة الإعدادية، ورغم أن القانون يكفل للطالب حق الاختيار بين الثانوية العامة والبكالوريا، فإن البعض يشكك في ذلك.. فهل تجبر المدارس الطلاب على اختيار البكالوريا؟!.. تحدثنا إلى عدد من الطلاب لنعرف حقيقة ما يحدث.
بكالوريا أم ثانوي عام؟
الطالبة ندى محمود، قالت: بعد الانتهاء من أداء امتحانات الشهادة الإعدادية، بدأ الحديث عن نظام “البكالوريا”، ونصحني كثيرون بالابتعاد عن هذه النظام، أكدوا لي أن هذا النظام غير معتمد خارج مصر، حتى أن بعض المعلمين حذروا الطلاب وقالوا لهم: "أوعوا تختاروا بكالوريا " لأنها تعتمد على حساب المجموع من الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما دفع طلاب كثيرين للعزوف عن هذا النظام، وقرروا الالتحاق بالثانوي العام التقليدي.
وأضافت ندى لـ“تليجراف مصر” أنها ذهبت إلى مدرستها لاختيار نظام الثانوي العام، لكن فوجئت بضغط بعض المعلمين عليها لاختيار البكالوريا، متابعة: "قالوا لي دي حاجة كويسة وفي مدرسين نصحونا باختيار الثانوي العام وقالوا اختاروا ثانوي بس من غير ما حد يعرف".
اجتماع عاجل مع أولياء الأمور
وواصلت حديثها: في اليوم التالي، أعلنت إدارة المدرسة عقد اجتماع لأولياء الأمور لشرح نظام البكالوريا، وكنت ذاهبة لإنهاء استمارة الالتحاق بالثانوي العام، لكنني وجدت نفسي داخل الاجتماع ومدير المدرسة حاول إقناع الحضور بأن البكالوريا هو النظام الوحيد الذي سيُطبق بالمدرسة، ومن يرفض الالتحاق به يمكنه الانتقال إلى مدرسة أخرى في منطقة بعيدة، ما أثار اعتراض أولياء الأمور الذين اعتبروا أن الأمر محاولة لإجبار الطلاب على دخول البكالوريا.
وحسب رواية ندى، وقف ولي أمر خلال الاجتماع محتجًا على حديث المدير وقال له: ابني بدأ دروسه منذ شهر ثم تخبروننا الآن أن النظام سيتغير؟ وماذا عن الأموال التي أنفقتها؟ ليرد عليه المسؤول بنبرة حادة: "أنا مالي حد قالك تبدأ دروس؟"، وكاد الخلاف يتطوّر إلى مشادة.
وقالت الطالبة: “في النهاية صعدنا إلى مكتب المدير، وكتبنا في الاستمارة إننا نرغب في الالتحاق بالثانوي العام، لكن حتى الآن ما زلنا لا نعلم إن كنا سنتابع دراستنا في مدرستنا الحالية أم سيتم نقلنا إلى مدرسة أخرى”.
مجاملة المدارس للوزارة
الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة، قال إن القانون الذي أقره مجلس النواب نص على أن المرحلة الثانوية نظام اختياري بين البكالوريا والثانوية العامة، إلا أن ما يحدث في بعض المدارس مختلف تمامًا، حيث يقوم عدد من مديري المدارس بإجبار أولياء الأمور على اختيار "البكالوريا"، وهو ما يعد مخالفًا للدستور والقانون الصادر منذ شهر تقريبًا.
وأضاف حمزة أن بعض المدارس علقت لافتات على أبوابها مكتوب عليها "للبكالوريا فقط"، مؤكدًا أن ما يتم تداوله بشأن إجبار أولياء الأمور على اختيار نظام البكالوريا أمر حقيقي، رغم أن وزارة التربية والتعليم لم تفرض هذا النظام، ولكن المديرين يفعلون ذلك لمجاملة الوزارة على حساب مصلحة الطلاب.
80 % اختاروا البكالوريا
وأشار إلى أن وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، صرح أمام مجلس النواب بأن 80% من الطلاب وأولياء الأمور الذين شملهم استبيان في هذا الإطار، اختاروا نظام البكالوريا بإرادتهم، مؤكدًا أنه لا يوجد شيء اسمه مدرسة "متخصصة" في البكالوريا فقط، حتى لو اختار معظم الطلاب هذا النظام، فالقانون يلزم المدارس بتطبيق كلا النظامين معًا.
