السبت، 27 سبتمبر 2025

03:24 م

كواليس اللحظات الأخيرة بحياة غريق بحر جمصة.. ماذا قال أصدقاؤه؟

الطالب زياد محمد

الطالب زياد محمد

لحظات من الوحدة والصمت رسمت ملامح اللحظات الأخيرة في حياة طالب حقوق المنصورة قبل أن يبتلـعه بحر جمصة، ويسلب منه روحه، بعد أن تخرج في الجامعة واتخذ أولى خطواته على طريق تشييد أحلامه.

اللحظات الأخيرة قبل رحيل طالب حقوق المنصورة

ساعات معدودة فصلت بين احتفال زياد محمد بحفل تخرجه في الجامعة، ومغادرته الحياة غرقًا في مدينة جمصة، فما هي الكواليس الأخيرة التي عاشها قبل أن يطبق فمه؟

صديق مقرب من زياد، يُدعى محمود أحمد قال: "زياد كان من أطيب الناس اللي ممكن أي حد يقابله، كان خلوقًا طيب القلب يحب الخير لجميع الناس، ويسعى لمساعدة الغير دون مقابل".

زياد محمد طالب حقوق المنصورة

وأضاف أحمد لـ"تليجراف مصر": "زياد كان يعمل في أحد المطاعم التي تخدم المصطافين في جمصة، ولم يذهب للترفيه والاحتفال بتخرجه كما يتردد، وأصحابه اللي كانوا بيشتغلوا معاه في المطعم خلصوا قبلها بيومين، ونزلوا يستمتعوا ببحر جمصة، أما هو فتخلف عنهم بسبب عدم إنهاء عمله، وبعد انقضاء فترة عمله، دفع تكاليف الفندق، وقرر ينزل البحر قبل أخذ إجازته، وترك هاتفه مع بائع غزل بنات على الشاطئ، لم يكن يعلم أنها لحظاته الأخيرة".

وتابع: "زياد كان لوحده يومها، حتى الناس اللي كانت شغالة معاه حاسبت ونزلت إجازة، هو كان لسه متخرج واشتغل الشغل دا مؤقتًا، لحد ما يلاقي شغل مناسب لتخصصه".

سيرة طيبة ومستقبل واعد

فيما عبّر محمد ماهر، زميل زياد في الجامعة، عن تأثره الشديد بعد أن علم بوفاته، وقال لـ"تليجراف مصر": “زياد تُوفي ودُفن يوم 23 سبتمبر الجاري، وحفل تخرجه كان يوم 18 من الشهر نفسه، شوفت البوست اللي نزلوا فيه صورته غريق وكانوا بيبحثوا عن هويته وماكنتش مصدق”.

وتابع: "كان أجدع حد تعاملت معاه في حياتي، وماكنش يبخل بالمساعدة على حد، وعارف ربنا كويس، كان قريب من الدكاترة في الجامعة ومهتم بدراسته ونفسه يبقى حاجة كويسة".

محافظ الشرقية الأسبق ينعى خريج حقوق المنصورة

يذكر أن محافظ الشرقية الأسبق، وأستاذ كلية الحقوق بجامعة المنصورة، الدكتور رضا عبدالسلام، رثى الشاب زياد، بكلمات حزينة، إذ وصفه بأنه ابن له ومن خيرة وأرق طلابه.

وكتب عبدالسلام ناعيًا زياد: "تخرج واحتفل أول أمس.. واستشهد غريقًا بالأمس.. ابني زياد محمد، كان من خيرة وأرق أبنائي وطلابي، وكان قريبًا مني، وكان لديه حلم كبير، وتقدم للتسجيل بالدراسات العليا فور تخرجه مباشرة، ولكنها دنيا.. نعم دنيا لا تستحق أن نظلم، أو أن ننافق أو أن نستولي على حقوق الآخرين، أو نكيد أو أن نُدبِر أو أن نَسحِر لغيرنا، أو أن نصعد على جماجم المجتهدين وندهسهم، أو أن نقتل حلمًا أو أملًا.. لا تستحق والله".

محافظ الشرقية الأسبق مع زياد

وأرفق رثاءه بصورة زياد في حفل تخرجه، إضافة لصورة أخرى رافقه فيها في يوم آخر، وعلق: "أول أمس كان بهذه الصورة في احتفاله بتخرجه وبداية رحلة حلمه، وبالأمس كان في مشهد رهيب (موجود لدي) لا يمكن نشره.. وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت.. نعم، كلنا ماضون إلى ذات النهاية، مع اختلاف فروق التوقيت، فاللهم ارحم ابني زياد محمد، وتغمده بواسع رحمتك، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان".

search