الأحد، 14 سبتمبر 2025

11:56 م

بين التعليم والصحة.. خلاف الجهات يترك 200 طفل بالمنيا بين جدران آيلة للسقوط (صور)

أطفال مدرسة عزبة الصباح البحرية بالمنيا

أطفال مدرسة عزبة الصباح البحرية بالمنيا

داخل فصول مبنية من الخشب المتهالك، تُغلق فتحاتها بأكياس بلاستيكية عوضًا عن الزجاج، وجدران لا تستر من حر الصيف ولا برد الشتاء، يجلس أكثر من 200 تلميذ، يحاولون انتزاع حقهم في التعليم، هذه الحقيقة المرة لمدرسة عزبة الصباح البحرية في قرية الجندية بمركز بني مزار بمحافظة المنيا. 

تشبه مدرسة عزبة الصباح "عشة" أكثر مما تشبه مؤسسة تعليمية، تلك التي بنى الأهالي فصولها بجهودهم الذاتية منذ عام 2012، ويطلقون الآن صرخات استغاثة خوفًا من كارثة وشيكة.

تاريخ من التحدي والوعود المنسية

تعود القصة إلى عام 2012، في أعقاب أحداث يناير، عندما تصدى أهالي القرية لمحاولة مجموعة من الأشخاص كانوا يحاولون الاستيلاء على قطعة أرض بالقوة والسلاح، وعرضوا حياتهم للخطر لحماية الأرض، وبعد ذلك قرروا الاستفادة من هذه الأرض وبناء فصول دراسية لأطفالهم، فبدأوا بجمع مبالغ مالية من بعضهم البعض حتى تم بناء 5 فصول تعليمية على قدر الإمكانات، وكل عام كانوا يضيفون فصلًا أو اثنين مع تزايد أعداد الطلاب، حتى وصل عدد الفصول إلى سبعة أو ثمانية، يضم كل منها حوالي 30 طالبًا.

اعتراف بدون حل

ورغم أن وزارة التربية والتعليم اعترفت بالمدرسة، وأرسلت إليها مدرسين تابعين لإدارة بني مزار التعليمية، إلا المبنى نفسه ظل على حالته المتردية على مدار السنوات. 

وتكررت نداءات الأهالي واستغاثاتهم إلى المسؤولين وأعضاء مجلس النواب، الذين وعدوا مرارًا وتكرارًا ببناء مدرسة حقيقية، لكن كالعادة، تتبخر الوعود مع انتهاء الانتخابات، لتظل المدرسة على حالها، آيلة للسقوط، وتنتظر كارثة محققة.

استغاثة الأهالي: هل ننتظر الكارثة كي نتحرك؟

عبر الأهالي عن غضبهم وحسرتهم من تجاهل المسؤولين، حيث يقول أيمن شوقي أحد أهالي العزبة، وهو أب لأحد الطلاب: “أخاف على أولادي في كل لحظة، السقف متهالك والبناء كله أي كلام، هل ننتظر أن تسقط المدرسة على رؤوس أطفالنا لكي نتحرك؟، الفصول دي ممكن تنهار في أي لحظة، والكارثة مش بعيدة، الكارثة واقفة على الباب”. 

وأضاف الأهالي أن هناك قطعة أرض، ملك القرية وكانت عليها مستشفى كبير تهدم سنة 2005، وفي 2017 بنيت مكانه وحدة صحية جديدة، لكنها لا تعمل، فلا يوجد بها أطباء، أو خدمة مقدمة للاستفادة منها، أي وجودها شكلي فقط، وقد طالب الأهالي بتحويل هذه الأرض إلى مدرسة لحماية الأطفال وسرعة إدراجها ضمن خطة عاجلة للإحلال والتجديد وتوفير التمويل اللازم، لتوفير بيئة تعليمية آمنة ولائقة.

دعوة عاجلة لمنع الكارثة

وقال أحد الآباء، وهو أحد مؤسسي هذه المدرسة المؤقتة: "أنا أقولها الآن، واحفظوا تعليقي هذا، إنها لن تُبنى ولا أحد سيسأل عنها إلا بعد وقوع كارثة، لأن عادتنا هي ألا نتحرك إلا بعد أن تقع الكارثة"، وأضاف والأسى يملأ صوته: "أولادي من بين هؤلاء التلاميذ".

رد الهيئة العامة للأبنية التعليمية بالمنيا

وردًا على استغاثة أهالي عزبة الصباح البحرية، أكد المهندس أحمد محمود عثمان، مدير فرع الهيئة العامة للأبنية التعليمية بالمنيا، أن حل أزمة المدرسة المتهالكة يقع في يد وزارة الصحة. 

وأضاف عثمان، في تصريح لـ "تليجراف مصر"، أن الهيئة لا تستطيع البدء في مشروع الإحلال والتجديد لتحويل الوحدة الصحية بالقرية إلى مدرسة دون موافقة رسمية من وزارة الصحة.

وأشار إلى أن "الموضوع كله مع وزارة الصحة التي رفضت تحويل الوحدة الصحية إلى مدرسة"، مضيفاً أنه إذا تمت الموافقة، سيتم على الفور إحلال وتجديد الوحدة لاستخدامها كمدرسة في العزبة، والهيئة ليست مسؤولة عن التأخير. 

وأكد أن "الموضوع ليس تأخيرًا أو تقصيرًا من جانبنا، ولكن لا يمكن البناء أو التجديد دون موافقة وزارة الصحة".

search