الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

01:05 م

السودان يواجه فيضانات عنيفة.. وتحذيرات من كارثة محتملة في سد الروصيرص

 سد الروصيرص

سد الروصيرص

تواصل مياه نهر النيل فيضانها لليوم السادس على التوالي، متسببة في أضرار واسعة بمناطق عدة في السودان، في وقت حذّر فيه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من استمرار التدفق العالي للمياه من سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل تهديدًا خطيرًا قد يطال سد الروصيرص في السودان.

وفي منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، اليوم الأربعاء، أوضح شراقي أن حجم المياه المصرفة من سد النهضة انخفض، يوم الثلاثاء، إلى نحو 633 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 750 مليون متر مكعب في اليوم السابق. ورغم هذا الانخفاض، فإن الكمية المصرفة لا تزال تتجاوز المعدل الطبيعي بأكثر من الضعف، والذي يُقدر بحوالي 300 مليون متر مكعب في مثل هذا الوقت من العام.

منسوب مرتفع للنيل في الخرطوم

وأشار شراقي إلى أن منسوب النيل عند الخرطوم استقر عند 17.23 مترًا، أي بارتفاع 73 سنتيمترًا فوق مستوى الفيضان، في حين أن الرقم القياسي المسجل كان 17.66 مترًا في 6 سبتمبر 2020.

خطر داهم على سد الروصيرص

وأكد أن صور الأقمار الصناعية أظهرت غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى قرى ممتدة على طول النيل الأزرق من منطقة الخرطوم وحتى شمال العاصمة.

كما حذر من أن استمرار التصريف العالي من سد النهضة لمدة أسبوع إضافي — أو أقل — قد يؤدي إلى انهيار سد الروصيرص إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لخفض منسوب المياه.

وتوقع شراقي أن تتواصل وتيرة الانخفاض التدريجي في كميات التصريف خلال الأيام المقبلة، حتى يصل منسوب بحيرة سد النهضة إلى مستوى التخزين الطبيعي عند 638 مترًا، مع الحفاظ على هامش طوارئ يبلغ مترين، يتم بعدها تصريف كميات تعادل الإيراد اليومي فقط.

السد العالي يستوعب الفيضانات بكفاءة

ولفت إلى أن السد العالي في مصر يستقبل حاليًا مياه الفيضان بكفاءة منذ أوائل سبتمبر، سواء تلك القادمة من السدود السودانية أو من فيضان سد النهضة، بالإضافة إلى باقي المصادر المائية.

قرى غارقة وأحياء تتحول إلى جزر

وتسببت الفيضانات في غمر عدد من القرى والأحياء الواقعة على ضفاف النيل الأبيض، حيث شهد حي الشقيلاب جنوبي العاصمة الخرطوم تحول الشوارع والساحات إلى ما يشبه الجُزر العائمة، بعد أن غمرت المياه المنازل، وأصبح التنقل داخل المنطقة يتم عبر قوارب صغيرة فقط، وفق ما نقلته قناة "العربية".

ويُواجه السكان صعوبات كبيرة في التعامل مع الكارثة، في ظل نقص حاد في المواد اللازمة لبناء حواجز ترابية لصد المياه المتدفقة، وسط مخاوف متزايدة من استمرار ارتفاع المنسوب وتفاقم الأضرار خلال الأيام المقبلة.

search