الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

07:16 م

خبراء سياسيون: إسرائيل مهددة اقتصاديًا وليست جاهزة لفتح جبهة مع مصر

معبر رفح

معبر رفح

يشهد الإعلام في إسرائيل والغرب خلال الفترة الأخيرة تصاعدًا في حدة الخطاب الموجه نحو مصر، مع تزايد التغطيات والتحليلات التي تلمح إلى احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية وشيكة بين القاهرة وتل أبيب.

وتناغمت هذه النبرة الإعلامي مع إشارة صحف عبرية وأخرى غربية إلى تحركات عسكرية مصرية في سيناء، وهو ما نفته القاهرة في بيان رسمي أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات، مؤكدة أن التحركات تتم بموجب تنسيق كامل.

التصعيد في الخطاب الإعلامي على هذا النحو يطرح عدة تساؤلات، أبرزها: هل ما نتابعه من نبرة حادة يمهّد لحرب قادمة، أم أن الأمر مجرد أدوات ضغط سياسية وإعلامية تخدم أهدافًا أخرى في المشهد الإقليمي؟ 

تصاعد نبرة التصعيد في الإعلام الغربي

وفي محاولة لقراءة المشهد قال مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن إسرائيل توظف عددًا من الشخصيات اليهودية المقيمة في الدول الغربية للتأثير على الرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام، بدعوى أنهم مواطنون غربيون مستقلون، بينما هم في الحقيقة يروجون للرواية الإسرائيلية ويدافعون عن انتهاكات تل أبيب، وهو جزء من حملة ممنهجة لتهيئة المجتمع الدولي لتقبل ممارسات إسرائيل غير القانونية.

وأكد رخا أحمد في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن هذه التحركات الإعلامية تأتي في إطار مخطط أشمل يشمل ضغوطًا سياسية وأمنية على مصر، خاصة فيما يتعلق بإعادة احتلال محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، وتدمير بوابة معبر رفح من الجهة الفلسطينية، وهو ما تعتبره مصر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأوضح أن مصر اتخذت إجراءات عسكرية وأمنية مشددة لتأمين حدودها، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة، في ظل مؤشرات نوايا إسرائيلية للتصعيد في أكثر من اتجاه، لافتًا إلى أن القيادة الإسرائيلية تعاني حالة غرور وتصف جرائمها بأنها إنجازات عسكرية على عدة جبهات.

وتشير تقارير إعلامية غربية، نُشر بعضها في وكالة “أكسيوس”، إلى طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على مصر، لتقليص الحشد العسكري الأخير في شبه جزيرة سيناء، بحسب ما قاله مسؤول أمريكي ومسؤولان إسرائيليان.

فتج جبهة عسكرية مع مصر

وأضاف رخا أحمد أن إسرائيل لا تملك الجاهزية السياسية أو العسكرية لفتح جبهة مع مصر، مؤكدًا أن الولايات المتحدة باعتبارها الداعم الأول لإسرائيل، ترفض تمامًا التصعيد مع مصر، لأن أي صدام من هذا النوع سيكون بمثابة إعلان لانهيار اتفاقية السلام، بما يفتح على إسرائيل نار جهنم.

انتهاء اتفاقية السلام

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اتفاقية السلام باتت مهددة في ظل السلوك العدواني المتكرر من إسرائيل تجاه جيرانها، مشددًا على أن استمرار هذا النهج من شأنه أن يؤدي إلى تعليق الاتفاقية إلى أن يتم تغيير الأوضاع، وعودة إسرائيل إلى الالتزام ببنودها.

وتابع: "السكوت على انتهاكات إسرائيل لم يعد مقبولًا، ويجب أن ردعها ومعاقبتها اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا”.

لا أصوات عاقلة في إسرائيل

من جهته، قال المفكر السياسي مصطفى الفقي، إن جنون العظمة يسيطر على إسرائيل، ورغم ذلك فهي غير مستعدة نهائيًا لفتح جبهة عسكرية مع مصر وانتهاك معاهدة السلام.

وأكد الفقي أن إسرائيل لا تستطيع التعامل مع المنطقة العربية بدون اتفاقية سلام، لافتًا إلى أن الأوضاع الحالية ستؤثر على إسرائيل اقتصاديًا.

وأضاف أن إسرائيل مصابة بحالة جنون وعدم اتزان ولا تستطيع فتح جبهة عسكرية مع مصر، فلم يعد هناك أية أصوات عاقلة لديها.

تقليص الحشد العسكري في سيناء

وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مصر من انتهاك معاهدة السلام مع إسرائيل، مسلطًا الضوء على المخاوف بشأن الحشد العسكري بالقرب من حدودها في شبه جزيرة سيناء، المجاورة أيضًا لقطاع غزة.

يقول المسؤولون الإسرائيليون إن الحشد العسكري المصري في سيناء أصبح نقطة توتر أخرى مهمة بين البلدين مع استمرار الحرب في غزة.

search