الخميس، 02 أكتوبر 2025

12:14 م

الطريق لنمو اقتصادنا.. يبدأ من مصانعنا

دائمًا ما كانت الصناعة بالنسبة لي أكثر من مجرد آلات وعمال. إنها قصة وطن ينهض، وجهد أفراد يبنون مستقبلًا. منذ أن وطأت قدمي أرض أول مصنع، أدركت أن القوة الحقيقية لأي أمة لا تُقاس بثرواتها الخام فحسب، بل بقدرتها على تحويل هذه الثروات إلى قيمة مضافة، تُوفّر وظائف وتُنعش الأسواق وتدفع عجلة التنمية.

كثيرون يرون المصنع مجرد مبنى يخرج منه منتج، ولكن في الحقيقة، هو القلب النابض لأي اقتصاد حيوي. فكل مصنع جديد يفتح أبوابه، هو فرصة عمل تُولد، ومهارة تُصقل، وعائلة تجد مصدر رزق كريم. إن دعم الصناعة الوطنية ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية. فعندما نشتري منتجًا يحمل شعار "صُنع في مصر"، نحن لا نُشبع حاجة شخصية فقط، بل نستثمر في شبابنا، وفي مستقبل أطفالنا، وفي استقلالية قرارنا الاقتصادي.

أعلم أن القائمين على الصناعة في مصر في هذه المرحلة يُدركون أن بناء مستقبل اقتصادي مزدهر يتطلب أكثر من مجرد العمل الشاق؛ بل يحتاج إلى رؤية واضحة وإصرار على تذليل العقبات. لذا، فهم يعملون جاهدين ونحن معهم جنبًا إلى جنب مع كل الأطراف المعنية، على تبسيط الإجراءات وتسهيل المسارات أمام المستثمرين ورواد الأعمال. فـالعديد من المبادرات تُطلق لتقديم الدعم اللازم، والتسهيلات تُمنح في عملية التصدير، لأن الوقت في عالم الصناعة هو ثروة لا تُقدّر بثمن، ولا يمكن أن يُهدر في دوامات البيروقراطية. ويسعون لتوفير بيئة تشريعية جاذبة، تُشجّع على الابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات التي تخدم وطننا وشبابنا.

وهي رسالة إلى كل من يرغب في التقدم بفكرة أو العمل بشكل جاد في المجال الصناعي، أنصحه أن يسأل ويتعرف على المبادرات القومية لدعم الصناعة، ربما يجد فيها ما يكمل الحلقة التي يبحث عنها، وكذلك الأمر من المسؤولين عن هذه المبادرات أن يكثفوا الدعاية لها ويعلنوا عن الخطط المتاحة بالفعل، ربما يلتقي الداعم والمستفيد في وقت أقصر.

إن نهضة هذا الوطن تبدأ من المصانع، حيث تتعانق الخبرة مع الطموح، وحيث تُصاغ الأحلام على خطوط الإنتاج. فكل قطعة ننتجها، وكل منتج نصنعه، هو رسالة للعالم بأننا قادرون على الإبداع والإنتاج والبناء. إنها بصمتنا التي نتركها في تاريخنا، ودليلنا على أننا أمة تعمل ولا تكل.

لقد حان الوقت لأن نؤمن جميعًا بأن الصناعة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي ركيزة أمن قومي. وهي ليست مجرد وظيفة، بل هي كرامة واستقلالية. وهنا أذكرها بشكل مباشر لا يحتمل التأويل، ولا أمْل ابدًا من تكرارها والحديث عنها، أنه لا يوجد لدينا سبيل للاستقلالية، سوى الاعتماد الكامل على أنفسنا. فلندعم منتجنا، ولنفخر بصناعتنا، ولنعمل معًا من أجل مستقبل يليق بأمة عظيمة كأمتنا.

title

مقالات ذات صلة

search