السبت، 27 سبتمبر 2025

01:37 ص

حقنة بنج تُنهي حياة شاب داخل مركز أشعة.. والنيابة تصدر 11 قرارًا عاجلًا

الشاب عمرو خالد ضحية حقنة البنج

الشاب عمرو خالد ضحية حقنة البنج

لم يكن الشاب عمرو خالد، صاحب الـ28 عامًا، من أبناء صفط اللبن بالجيزة، يتوقع أن رحلة علاجه من الصداع المزمن ستنتهي بمأساة تُفجع أسرته، فبعد معاناة مع المرض امتدت لسنوات، لجأ إلى مركز للأشعة بشارع الخليفة المأمون في مصر الجديدة، لإجراء فحوصات طبية، لكنه خرج منه جـثـة هامدة بسبب ما وصفته أسرته بـ"جرعة بنج زائدة". 

بداية الحكاية 

قبل سنوات، أصيب عمرو بمشكلة صحية في المخ، خضع بعدها للعلاج وتحسنت حالته، إلا أنه مؤخرًا بدأ يعاني صداعا شديدا ومتكررا، توجه إلى أحد المستشفيات لإجراء أشعة، لكنه تلقى تحذيرات من الأطباء بأن حالته لا تتحمل نوعية معينة من الفحوص.

لم يستسلم الشاب، فاتجه مع أسرته إلى مركز مصر للأشعة، وهناك استقبله المدير المسؤول، وطبقًا لرواية أسرته، طلب المركز 15 ألف جنيه لإجراء الأشعة، بالإضافة إلى 3 آلاف جنيه مقابل حقنة البنج اللازمة لإتمام الفحص، وافقت الأسرة على أمل الاطمئنان على نجلهم، لكن دقائق قليلة كانت كفيلة بتحويل الحلم إلى كابوس. 

اللحظات الأخيرة 

دخل عمرو غرفة الأشعة، وبعد فترة قصيرة، لاحظ أحد أصدقائه الذي كان برفقته أن حالته غير طبيعية، إذ بدأ يصدر أصوات "شخير" ويفقد وعيه تدريجيًا، أسرع بإبلاغ إدارة المركز، ليؤكد الطبيب أن الأمر يحتاج إلى نقله فورًا إلى المستشفى، وبالفعل جرى نقله إلى مستشفى هليوبليس في مصر الجديدة وهو في غيبوبة كاملة، لكنه ظل بين الحياة والموت نحو 8 ساعات فقط، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة. 

صدمة الأسرة واتهامات مباشرة 

الخبر وقع كالصاعقة على الأسرة، والد الضحية أكد أن ابنه لم يكن يعاني من مرض قاتل، وأن ما حدث نتيجة "إهمال طبي جسيم"، وكيل الأسرة، المحامي هاني شندي، قال في تصريحات خاصة: "ما جرى جريمة مكتملة الأركان، الشاب دخل سليمًا لإجراء أشعة، وخرج جـثـة هامدة، نحن نحمّل الدكتور عصام مهران وطبيب التخدير المسؤولية الكاملة، ونطالب بتوقيع أقصى العقوبة على كل من يثبت تقصيره".

وأضاف شندي: "رسالتنا واضحة.. لسنا ضد مهنة الطب، ولكننا ضد أي إهمال يهدد حياة المرضى، نثق في عدالة القضاء المصري، ونطالب وزارة الصحة وإدارة العلاج الحر بتكثيف الرقابة على مثل هذه المراكز حفاظًا على أرواح المواطنين".

قرارات النيابة 
قرارات النيابة 

تحرك النيابة العامة 

النيابة العامة لم تتأخر في التحرك، حيث أصدرت في القضية رقم 8098 لسنة 2025 إداري مصر الجديدة، 11 قرارًا عاجلًا، أبرزها: 
ندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة. 
نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم والتصريح بدفنه بعد التشريح. 
طلب الملف الطبي الخاص بالمتوفى من مستشفى الجزيرة بالجيزة ومركز مصر للأشعة. 
استدعاء الطبيب عصام مهران لجلسة تحقيق عاجلة. 
الاستعلام من إدارة العلاج الحر عن تراخيص المركز. 
مخاطبة نقابة الأطباء لبيان القيد النقابي للطبيب المشكو في حقه.

القضية مستمرة 

القضية لم تنته بعد، والتحقيقات ما زالت جارية، في انتظار تقرير الطب الشرعي وبيان مدى وجود خطأ طبي في عملية التخدير، لكن المؤكد أن وفاة الشاب عمرو خالد تحولت إلى قضية رأي عام، تفتح من جديد ملف الإهمال الطبي في المراكز الخاصة، وحتمية الرقابة الصارمة لحماية حياة المواطنين.

search