الإثنين، 01 سبتمبر 2025

09:56 م

من اعتصامات نيويورك المؤيدة لفلسطين لمستشارة رئيس وزراء لندن.. من هي نعمت شفيق؟

نعمت شفيق

نعمت شفيق

هدير يوسف

A .A

ترفض معادة السامية، وفضّت احتجاجات طلابها ضد ما يحدث في فلسطين، ورفضت سحب استثمارات جامعة كولومبيا من شركات داعمة لإسرائيل، وتكتب في سيرتها الذاتية أنها هربت من مصر وهي تبلغ من العمر 4 سنوات. 

نعمت شفيق أو "مينوش شفيق"، صاحبة تاريخ من الإنجازات والمواقف غير المشرفة على الصعيد المهني.

عُينت شفيق اليوم كمستشارة اقتصادية لرئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على خلفية عملها في مجال الاقتصاد، لكن موقفها من القضية الفلسطينية يثير جدلًا واسعًا. 

فمن هي وما مواقفها تجاه القضية الفلسطينية؟

النشأة وتشكيل التوجه السياسي

ولدت نعمت عام 1962 بمدينة الإسكندرية، والدها أستاذ الكيمياء بجامعة الإسكندرية، الدكتور طلعت شفيق حنطور، الذي واجه بعد أربع سنوات قرارًا بتأميم ممتلكاته، ما دفع العائلة للهجرة إلى الولايات المتحدة عام 1966، واستقروا في مدينة سافانا بولاية جورجيا، لتحمل نعمت الجنسية الأمريكية والبريطانية.

شكلت الأحداث التي عاصرتها في أمريكا توجهها السياسي، حيث واجهت التمييز العنصري بسبب محاولات السلطات الأمريكية تحقيق توازن بين أعداد الطلاب السود والبيض في الفصول، ما جعلها تشعر بأنها مواطنة من الدرجة الثانية. 

كما عاصرت أحداثًا سياسية فارقة بدايةً من حرب فيتنام، ومرورًا بحركة الحقوق المدنية، وفضيحة ووترجيت.

المناصب التي شغلتها

اعتمدت نعمت على نصيحة والدها: "يستطيعون أخذ كل شيء منكم إلا العلم"، والتحقت بعدة مناصب منها:

  • العمل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مصر والسنغال (1983-1986).
  • التدريس والبحث في جامعة أكسفورد (1987-1991)، بالتوازي مع العمل في البنك الدولي في واشنطن (1989-2004)، وتدرجت حتى أصبحت نائب رئيس البنية التحتية.
  • مسؤولية القضايا المتعلقة بأوروبا الشرقية في البنك الدولي عقب سقوط جدار برلين 1989.
  • التدريس في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا وقسم الاقتصاد بجامعة جورجتاون.
  • تعيينها أمينًا عامًا دائمًا في وزارة التنمية الدولية ببريطانيا عام 2008 لإصلاح برامج المساعدات الخارجية.
  • نائب رئيس البنك الدولي وأصغر نائب في ذلك الوقت، كما شغلت منصب نائب مدير صندوق النقد الدولي وأدارت برامج الصندوق في الشرق الأوسط خلال احتجاجات 2011.
  • نائب محافظ بنك إنجلترا لشؤون الأسواق والمصارف (أغسطس 2014 – فبراير 2017).
  • رئيسة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (2017)، وألفت كتابًا بعنوان "ما يدين به كل منا للآخر... عقد اجتماعي جديد" خلال جائحة كورونا.
  • رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك (يناير 2023)، لتصبح أول امرأة تتولى المنصب، واستقالت بعد عام واحد.

موقفها من القضية الفلسطينية

برز موقف "شفيق" من القضية الفلسطينية بشكل واضح خلال رئاستها جامعة كولومبيا عام 2023، حيث تعرضت لانتقادات واسعة بسبب موقفها ضد الرافضين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقامت بفض اعتصام طلابي مؤيد لفلسطين في باحة الجامعة، وأدى الاعتصام إلى اعتقال نحو 100 طالب في أبريل 2024.

وكان الهدف من الاعتصام الضغط على إدارة الجامعة لسحب استثماراتها المالية من الشركات الداعمة لإسرائيل، بالتزامن مع استجواب شفيق أمام مجلس النواب الأمريكي، فيما وصف المجلس أن هناك "توثيق حالات تشير إلى وجود بيئة معادية للسامية في الجامعة".

إجراءات شفيق خلال الاعتصام

أوضحت أن التحدي الرئيسي كان الموازنة بين السماح بالاحتجاج للطلاب وحماية الطلاب اليهود من المضايقات. 

وأكدت أن أي تصريح معادٍ للسامية خلال فترة رئاستها للجامعة سيُعاقب عليه.

اتصلت بشرطة نيويورك لتفريق المخيم الذي وصفته بأنه "غير مرخص"، مشيرة إلى أن الطلاب انتهكوا عددًا من قواعد وسياسات الجامعة، وأن الاعتصام كان يشكل بيئة طاردة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود. 

وحددت مهلة لإنهاء الاعتصام، وعندما رفض الطلاب، طبقت الجامعة قرارات الفصل، وبعدها استقالت شفيق من منصبها.

search