جميل راتب.. سبق عمر الشريف إلى هوليوود وتألق في باريس

يُعد الفنان الراحل جميل راتب، واحدًا من كبار عمالقة الفن في مصر والعالم العربي، حيث قدّم مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من أربعة عقود، ترك خلالها ما يقارب 200 عمل فني متنوع ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، ليخلّد اسمه كأحد أبرز نجوم الأداء الراقي والاختيارات المميزة في تاريخ الفن العربي.

ذكرى رحيل جميل راتب

ويصادف اليوم 19 سبتمبر ذكرى رحيل جميل راتب، الذي غاب عن عالمنا عام 2018 عن عمر ناهز 92 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا ما زال حاضرًا في ذاكرة جمهوره ومحبيه داخل مصر وخارجها.

جميل راتب.. من هوليوود إلى أعرق المسارح الأوروبية

تميزت مسيرة الفنان جميل راتب عن كثير من أبناء جيله، إذ كانت بداياته في السينما العالمية قبل أن يعود إلى مصر ويصبح أحد كبار نجومها، فقد شارك عام 1956 في الفيلم الأمريكي "Trapeze"، إلى جانب نجوم عالميين بارزين مثل توني كيرتس، بيرت لانكستر، وجينا لولو بريجيدا، ومن إخراج كارول ريد.

فرقة “كوميدي فرانسيز”

وبعد نجاح الفيلم، خطف جميل راتب، الأنظار بموهبته وأدائه المميز، ليواصل مشاركاته في عدد من الأفلام الفرنسية والتونسية، إلى جانب تألقه على خشبة المسرح ضمن فرقة “كوميدي فرانسيز” الفرنسية العريقة، وهو ما عزز مكانته كأحد الوجوه العربية النادرة التي فرضت حضورها في الساحة الفنية الأوروبية.

جميل راتب يتألق في “لورنس العرب”

شكّلت مشاركة جميل راتب في الفيلم العالمي “Lawrence of Arabia” عام 1962، محطة بارزة في مسيرته الفنية، حيث وقف إلى جانب النجم العالمي بيتر أوتول والفنان عمر الشريف، وهذا العمل الذي يُعد من أهم علامات تاريخ السينما العالمية، منح جميل راتب حضورًا أكبر ورسّخ اسمه كفنان قادر على المنافسة بقوة في أضخم الإنتاجات السينمائية.

ومن أشهر أفلام جميل راتب في فرنسا، فيلم “To commit a murder” عام 1967، وشارك في بطولته مع النجم العالمي برنارد بلاير.

زوجة جميل راتب

تزوج جميل راتب، من فتاة فرنسية خلال فترة تواجده في باريس، كانت تعمل بالتمثيل ثم اعتزلت، وظلت تعيش في فرنسا وكان الراحل يذهب لبيتها الريفي بشكل مستمر، قبل أن ينفصلا لاحقًا.

العودة إلى مصر وصناعة المجد الفني

في السبعينيات، عاد راتب إلى السينما المصرية ليصبح واحدًا من أبرز وجوهها، وقدّم شخصيات متنوعة بين الشرير والهادئ والرومانسي والحكيم، وأثبت أنه قادر على التجديد الدائم.

وتعاون جميل راتب، مع كبار المخرجين والفنانين، وصار اسمه مرادفًا للأدوار المركبة التي تحتاج إلى قدر كبير من الحرفية والموهبة.

بصمة لا تُنسى في الفن المصري

لم يكن جميل راتب، ممثلًا عاديًا، بل مدرسة قائمة بذاتها. تميز بدقة متناهية في دراسة تفاصيل الشخصية، وبفضل خبراته العالمية منح السينما المصرية أبعادًا جديدة، ما جعله نجمًا متفردًا لا يشبه أحدًا من أبناء جيله.

مسيرة ثرية وإرث خالد

قدّم جميل راتب أكثر من 200 عمل فني تنوعت بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، وترك إرثًا خالدًا في تاريخ الفن. لم يكن مجرد نجم كبير، بل أيقونة للإبداع والالتزام، ورمزًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الجمهور والفن العربي.