وأكد أنه لا يوجد ما يُسمى بمدرسة مخصّصة للبكالوريا فقط، فإذا اختارت أغلبية الطلاب هذا النظام وفضّل أحدهم الثانوية العامة التقليدية، تقسم المدرسة إلى نظامين، موضحًا أن الكلام الدائر حول القرار الوزاري، سببه بعض مديري المدارس الذين يفتقرون إلى بالكفاءة، بالتالي لا تكون لديهم قدرة على اتخاذ القرار، فيكتفون بتنفيذ تعليمات الوزارة"، على حد قوله.
البرلمان يدخل على الخط
من جانبها، علّقت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتورة حنان حسني، على هذا الجدل والحيرة الطلابية، موضحة أن التقديم للمرحلة الثانوية لا يقتصر على نظام بعينه، وأن الطالب له حق الاختيار بين أحد النظامين، مؤكدًة أن هناك إقبال واضح من الطلاب على نظام البكالوريا.
وأضافت: “نحن دولة قانون، ولا أعتقد أن مدير مدرسة قد يُجبر الطلاب على اختيار تخصص بعينه دون آخر، قد يكون هناك بعض الحالات بالفعل، ولكن لم يتواصل معي أي من أولياء الأمور بهذا الشأن، كما أن أغلبهم لديهم ميول لاختيار نظام البكالوريا”.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن فكرة الإجبار قد تصدر من بعض المديرين وليست توجهًا من الدولة، وإلا لكانت الدولة قد حددت منذ البداية اعتماد نظام البكالوريا فقط.
ونفت تخصيص بعض المدارس لنظام البكالوريا وأخرى للثانوية العامة، مؤكدة أن المدرسة الواحدة تضم النظامين معًا، ولا يوجد أي اختلاف في تكلفة الدراسة بين نظام البكالوريا والثانوية العامة التقليدية، والاختلاف الوحيد يكون عند رسوب الطالب في مادة ما، حيث يُلزم بدفع رسوم إضافية عند دخول الدور الثاني.
ماذا قالت وزارة التعليم؟
وفى بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم، أكد شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم الوزارة، عدم صحة عدد من الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول تخصيص مدارس لنظام البكالوريا المصرية ومدارس لشهادة الثانوية العامة.
وأوضح زلطة أن هذا غير صحيح على الإطلاق وغير قانوني، ولا توجد أي قرارات أو توجهات من الوزارة بهذا الشأن، مضيفًا أن الشائعة حول إجبار الطلاب على اختيار نظام بعينه في المرحلة الثانوية، هو أمر عاري تماما عن الصحة.
وتابع: أكدت الوزارة مرارًا أن القانون يكفل للطالب حق الاختيار بين نظام شهادة البكالوريا المصرية ونظام شهادة الثانوية العامة، وينحصر دور المدرسة في التوعية وتوضيح تفاصيل كل نظام على أن يختار الطالب النظام المناسب له.

الأكثر قراءة
-
محافظ المنوفية يعلن تعريفة الركوب الجديدة بعد زيادة أسعار الوقود
-
انتظام العمل بالمحطات والمخابز بعد تحريك أسعار الوقود بالأقصر
-
زحام بمحطات الوقود في الأقصر قبل ساعات من تطبيق زيادة أسعار البنزين
-
زيادة أسعار البنزين والسولار رسميا خلال ساعات
-
تعريفة الركوب الجديدة في كفر الشيخ 2025 بعد تحريك سعر الوقود، غرامة 2000 جنيه للمخالفين
-
أسعار الذهب تواصل التحليق، عيار 21 يقترب من 6000 جنيه
-
التعريفة الجديدة للمواصلات في أسيوط بعد تحريك أسعار الوقود
-
متى يبدأ تطبيق التوقيت الشتوي في مصر؟

أخبار ذات صلة
محافظ كفر الشيخ يحذر السائقين من مخالفة التعريفة الجديدة
17 أكتوبر 2025 09:26 م
"صُنّاع الخير" تشارك في القافلة رقم 12 المتجهة لدعم وإغاثة غزة (فيديو)
17 أكتوبر 2025 08:43 م
وكيل المخابرات السابق: إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة
17 أكتوبر 2025 08:38 م
وكيل المخابرات السابق: الإفراج عن البرغوثي سيُوحد الفلسطينيين
17 أكتوبر 2025 08:29 م
أستاذ علوم سياسية: مصر قادرة على إغراق غزة بالمساعدات لولا المعوقات
17 أكتوبر 2025 07:48 م
مباحاثات مصرية فلسطينية بشأن إعادة إعمار غزة
17 أكتوبر 2025 06:57 م
محافظ أسيوط يتابع ميدانيًا التزام المواقف ومحطات الوقود بالتسعيرة الجديدة
17 أكتوبر 2025 06:07 م
محافظ الغربية: لن نسمح بأي تجاوز أو مخالفة في الأسعار
17 أكتوبر 2025 06:05 م
أكثر الكلمات انتشاراً