الخيامية.. فن مصري أصيل يواجه تحديات البقاء
حي الخيامية بالقاهرة
في قلب القاهرة القديمة، وتحديدًا بحي الخيامية المجاور لباب زويلة، تتناثر الألوان الزاهية وتُزين المحال بقطع يدوية تحمل بصمة الصبر والإتقان.
هناك حيث يسكن التراث وتنبض الحرفية، جال "تليجراف مصر" بين الحرفيين للتعرف على أسرار هذه الصنعة العريقة، وبداياتها، ورؤيتهم لمستقبلها بين الاندثار أو الاستمرار.

حب الصنعة منذ الطفولة
يقول محمد كمال (55 عامًا)، في حديثه لـ"تليجراف مصر"، أحد أقدم صانعي الخيامية: "بدأت تعلم الصنعة على يد والدي منذ أن كان عمري خمس سنوات، وكان شقيقي يعمل بها أيضًا، فأحببتها وطلبت من والدي أن أتعلمها بجانب دراستي. ومنذ ذلك الوقت وأنا أطور نفسي لأرضي أذواق الزبائن كافة".
أما عم حسين الرفاعي (في الخمسينيات من عمره)، فيروي أنه أحب الصنعة من أقاربه وبدأ ممارستها في سن الخامسة عشرة.
ويضيف: "يومنا يبدأ من التاسعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، وأحيانًا نعمل يوم الأحد رغم أنه إجازتنا الأسبوعية، لكثرة المسئوليات".

ما هي الخيامية؟
الخيّامية فن مصري قديم مشتق من كلمة "خيام"، يتمثل في صناعة الأقمشة المزخرفة التي تُستخدم في السرادقات والأفراح. وارتبطت الحرفة تاريخيًا بصناعة كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تُرسل من مصر إلى الحجاز في موكب عظيم عُرف باسم "المحمل".
ويُعد شارع الخيامية، الممتد إلى شارع المعز بالقرب من منطقة "تحت الربع"، أحد أبرز أسواق القاهرة القديمة، تميّز بسقفه المغطى الذي يحمي المارة ويُضفي عليه خصوصية فريدة.

لا أسعار ثابتة
حول أسعار القطع، يؤكد عم حسين: "لا يوجد سعر محدد، فالمصريون لهم أسعار مختلفة عن الأجانب. تتراوح الأسعار بين 70 و200 جنيه أو أكثر، حسب حجم القطعة ودقة تفاصيلها".
ويضيف محمد كمال: "أصغر قطعة تستغرق يومًا واحدًا، بينما الكبيرة قد تحتاج من يومين إلى ثلاثة أيام أو أكثر، وهذا عمل مُرهق جدًا للعين واليد".
تراجع إقبال السياح.. والمصريون يعوضون
يرى محمد كمال أن الإقبال من السياح ضعيف في الفترة الأخيرة، قائلاً: "المصريون عوضونا عن قلة شراء الأجانب، خاصة في موسم رمضان، حيث يزداد الطلب على المشغولات الخيامية".
واتفق معه عم حسين، مشيرًا إلى أن الأجانب غالبًا يكتفون بالمشاهدة دون شراء.

بين الاستمرار والاندثار
يعتقد عم حسين أن الحرفة ستستمر بتوارثها بين الأجيال رغم صعوبتها، بينما يرى محمد كمال أن غياب صبر الشباب على الإبرة والخيط يجعل مستقبلها مهددًا بالاندثار.
زبائن يعشقون التراث
تقول سحر السيد (في الأربعينيات): "أحب زيارة الحي كل فترة بسبب عشقي للألوان الزاهية والتراث، وأتي من الشرقية خصيصًا لشراء بعض القطع".
أما فاتن محمد، طالبة جامعية، فأكدت: "أعشق هذا الفن اليدوي، وأشعر براحة نفسية عند دخولي شارع الخيامية".
مطالب الحرفيين
ويؤكد محمد كمال أن ما تحتاجه الحرفة هو جعل الشارع منطقة سياحية أساسية مثل الحسين، قائلاً: "الخيامية لا تقل أهمية عن أي موقع تراثي آخر، ويجب أن تُدرج على خريطة السياحة ليستمر هذا الفن للأجيال القادمة".
الأكثر قراءة
-
قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، كم وصل؟
-
20 دولارا للتأشيرات أو الخدمات.. "النواب" يوافق على قرار هام يخص المصريين بالخارج والسائحين
-
رابط نتيجة الشهادة الابتدائية ولاية نهر النيل 2025
-
كانت بتعدل طرحتها، إنقاذ فتاة ابتلعت دبوس داخل مدرسة بالأقصر
-
بعد تصدرها أوركسترا المتحف المصري الكبير، من هي الأوبرالية شيرين أحمد؟
-
الافتتاح الكبير.. وخطة العمل المنتظرة
-
المطرب النوبي أحمد إسماعيل يبهر الحضور في افتتاح المتحف المصري الكبير
أخبار ذات صلة
حسين عبد الرسول، كيف خُلد اسمه في المتحف المصري الكبير؟
02 نوفمبر 2025 02:29 م
أول تعليق من فريدة عثمان بعد إطلالتها الفرعونية في المتحف المصري الكبير (خاص)
02 نوفمبر 2025 05:59 م
بأيدي مصرية 100%، مراحل صناعة دعوات افتتاح المتحف المصري الكبير (خاص)
02 نوفمبر 2025 02:14 ص
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
02 نوفمبر 2025 06:25 ص
كيف تمنع ظهور الشعر الرمادي؟، إليك 7 أطعمة تكافح الشيب المبكر
02 نوفمبر 2025 03:30 ص
بنقوشات فرعونية، إشادات بإطلالة انتصار السيسي في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
01 نوفمبر 2025 08:04 م
منى شعراوي: رؤيتي لاحتفالية المتحف لم تكن مهنية فقط، وفخورة بالمشاركة
02 نوفمبر 2025 01:30 ص
"استحضار للهوية القديمة"، الآثار النفسية لترند صور الفراعنة
01 نوفمبر 2025 11:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً