الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

06:29 ص

الاعترافات بفلسطين تغيّر المشهد.. وغطاس يحذّر من الضم

الدكتور سمير غطاس

الدكتور سمير غطاس

أكد المفكر الاستراتيجي ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير غطاس، أن موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تمثل تطورًا بالغ الأهمية على المسار السياسي.

وقال، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية على قناة إم بي سي مصر: "عدد الدول المعترفة بفلسطين وصل إلى نحو 151 دولة، أي ما يقارب 80% من دول العالم".

وأشار غطاس إلى أن هذه الاعترافات "لها قيمة مهمة جدًا، تؤهل فلسطين للحصول على اعتراف دولي وإقامة الدولة الفلسطينية"، موضحًا أنها تمنح فلسطين قدرة على التمثيل في عدد كبير من الهيئات الدولية.

وتابع: "عندما تم الاعتراف بفلسطين في الجمعية العامة كعضو غير دائم في الأمم المتحدة، حصلت على العضوية في 50 هيئة ومؤسسة دولية".

ولفت إلى أن العقبة الأساسية أمام إقامة الدولة تكمن في قضية الأرض، مشددًا على أن "الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزالان تحت الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن إسرائيل تعمل حاليًا على استكمال السيطرة على الضفة الغربية المقسمة إلى مناطق (أ، ب، ج)، حيث تخضع المنطقة (ج) بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.

وتطرق إلى الموقف الأمريكي السابق، قائلًا: "ترامب، في نهاية ولايته الأولى، اعترف بدولة فلسطينية ولكن فقط على 30% من الأراضي الفلسطينية"، مبينًا أن هذا المشروع كان يستبعد مناطق حيوية مثل غور الأردن.

وحذر من أن دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين لضم أجزاء من الضفة الغربية تواجه رفضًا عربيًا ودوليًا، مستشهدًا بموقف الإمارات التي هددت بالانسحاب من اتفاقيات السلام إذا تم الضم.

وأكد غطاس أن الرد الإسرائيلي المتوقع على الاعترافات الدولية قد يتمثل في إجراءات ضم، لكنه نبه قائلاً: "ليس من مصلحة إسرائيل أن تضم كل الضفة الغربية بسكانها"، موضحًا أن ذلك يعرضها لخطر ديموغرافي كبير.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يشكلون حاليًا 21% من السكان داخل إسرائيل، وأن ضم الملايين الجدد سيضعها أمام خيارين: "إما حرمانهم من الحقوق السياسية وتحويلهم إلى 'بانتوستانات' كما حدث في جنوب إفريقيا، أو منحهم الحقوق وتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية".

وأوضح أن الخيار الثاني سيمكن الفلسطينيين من تشكيل معارضة حقيقية تمنع قيام أي حكومة إسرائيلية بدونهم، مما يعني تحولًا جذريًا في طبيعة الدولة الإسرائيلية.

search