السبت، 18 أكتوبر 2025

08:43 م

مَنْ وطنه من زجاج..

المهاترات القومجية الصفيقة لمجاميع داعشية صالت وجالت بالشتائم ضد مصر في الجامع الأموي بدمشق، فضحت الهوية الإخوانية لأتباع “دولة الفصائل”، وأكدت تغلغلها العقائدي المريب في عقول من ينسبون أنفسهم إلى بني أمية.

ما اقترفه هؤلاء من حماقات سياسية داخل صرح ديني له رمزية تاريخية، هو إهانة للسوريين قبل المصريين. نعم، فالإساءة لمصر من داخل أروقة الجامع الأموي، اعتداء فاضح على قيم وأخلاقيات السوري الأصيل الذي يتحلى بقيم وطنية تسمو به عن الخوض في سفاهات قومجية ذات صبغة دينية.

لست هنا، بصدد الدفاع عن مصر، فلها من يدافع عنها، لكن من الواجب الأخلاقي والوطني إدانة هذا السلوك المثير للاشمئزاز سياسيًا وأخلاقيًا تجاه دولة تحتضن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، وتتعامل معهم كما المواطنين المصريين.

أما الأغرب من ذلك كله، أن شهية هؤلاء “العواءين” لم تُثَر ضد احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية، وقصفها المتتالي لمناطق عدة، بما في ذلك قصفها حرم قصر الشعب مقر رئيس “دولتهم”، وأيضًا، لم يفزع أحد من هؤلاء لنجدة أهالي غزة المنكوبين منذ سنتين، ولم تتحرك مشاعرهم الغرائزية ضد مجازر القتل الطائفي في الساحل السوري، فيما كانوا يتسابقون في فزعاتهم فرادى وجماعات وقطيعًا لإبادة أهالي السويداء.

لا تزايدوا في غوغائيتكم القومجية الجوفاء؛ فمَنْ وطنه من زجاج لا يقذف الآخرين بالحجارة.

title

مقالات ذات صلة

قائد «مقدس» جديد

17 فبراير 2025 03:07 م

search