الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

02:34 م

رئيس "النواب" يفتتح دور الانعقاد السادس بانتقاد إسرائيل.. ماذا قال؟

رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي

رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي

ألقى رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي، كلمة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد السادس من الفصل التشريعي الثاني اليوم.

لحظة استثنائية من عمر الوطن

وقال جبالي: “نجتمعُ اليومَ في لحظةٍ استثنائيةٍ من عمرِ وَطَنِنِا وَأُمَتِنِا، نفتتحُ دورَ الانعقادِ السادسَ من الفصلِ التشريعيّ الثاني، عاقدين العزمَ على استكمالِ رسالَتِنَا الوطنيةِ حتى آخرِ لحظةٍ من مدةِ هذا الفصلِ، وفاءً بالعهدِ الذي ألقاهُ على عاتِقِنا شعبُ مصرَ العظيمُ”.

مرحلة فارقة تتصاعد فيها التحديات

وأضاف: "نوابَ شعبِ مصرَ؛ إننا أمام مرحلةٍ فارقةٍ تتصاعدُ فيها التحدياتُ من كلِّ صوبٍ، وفي القلبِ منها الغطرسةُ الإسرائيليةُ التي تهدُر بلا خجلٍ القانونَ الدوليَّ وتغتالُ جوهرَ القيمِ الإنسانيةِ، مدفوعةً بأيديولوجيةٍ صهيونيةٍ متطرفةٍ لا ترى في السلامِ إلا ضعفًا، ولا في العدوانِ إلا حقًا مكتسبًا. لقد فاقت جرائمُها في بشاعتِها كلَّ الحدودِ، وأعادت العالمَ إلى مشاهدِ الغابِ والظلامِ، لتجعلَ من منطقتِنا ساحةً ملتهبةً على مرأى ومسمع المجتمعِ الدوليِّ.

وأردف: “إنَّ هذه الممارساتِ العدوانيَّةَ والمستهجَنةَ التي تقومُ بها إسرائيلُ لم تعدْ مقصورةً على فلسطينَ وحدَها، بل امتدت آثارُها إلى دولٍ عربيةٍ شقيقةٍ، كان آخرُها العدوانَ الغادرَ على دولةِ قطر الشقيقةِ، مهددةً الأمنَ الإقليميَّ برمتِه، ومؤكدةً أننا أمام عقليةٍ لا تعرفُ إلا منطقَ القوةِ الغاشمةِ”.

موقف مصر واضح وصلب

وتابع: “في مواجهةِ ذلك، يظلُ موقفُ مصرَ واضحًا وصلبًا؛ لا يتراجعُ عن دعمِ الحقوقِ العربيةِ، وفي مقدمتها حقُ الشعبِ الفلسطينيِّ في البقاءِ على أرضِهِ ورفضُ أيِّ محاولةٍ لتهجيرِه، وإقامةُ دولتِه المستقلَّةِ على كاملِ الترابِ الوطنيِّ على خطوطِ الرابعِ من يونيوَ 1967، وعاصمتُها القدسُ الشرقيَّةُ، والدفاعُ عن سيادةِ الدولِ العربيةِ ووحدةٍ أراضِيها”.

وأضاف: “وهنا نجددُ الاصطفافَ خلفَ قائدِنا الرئيسِ عبد الفتاح السيسي؛ رئيسِ الجمهوريةِ، الذي أثبتت الأحداثُ يومًا بعد يومٍ بُعدَ بصيرتِه وحكمتَهُ في إدارةِ ملفاتِ الأمنِ القوميِّ والسياسةِ الخارجيةِ، وحزمَهُ في الدفاعِ عن ثوابتِ الأمة”.

منارة للسلام وصوت للعقلانية

واستطرد: “نوابَ شعبِ مصرَ؛ إنَّ مصرَ، رغمَ كلَّ هذا المشهدِ المشتعلِ، ستظلُ منارةً للسلامِ وصوتًا للعقلانيةِ. فالسلامُ خيارُها الاستراتيجيُّ الذي لا بديلَ عنه، ولن تجرَنا مغامراتُ مهوسي الحربِ والدمارِ إلى مستنقعِهم الآسنِ. وليس أدلُ على ذلك من نجاحِها، مؤخرًا، في التوصلِ إلى اتفاقِ القاهرةِ بين إيران والوكالةِ الدوليةِ للطاقةِ الذريةِ، لتفتحَ نافذةَ أملٍ في خفضِ التوتراتِ الإقليميةِ والدوليةِ عبرَ الدبلوماسيةِ الهادئةِ والعملِ الصامتِ الفعّال”.

وأكد رئيس مجلس النواب، أنَّ مصرَ ماضيةٌ بعزمٍ لا يلينُ في مواصلةِ العملِ مع الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ، ومعَ الولاياتِ المتحدةِ وسائرِ الشركاءِ الدوليينَ، من أجلِ وضعِ حدٍّ للحربِ الدائرةِ في قطاعِ غزة، عبر اتفاقٍ شاملٍ يضمنُ إيصالَ المساعداتِ الإنسانيةِ الكافيةِ إلى القطاعِ بلا قيود، ويحولُ دونَ تهجيرِ الفلسطينيينَ، ويؤسسُ لمرحلةِ إعادةِ إعمارِ غزةَ، ويمهِّدُ لتكريسِ مسارِ السلامِ العادلِ على أساسِ حلِّ الدولتينِ، بما يحققُ وحدةَ غزةَ والضفةَ الغربيةَ في دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ، باعتبارِ ذلكَ المفتاحَ الحقيقيَّ لتحقيقِ الاستقرارِ والأمنِ في المنطقةِ.

وأوضح: "أما مجلسُ النوابِ، فإنه يجددُ التزامَهُ بدورهِ الوطنيِّ، مؤكدًا عبرَ دبلوماسيةٍ برلمانيةٍ نشطةٍ أنَّ مصرَ – قيادةً وحكومةً وشعبًا – جعلت من الاتزانِ الاستراتيجيِّ منهجًا ثابتًا، ومن العقلانيةِ سبيلًا للتعاملِ مع قضايا الداخلِ والخارجِ. الزميلاتُ والزملاءُ؛ نفتتح اليومَ فصلًا جديدًا من عملِنا البرلمانيِّ، ونؤكدُ عزمَنَا على أنْ نواصلَ رسالتَنا حتى آخر لحظةٍ، لا نبتغي إلا خدمةَ وطنِنَا وصونَ مصالِح دولتنا؛ لتبقى مصرُ – كما كانت دائمًا – سندًا للحقِ، ودرعًا للعدلِ، وصوتًا عاليًا للقيمِ الإنسانيةِ".

search