الأحد، 21 سبتمبر 2025

06:24 م

كاد "الباذنجان" يفسد صوتها.. فايزة أحمد غنت على فراش الموت

الفنانة الراحلة فايزة أحمد

الفنانة الراحلة فايزة أحمد

فايزة أحمد هي أكثر مطربة فطرية في العالم، كانت تعشق الغناء بجنون، مارست الغناء والفن 24 ساعة في اليوم، لدرجة أنها كانت تغني في المكالمات الهاتفية.

بهذه الكلمات لخص الناقد طارق الشناوي، مسيرة الفنانة الراحلة فايزة أحمد، التي لُقبت بـ"كروان الشرق"، وتحل اليوم 21 سبتمبر ذكرى وفاتها.

وتتسق تصريحات الشناوي، مع تصريحات سابقة لها إلى الإذاعة المصرية، والتي قالت فيها: "كنت أشعر بالتعب الشديد إذا لم أغن، أحب الغناء دائمًا، إن لم أغن سأموت، تعبي في الفن أولى من راحتي في البيت".

الفن عيب

عانت الفنانة الراحلة فايزة أحمد في بدايتها، حيث أحبت الغناء منذ الصغر وكانت تغني لزميلاتها بالمدرسة وخارجها في أعياد الميلاد، ما أثار ضيق ناظرة المدرسة.

تقول فايزة أحمد في حديث للتلفزيون الكويتي: "ناظرة المدرسة كانت تخبرني بأن الفن عيب، ولكني كنت مستمرة في تعلم الغناء على يد أحد أساتذة العود، وهو ما رأته الناظرة إفساد لأخلاق زميلاتي، وقررت فصلي".

كان حرمان فايزة أحمد من استكمال دراستها، حافزًا كبيرًا لها لتعويض ذلك بالغناء، غنت في الإذاعة اللبنانية وغنت أيضًا في سوريا، وكان الموسيقار نجيب السراج أول من لحن لها من خلال أغنية "إن كنت تنساني فلست تهواني".

ياما القمر ع الباب 

على الرغم من كون أغنية "ياما القمر ع الباب"، أشهر أغنيات فايزة أحمد، ونقطة انطلاقها الحقيقية بعد الانتقال إلى القاهرة، إلا أنها كانت سببًا كبيرًا في حملة من الهجوم عليها، حيث كادت أن تُنهي مسيرتها مبكرًا.

أغنية "ياما القمر ع الباب" كانت جواز سفر مرور فايزة أحمد للإذاعة المصرية، ونقطة تحول في حياتها، بعد تقديمها بفيلم "تمر حنة" بجوار الفنانة نعيمة عاكف.. هكذا قال الباحث الموسيقي السوري عن مواطنته فايزة أحمد.

الأغنية أثارت الكثير من الجدل في مصر، وطالب النائب سيد جلال بمنع بثها في الإذاعة المصرية، بعدما اعتبرت الأغنية جريئة أكثر من اللازم، وتحرض الفتيات على إدخال الرجال إلى بيوتهن.

كما مُنعت الأغنية من الإذاعة في الأردن بسبب تعليمات شفوية غير مكتوبة بسبب الإيحاءات والإيماءات، بحسب راتب المرعي الدبوس، مقدم البرامج بالإذاعة الأردنية، قبل أن يُفرج عن "ياما القمر ع الباب" عام 2006.

إرث فني كبير

رغم وفاة فايزة أحمد في سن مبكر، وهي دون الـ49 من عمرها، إلا أنها قدمت تاريخًا فنيًا كبيرًا يضم أكثر من 400 أغنية بين الحفلات والراديو والتليفزيون.

ومن أشهر أغنياتها: "أنا قلبي إليك ميال"، "بتسأل ليه عليا"، "بيت العز"، "إلهي يحرسن من العين"، "ست الحبايب"، "على وش القمر"، و"لا روح قلبي أنا".

كما تحمل فايزة أحمد 6 تجارب سينمائية هي "تمر حنة"، "امسك حرامي"، "المليونير الفقير"، "ليلى بنت الشاطىء"، "أنا وبناتي"، و"منتهى الفرح". 

فايزة أحمد وزوجها محمد سلطان

حياة عاطفية 

تزوجت فايزة أحمد 5 مرات، وأنجبت من الأول ابنتها فريال، حينما كانت تعيش في سوريا، ثم تزوجت من ضابط بالجيش السوري، ثم زواجها الثالث من عازف الكمان المصري عبدالفتاح الخيري.

وجاء زواجها الرابع من الموسيقار الكبير محمد سلطان، واستمر الزواج 17 عامًا وأنجبت منه التوأم طارق وعمرو، وتم الانفصال بينهما في 1981، ثم الزواج من زوجها الخامس وحتى وفاتها في 1983.

الصوت و"الباذنجان" 

يحكي الناقد طارق الشناوي موقفًا طريفًا عن فايزة أحمد، قائلًا: "كانت فايزة أحمد تخاف على صوتها بشكل كبير، لدرجة أنها أقنعت محافظ القاهرة بغلق محل فول وطعمية أسفل منزلها، بعدما أخبرته بأن الزيت المستخدم في قلي الطعمية والباذنجان يفسد صوتها".

يستكمل طارق الشناوي: "لكن المحل أعيد فتحه من جديد بعد تحقيق أجريته مع العديد من الموسيقيين، أثبتوا عدم تأثير الزيوت على الصوت".

الأغنية الأخيرة

لم يمنع المرض فايزة أحمد من الغناء حتى في أيامها الأخيرة، وبعدما اشتد مرض سرطان الثدي على جسدها، كانت محظوظة بغناء آخر ألحان رياض السنباطي قبل وفاته، بعدما سجلت أغنية "لا يا روح قلبي" وهي جالسة، ومنعها المرض ومن ثم الموت من تقديمها على المسرح.

search