الإثنين، 08 سبتمبر 2025

03:02 م

الأمية والنمو الاقتصادي.. حين يسير القطار عكس الاتجاه

محو الأمية والتقدم الاقتصادي

محو الأمية والتقدم الاقتصادي

في عالم يتسابق نحو التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، تظل الأمية أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول وتعرقل مسيرة التنمية المستدامة، فغياب القدرة على القراءة والكتابة لا يؤثر فقط على حياة الأفراد، بل يترك بصمته العميقة على الاقتصاد العالمي ككل، حيث ترتبط معدلات الأمية بشكل مباشر بمستويات الإنتاجية والنمو وجذب الاستثمارات. 

وقال الخبير الاقتصادي، وليد جاب الله، إن هناك علاقة مباشرة ووثيقة بين مستوى محو الأمية ومعدلات النمو الاقتصادي في أي دولة، مؤكدًا أن انخفاض نسب الأمية ينعكس إيجابًا على أداء الاقتصاد وزيادة قدرته التنافسية.

وأوضح جاب الله لـ"تليجراف مصر"، أن ارتفاع معدلات التعليم يساهم في رفع كفاءة سوق العمل، حيث يتيح للأفراد اكتساب مهارات جديدة تؤهلهم للحصول على وظائف أفضل برواتب أعلى، وهو ما يعزز القوة الشرائية ويرفع من الإنتاجية القومية.

وأشار إلى أن الدول ذات نسب الأمية المنخفضة تكون أكثر جذبًا للاستثمارات المحلية والأجنبية، نظرًا لتوافر قوى عاملة مدربة وقادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة، بينما تمثل الأمية عائقًا أمام التنمية وتحد من فرص تحقيق معدلات نمو مرتفعة.

وأكد جاب الله، أن الأمية لا تؤثر فقط على فرص العمل، بل تمتد آثارها إلى الابتكار والإنتاجية، موضحًا أن المجتمعات المتعلمة أكثر قدرة على تطوير منتجات جديدة وتبني أساليب اقتصادية متقدمة وهو ما يدفع عجلة التنمية الشاملة.

واختتم الخبير الاقتصادي، حديثه، بالتأكيد على ضرورة تكثيف جهود الدولة في برامج محو الأمية باعتبارها استثمارًا طويل الأجل، مشددًا على أن خفض نسب الأمية يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق اقتصاد قوي ومستدام.

وكشفت أحدث بيانات اليونسكو في تقرير GEM 2025، أن التقاعس عن الاستثمار في التعليم الأساسي يكلف الاقتصاد العالمي نحو 10 تريليونات دولار سنويًا، في حين أن تحسين مستويات القراءة والكتابة يمكن أن يرفع الناتج العالمي بشكل تراكمي بحوالي 6.5 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2030.

وحذر تقرير ASDR 2024، من أن ضعف التعلم الأساسي يولد خسائر دخل تراكمية قد تصل إلى 800 مليار دولار على مدى حياة الأفراد، إضافة إلى أعباء مالية متزايدة تتحملها الأسر في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهو ما يعيق العدالة الاجتماعية ويبطئ معدلات النمو الاقتصادي.

مشروعات مصر للقضاء على الأمية

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في بيان رسمي، اليوم الإثنين، تزامنًا مع اليوم العالمي لمحو الأمية، أن معدلات الأمية في مصر سجلت تراجعًا ملحوظًا بلغت نسبته 9.2% خلال الفترة من عام 2017 حتى عام 2024، ما يعكس جهود الدولة في تحسين مستوى التعليم ورفع الوعي المجتمعي.

وأطلقت الحكومة المصرية، مبادرة "مصر بلا أمية 2030"، والتي تهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في القضاء الكامل على الأمية بحلول عام 2030، من خلال تنفيذ حزمة متكاملة من البرامج والمبادرات الرئاسية والمجتمعية.

وتتصدر هذه الجهود حملة "حياة كريمة بلا أمية"، التي تركز على القرى الأكثر احتياجًا، عبر توفير فصول دراسية وتأهيل كوادر متخصصة للوصول إلى الفئات المستهدفة.

الأمية والاقتصاد العالمي

وفقًا لـ"كيدز موف" العالمية، فإن الأمية تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 1 تريليون دولار سنويًا من حيث خسائر الإنتاجية والإيرادات.

ويشير تقرير منحة الشراكة العالمية للتعليم، إلى أن استثمارات تبلغ 719 مليون دولار ساهمت في تحسين قدرات القراءة على نحو يعادل 3 سنوات دراسية إضافية.

search