
السيسي يسابق الزمن
"هل يسبق السيسي الزمن؟".. المشاهد والمحلل لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الدوحة يعي أن اللهجة المصرية قد تغيرت، وأن النبرة قد احتدت وأن الألفاظ صارت أكثر قوة وصراحة ووضوح وأن الالتفاف العربي حول العلم المصري والقيادة القوية للرئيس السيسي صار أمرًا حتميًا.
فمن اختلف معنا يوم صار يعلم أن رؤية مصر وقيادتها للمستقبل كانت أصدق وكما رددها الرئيس كانت رؤية صادقة أمينة ووعي غير زائف.
مرت مصر والعالم العربي بمحنة قاسية جدًا في العشرية الماضية كانت محنة سوداء قاحلة فسقطت دول وتهدمت أركان وتقسمت ممالك، واحتمت مصر بوعد إلهي ثابت بحمايتها وبجيش عرمرم لا ينحني ولا ينكسر، فصارت الأزمة أزمات وتكالبت علينا الدول والمؤامرات الأمر الذي وصل إلى حد محاولة حرمان مصر من مياه النيل حتى ترضخ وتطأطأ الرأس حين تدور المعارك وتدق طبول الحرب.
ولكن مصر العصية لم تنكسر ولم تنحنِ ونفضت غبار الأرض من حولها وخرج من رحمها قائد شديد الدهاء قوي الشكيمة أمين الشيم ابن بلد باللغة العامية الدارجة.
وضع يدًا لتبني ويدًا تحمل السلاح؛ تحمل ما لا يتحمله بشر، قذفوه وسبوه واتهموه بما ليس فيه، وهو يواجه بالعمل والأمل والصبر والحنكة والتدريب.
صنع وزرع وبنى وعمر وأجبر الجميع على الاحترام، وتوافق مع من اختلف معه وأقنعه بالحجة والسياسة والرقي والهدوء، وأصبح قائدًا مهمًا استعادت مصر معه مكانتها الدولية من القطب الشمالي للقطب الجنوبي.
وها هو الآن يحمل هموم العرب وآناتهم قبل العدو الغاشم كما أطلق عليه في خطابه.. ها هو يتحدث بقوة وثقة ودون أن ترتد له طرفة عين؛ استطاع السيسي أن ينقل هذه الثقة إلى شعبه ليلتف حوله ويدعمه وانتهت مرحلة الشك إلى مرحلة اليقين.
ولكن اللحظة الأهم في التاريخ الحديث هي قادم الأيام ومحاولات مصر الحثيثة انتزاع اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية دولة مستقلة ذات سيادة، لعلها المعركة الدبلوماسية الأشرس في التاريخ الحديث.
فهل ينجح السيسي في سباق الزمن قبل أن يتم العدو احتلال غزة بالكامل ويحاول فرض فلسفة التهجير المرفوضة من مصر بوضوح، هل يستطيع الداهية المصري انتزاع الاعتراف الدولي ليعلن انتصار مصر سياسيًا في أكتوبر 2025 ليضاهي به انتصار أكتوبر 1973.
إذا تم الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، سوف تقضي مصر على أي أمل توسعي للعدو، فلقد أصبح للشعب الفلسطيني دولة ذات سيادة يحتمي بها خلف الشرعية الدولية وهي الدولة التي اعترفت بها الحكومة الفرنسية والإنجليزية وبعض الدول وهي في انتظار اعتراف مائة وخمسين دولة في مؤتمر نيويورك هذا الشهر.
فإذا ما حدث ذلك صار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحد أعظم قادة التاريخ العربي بلا ذرة شك واحدة، تلك هي المعركة الكبرى وتلك هي المنجية.. أعان الله مصر وجيشها ووفق قائدها إلى ما يحبه ويرضاه.

الأكثر قراءة
-
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
-
مفاجأة في تحاليل عينات لاعبي الأهلي بعد إصابة إمام عاشور
-
مترجم مصري يعيد طفلة تائهة في تونس لأسرتها.. كيف ساعده ChatGPT؟
-
رغم افتتاحه رسميا.. تصريف المياه أزمة تهدد سد النهضة
-
"عم ممدوح" حارس قلعة "المكواة الرجل" في الفيوم: 45 سنة شقى برزق حلال
-
خريف نيبال وربيع العرب
-
بعد تطويرها.. افتتاح مدرسة أمل طه حسين للصم وضعاف السمع بالأقصر
-
بعد صراخ واستغاثة.. الأهالي يساعدون في إنقاذ 11 مصابا على صحراوي الفيوم

مقالات ذات صلة
عيد الشرطة ونتائج 25 يناير
25 يناير 2025 08:05 م
أكثر الكلمات انتشاراً