السبت، 20 سبتمبر 2025

09:04 م

مزاعم "تعبئة سيناء".. سمير فرج يكشف تفاصيل "خدعة نتنياهو" للاستنجاد بواشنطن

السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل - أرشيفية

السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل - أرشيفية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تستمر إسرائيل في انتهاج سياسة قائمة على التزييف والادعاءات بتوجيه الاتهامات ضد مصر، ما يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات التي تعرقل مسار السلام في المنطقة. 

ورغم الجهود المصرية المتواصلة لترسيخ الاستقرار بالمنطقة والدفاع عن القضية الفلسطينية، ترد تل أبيب بممارسات وادعاءات تجر المنطقة برمتها  إلى الحروب.  

وأثارت مزاعم طلب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على مصر بشأن ما وصفه بـ"الحشد العسكري في سيناء"، التساؤولات حول ما إذا كان هناك فعلًا حشد عسكري بحسب الإدعاءات الإسرائيلية، أم أنها مجرد دعاية لحلحلة أزمة داخلية بتل أبيب.

مزاعم إسرائيلية لم تُطرح على القاهرة 

في السياق ذاته، أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن مثل هذا الطرح لم يتم إثارته على القاهرة من جانب واشنطن، وهو ما أكده أيضًا مصدر مصري لموقع "أكسيوس".

وأوضح “فرج” في تصريحاته لـ" تليجراف مصر"، أن ما يروجه نتنياهو لا يتعدى كونه "رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي"، هدفها الأساسي هو إقناع الرأي العام بأن مصر تمثل تهديدًا، في محاولة لتعبئة المجتمع الإسرائيلي خلف القيادة الحالية.

خدعة داخلية لنتنياهو.. ومزاعم تفتقر إلى الحقيقة 

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن "هذه دعاية انتخابية بالأساس، لا سيما وأن إسرائيل مقبلة على انتخابات الشهر المقبل، ويحاول نتنياهو إظهار نفسه باعتباره الضامن لأمن إسرائيل والقادر على مواجهة أي خطر محتمل"، على حد قوله.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب ولم ترصد أي خروقات لاتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب، ما يؤكد أن المزاعم الإسرائيلية تفتقر إلى المعلومات الحقيقية وتعكس اعتبارات داخلية أكثر من كونها مواقف مبنية على واقع.

ووفقًا لـ"فرج" فإن هذا النمط من الخطاب الإسرائيلي ليس جديدًا، حيث اعتادت الحكومات الإسرائيلية توظيف قضايا الأمن الإقليمي في سياق المنافسة السياسية الداخلية، وهو ما يعكس أن مصر ليست المستهدفة بقدر ما هو الشعب الإسرائيلي نفسه، الذي يُراد إقناعه بضرورة الوقوف خلف نتنياهو في لحظة انتخابية فارقة له.

الحشد العسكري في سيناء

على الصعيد ذاته، نقل موقع “ أكسيوس” الأمريكي، عن مسؤولين، قولهم، إن نتنياهو قدم لوزير الخارجية ماركو روبيو خلال زيارته في القدس الأسبوع الماضي، قائمة بالأنشطة في سيناء التي زعم أنها تشكل انتهاكات جوهرية من جانب مصر لاتفاقية السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979، والتي تعمل الولايات المتحدة كضامن لها.

تقرير أكسيوس

وقال مسؤولان إسرائيليان للموقع الأمريكي، إن المصريين يعملون على إنشاء بنية تحتية عسكرية، بعضها يمكن استخدامه لأغراض هجومية، في المناطق التي لا يُسمح فيها إلا بالأسلحة الخفيفة بموجب المعاهدة.

وزعم المسؤولون أن المصريين قاموا بتوسيع مدارج القواعد الجوية في سيناء حتى تتمكن الطائرات المقاتلة من استخدامها، كما قاموا ببناء منشآت تحت الأرض تعتقد المخابرات الإسرائيلية أنها يمكن أن تستخدم لتخزين الصواريخ.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى إن الحشد العسكري المصري في سيناء أصبح نقطة توتر أخرى مهمة بين البلدين مع استمرار الحرب في غزة، مؤكدين أنه لا يوجد دليل على أن المصريين يقومون فعليًا بتخزين الصواريخ في تلك المنشآت، لكنهم يزعمون أن مصر لم تقدم تفسيرًا معقولًا لغرضهم عندما سألتهم إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية.

وقال مسؤول إسرائيلي ثان "إن ما يفعله المصريون في سيناء أمر خطير للغاية ونحن قلقون للغاية".

وذكر المسؤول إن الوضع أصبح أسوأ بسبب قيام قوة المراقبين المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بتقليص طلعاتها الجوية فوق سيناء بشكل كبير، مما يحد من قدرتها على مراقبة الوضع، بينما نفى مسؤول مصري لـ"أكسيوس"، المزاعم الإسرائيلية، وقال إن إدارة ترامب لم تثر هذه القضية مع مصر مؤخرًا.

search