السبت، 06 سبتمبر 2025

04:19 م

أسواق العالم تترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي.. هل تنخفض الفائدة مجددًا؟

رئيس الفيدرالي، جيروم باول

رئيس الفيدرالي، جيروم باول

تترقب الأسواق العالمية باهتمام بالغ اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر عقده خلال شهر سبتمبر الجاري، وسط توقعات متزايدة بالعودة إلى خفض الفائدة مجددًا، في ظل بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ واضح في سوق العمل الأمريكية.

موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقبل 2025

وفقًا لأجندة اجتماعات لجنة السياسة النقدية، سيكون موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقبل يومي 16 و17 سبتمبر الحالي. 

ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في يونيو الماضي، في نطاق 4.25%-4.50%، للمرة الخامسة على التوالي.

توقعات اجتماع الفيدرالي الأمريكي

في هذا الإطار، توقع بنك “أوف أمريكا” خفضين محتملين للفائدة خلال العام الجاري، في شهري سبتمبر وديسمبر، متراجعًا عن توقعاته السابقة التي استبعدت أي تحريك للفائدة قبل العام المقبل. 

وأوضح كبير الاقتصاديين بالبنك، أديتيا بهافي، في مذكرة بحثية أن بيانات التوظيف لشهر أغسطس أظهرت "دلائل أوضح على تراجع الطلب في سوق العمل، وليس جانب العرض فقط"، ما دفع المؤسسة المالية إلى تعديل توقعاتها.

بيانات التوظيف 

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 22 ألف وظيفة فقط خلال الشهر الماضي، وهو رقم متواضع يأخذه رئيس الفيدرالي، جيروم باول، بعين الاعتبار نظرًا إلى تراجع الهجرة، ومع ذلك، فإن ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2021، يثير بعض المخاوف بشأن قوة سوق العمل.

ويشمل السيناريو الجديد للبنك ثلاث خفضات إضافية بواقع ربع نقطة مئوية في عام 2026، بدءًا من يونيو، ليصل النطاق المستهدف للفائدة إلى ما بين 3% و3.25%، نزولًا من 4.25%-4.50% حاليًا. 

ويرى التقرير أن التضخم في الولايات المتحدة، وفق مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، قد بلغ 3% في أغسطس، مع توقعات بمزيد من الارتفاع حتى نهاية العام، وهو ما قد يحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة في أكتوبر المقبل.

إشارات جاكسون هول

وخلال منتدى جاكسون هول الأسبوعين الماضيين، ألمح جيروم باول إلى إمكانية خفض الفائدة في سبتمبر، مشيرًا إلى المخاطر المتزايدة على سوق العمل، لكنه شدد على أن الاستقرار الحالي يسمح للبنك المركزي بالتقدم بحذر.

من جانبه، أوضح مستشار البيت الأبيض الاقتصادي، كيفن هاسيت، أن بيانات الوظائف الأخيرة قد تدفع الفيدرالي للنظر في خفض أكبر للفائدة، بما يتماشى مع ضغوط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المستمرة لتخفيض تكاليف الاقتراض، في محاولة لتوسيع نفوذه على البنك المركزي. ويُذكر أن هاسيت يعد من الشخصيات المرشحة لخلافة باول عند انتهاء ولايته في مايو المقبل.

توقعات السوق وردود الفعل

على الرغم من ذلك، تبدو الأسواق المالية متحفظة، حيث تشير العقود الآجلة المرتبطة بأسعار الفائدة إلى احتمال 10% فقط لخفض نصف نقطة مئوية هذا الشهر، مقابل صفر قبل صدور تقرير الوظائف. 

وتركز غالبية الرهانات على خفض ربع نقطة، مع توقعات مماثلة للاجتماعات المقبلة، واحتمال يقارب 50% بأن يكون المعدل قصير الأجل أقل نقطة كاملة بحلول يناير القادم.

في المقابل، يرى بعض المحللين احتمال اتخاذ الفيدرالي نهجًا أكثر عدوانية، وقال مسؤول استراتيجيات الأسواق الكلية في "جولدمان ساكس لإدارة الأصول"، سيمون دانجور، إن البيانات الأخيرة تشير إلى أن الفيدرالي قد يتبع وتيرة أسرع للتيسير النقدي مقارنة بالنهج الحذر الذي عرضه باول في جاكسون هول.

search