الجمعة، 12 سبتمبر 2025

06:03 م

32 عامًا على رحيل بليغ حمدي.. كيف صنع نغمات تتحدث عن الإنسان العربي؟

 بليغ حمدي

بليغ حمدي

أسيل وليد

A .A

في ذكرى مرور 32 عامًا على رحيله، نستذكر الموسيقار بليغ حمدي، الذي لم يكن يلحن النغمات فحسب، بل كان يصنع منها قصصًا حية تعكس نبض الإنسان العربي.

ذكرى رحيل بليغ حمدي

توفي بليغ حمدي في 12 سبتمبر 1993 عن عمر 62 عامًا، بعد صراع مع سرطان الكبد، ودفن في مقابر أسرته بالقاهرة بعد إعادة جثمانه من فرنسا.

وُلد بليغ عبد الحميد حمدي في السابع من أكتوبر عام 1931 بحي شبرا الشعبي في القاهرة، حيث كان والده أستاذًا للفيزياء في جامعة القاهرة. 

منذ الصغر أظهر شغفًا لا يقاوم بالموسيقى، فأتقن العزف على العود في سن التاسعة، والتحق بمعهد الموسيقى العربية لبناء أساس قوي لموهبته. 

بدأ مسيرته كمغنٍ، حيث سجَّل أربع أغانٍ في الإذاعة المصرية بتشجيع من محمد حسن الشجاعي، لكنه سرعان ما تحول إلى التلحين، وانفجر نجمه عام 1957 بلحن أغنية "تخونوه" لعبد الحليم حافظ في فيلم "الوسادة الخالية".

إبداعات بليغ حمدي

كان بليغ شريكًا أساسيًا لأساطير الغناء، حيث بلغ رصيده أكثر من ألفي لحن متنوع بين الرومانسي والشعبي والوطني، وحتى الديني وأغاني الأطفال.

أبدع 11 لحنًا لأم كلثوم، أبرزها "حب إيه" (1965) و"سيرة الحب" (1964) التي لحّنها وهو على فراش المرض، و"أنساك" التي أذهلت العالم.

تعاون مع عبد الحليم حافظ في 29 عملًا، مثل "خسارة" و"نبدأ منين الحكاية"، مما جعله يُلقب بـ"أمل مصر في الموسيقى".

أما وردة الجزائرية فكانت شريكة دربه، حيث لحّن لها أكثر من 30 أغنية، منها "أين الماضي" و"العيون السود"، بعد قصة حب عاصفة انتهت بزواجهما عام 1972.

ولم يقتصر تعاونه على هؤلاء، فقد أثرى أصوات شادية ونجاة الصغيرة وصباح وعفاف راضي وميادة الحناوي بأعمال مثل "الحب اللي كان" و"حبينا واتحبينا"، ووصل إلى المغربية سميرة سعيد بـ"علمناه الحب"، بالإضافة إلى هاني شاكر وعزيزة جلال وطلال مداح.

كان يعمل 16 ساعة يوميًا، يستمد إلهامه من التجارب الحياتية، فكانت ألحانه بسيطة الملمس لكنها عميقة التأثير، تجمع بين الأصالة والتجديد.

زواج بليغ حمدي ووردة الجزائرية 

زواج بليغ حمدي ووردة الجزائرية

كانت علاقة بليغ حمدي بالفنانة وردة الجزائرية قصة حب ملهمة تجمع بين العواطف الجياشة والإبداع الفني المثمر. 

بدأت شرارتها من إعجاب وردة بلحن أغنية "تخونوه" لعبد الحليم حافظ عام 1968، وتطورت إلى لقاء أسطوري في كواليس فيلم "المظ وعبده الحامولي".

تطورت العلاقة إلى حب عميق رغم رفض أسرتها، وتوجت بزواج سري عام 1973 في منزل الفنانة نجوى فؤاد بحضور عبد الحليم الذي غنى "مبروك عليك". 

استمر الزواج ست سنوات مثمرة أنتجت نحو 30 أغنية أيقونية مثل "العيون السود"، و"أحبك فوق ما تتصور"، و"ليل يا ليالي"، و"وحشتوني"، و"حكايتي مع الزمان".

انتهى الزواج بانفصال درامي عام 1979 بسبب تصريحات بليغ التي أهانت وردة، مما أدى إلى الطلاق رغم تأثرهما العميق ورفضه لمحاولات الصلح، إلا أن الرابط الفني استمر على احترام متبادل، حيث واصل بليغ تلحين أغاني لها، وأبدعت ميادة الحناوي في غناء "الحب اللي كان" كشهادة حزينة على نهاية حبهما.

أزمات بليغ حمدي

على الرغم من تألقه، لم يسلم بليغ من العواصف، فقد عانى من الخيانات العاطفية وطعم الشهرة المر، وأزمة كبيرة في الثمانينيات بسبب قضية الفنانة المغربية سميرة مليان التي انتحرت في منزله عام 1984، مما أدى إلى حكم بالسجن عام 1986، فهرب إلى باريس حيث عاش منفيًا إجباريًا ومكسور الروح، وفقًا لكتاب "بليغ.. أسرار الأيام الأخيرة" لأيمن الحكيم.

ورغم ذلك، لم يتوقف عن العطاء، بل استمر يكتب رسائل موسيقية مليئة بالوفاء والعتاب.

search