"إطعام وكسوة".. مبادرة إنسانية لدعم الطلاب غير القادرين بأسيوط

شهدت مدرسة “الشهيد علي حسن محمد يحيى” للتعليم الأساسي بقرية "التناغة الغربية" التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، انطلاق مبادرة “كلنا واحد” تحت شعار “إطعام الطعام وكسوة طالب”.

وجاءت المبادرة المجتمعية الإنسانية في إطار تفعيل دور المشاركة المجتمعية بين المدرسة والمجتمع المحلي، بهدف دعم الطلاب غير القادرين والتخفيف عن كاهل الأسر البسيطة والأكثر احتياجًا.

ترسيخ قيم التعاون والتكافل

وتعد هذه المبادرة خطوة عملية لترجمة قيم التعاون والتكافل داخل المجتمع المدرسي، حيث تهدف إلى توفير وجبات غذائية متكاملة للطلاب، إلى جانب الملابس والزي المدرسي الموحد والحقائب والأدوات الدراسية، بما يسهم في تذليل العقبات المادية أمام الطلاب محدودي الدخل، ويمنحهم فرصة متكافئة لاستكمال مسيرتهم التعليمية في بيئة أكثر استقرارًا وعدلًا.

إشادة واستحسان

وخلال جولة ميدانية لتفقد سير الدراسة بعدد من مدارس مركز ساحل سليم، قام محمد إبراهيم دسوقي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، بزيارة المدرسة، حيث أشاد بالمبادرة ووصفها بأنها تجربة رائدة تستحق التقدير والتعميم.

وأكد أن المدرسة التي تضم 20 فصلًا و751 طالبًا وطالبة، نجحت في أن تتحوّل إلى مركز إشعاع إنساني وتعليمي يعكس القيم النبيلة للمجتمع المحلي.

ورافق وكيل الوزارة خلال الزيارة كل من أسامة عبدالعال مدير إدارة ساحل سليم التعليمية، وكمال عبدالرحمن وكيل الإدارة، ونبيلة حامد محمد مديرة المدرسة، وزينب علي وكيلة المدرسة.

وتفقدوا جميعًا الفصول الدراسية والمكتبة وغرفة الأخصائي الاجتماعي، واطلعوا على الجهود المبذولة داخل المدرسة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي بجانب المساعدات المادية.

كما شاهدوا النماذج التي جُهزت من الحقائب والأدوات المدرسية والزي المدرسي الموحد المخصص للتوزيع على الطلاب غير القادرين، فضلًا عن المواد الغذائية والوجبات التي يتم إعدادها بشكل دوري.

واجب وطني

وخلال لقائه بالعاملين والمعلمين، أكد دسوقي أن المشاركة المجتمعية لم تعد عملًا اختياريًا، بل باتت واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا يسهم في تحسين جودة التعليم ويعزز مبدأ العدالة الاجتماعية بين الطلاب، مشيرًا إلى أن المدرسة بهذا الجهد الجماعي نجحت في أن تجسد شعار "كلنا واحد" على أرض الواقع.

دعم متواصل

كما ثمّن دسوقي دعم اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بتفعيل المشاركة المجتمعية داخل قطاع التعليم، بدءًا من صيانة ورفع كفاءة 33 مدرسة قبل بداية العام الدراسي الجديد، وصولًا إلى تشجيع المبادرات الخيرية التي تخدم الأسر البسيطة والطلاب الأكثر احتياجًا.

تعميم المبادرة

وفي ختام الزيارة، دعا وكيل وزارة التربية والتعليم مديري الإدارات التعليمية ومديري المدارس بمختلف أنحاء المحافظة إلى تعميم مبادرة "إطعام الطعام وكسوة طالب" كنموذج عملي للمشاركة المجتمعية.

وأكد أن هذه الخطوات الإنسانية لا تقتصر على سد الاحتياجات المادية فقط، بل تزرع في نفوس الطلاب قيمًا تربوية وأخلاقية راسخة تقوم على التعاون والتكافل والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.