الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

10:43 م

المستشار الألماني: الناتو مستعد للدفاع بعد حادثة المسيرات في بولندا

المستشار الألماني، فريدريش ميرتس

المستشار الألماني، فريدريش ميرتس

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسه، وذلك في أعقاب حادثة الطائرات المسيرة التي اخترقت الأجواء البولندية صباح اليوم، وأدت إلى استنفار أمني واسع.

وأوضح ميرتس في بيان صحفي، أن “مجلس الناتو اجتمع اليوم بناءً على طلب من بولندا لمناقشة الإجراءات الروسية، ووفقًا للمادة الرابعة من ميثاق الحلف، فإن الناتو مستعد للدفاع عن نفسه وسيظل كذلك”، حسبما أوردت وكالة الانباء الألمانية.

وأضاف أن ما جرى في الأجواء البولندية ليس حدثًا معزولًا، بل "امتداد لسلسلة من الاستفزازات التي تقوم بها روسيا في منطقة بحر البلطيق وعلى الجناح الشرقي للحلف"، مشددًا على أن الحكومة الألمانية "تدين هذه الأفعال العدوانية من جانب موسكو بأشد العبارات".

تفاصيل الحادثة البولندية

وكان الجيش البولندي أعلن في وقت مبكر من صباح 10 سبتمبر أنه نجح في تدمير عدة أهداف جوية مجهولة الهوية بعد أن اخترقت المجال الجوي للبلاد.

وأدى ذلك إلى اتخاذ إجراءات طارئة تضمنت إغلاق جزء من الأجواء البولندية، شمل المجال الجوي فوق مطار وارسو الدولي "فريدريك شوبان"، أكبر مطارات البلاد.

كما انطلقت عمليات واسعة النطاق للبحث عن حطام الطائرات المسيرة في عدة مناطق، فيما لم تصدر السلطات أي معلومات مؤكدة عن مصدر هذه الطائرات أو طبيعة مهامها.

مشاورات حول المادة الرابعة من ميثاق الناتو

أعلنت الحكومة البولندية أنها تناقش مع شركائها داخل الحلف إمكانية تفعيل المادة الرابعة من ميثاق الناتو، التي تنص على عقد مشاورات عاجلة بين الدول الأعضاء إذا شعرت إحداها بتهديد لأمنها أو سلامة أراضيها.

ورغم أن قوات تابعة للناتو شاركت في عمليات الاعتراض التي جرت فجر اليوم ذاته، فإن الحلف لم يعلن حتى الآن تقييمًا قاطعًا بشأن هوية الجهة المسؤولة عن إطلاق هذه الطائرات، كما لم يعتبر ما حدث بمثابة "هجوم مباشر" على أحد أعضائه، وهو الشرط اللازم لتفعيل المادة الخامسة المتعلقة بالدفاع الجماعي.

الموقف الأوروبي والاتهامات الموجهة لروسيا

في المقابل، اتخذت الاتحاد الأوروبي موقفًا أكثر حدة، إذ سارعت كايا كالاس، مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد، إلى توجيه اتهام صريح لروسيا بالوقوف وراء الحادثة، واصفة إياها بأنها "متعمدة" وتمثل "أخطر حادث أمني منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا".

وأضافت كالاس أن ما حدث يتطلب "ردًا موحدًا وقويًا من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو معًا، لضمان أمن حدودنا الشرقية وعدم السماح لموسكو بفرض سياسة الردع عبر الترهيب".

search