كشكول الجمسي.. أسرار حرب أكتوبر وحكايات الدموع في "الكيلو 101"
محمد عبدالغني الجمسي
مع حلول الذكرى الـ52 لحرب أكتوبر المجيدة، يبرز اسم المشير محمد عبدالغني الجمسي، مهندس حرب أكتوبر، ثعلب الصحراء المصري، أو كما لقبته رئيسة وزراء إسرائيل إبان فترة حرب 6 أكتوبر 1973، جولدا مائير بالجنرال "النحيف المخيف".
الجمسي، الذي وثق خطط الحرب ومن بينها الهجوم على خط بارليف، ولاحقًا مفاوضات الكيلو 101، في كشكول ابنته الصغيرة حفاظًا على سريتها، هو مسيرة عسكرية حافلة بالمفاجآت، ستتذكرها الأجيال المتعاقبة مهما مر الزمن.
نشأته وتعليمه
ولد محمد عبد الغني الجمسي في سبتمبر 1921، في قرية البتانون بمحافظة المنوفية، لأسرة كبيرة العدد تعمل في مجال الزراعة. ويعتبر الجمسي الوحيد من بين أخوته الذي تلقى تعليمًا قبل عصر مجانية التعليم.
أكمل الجمسي، تعليمه الثانوي إلى أن التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1939، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر، وآخر الضباط الأحرار خالد محيي الدين، من جيله.

تحديد يوم الهجوم
بدأ الجمسي الاستعداد لخطة حرب أكتوبر مع قادة آخرين، وكان آنذاك يتولى رئاسة هيئة العمليات بالقوات المسلحة، والتي كان أبرز عناصرها المفاجأة والتي حققها من خلال اختيار التوقيت المناسب للحرب، عن طريق بحث جميع العطلات الرسمية لإسرائيل ومن بينها 3 أعياد في شهر أكتوبر وهي عيد الغفران أو ما يعرف بـ“يوم كيبور” وعيد المظلات وعيد التوراة.
وافق “عيد الغفران” يوم السبت، وهو يوم الإجازة الرسمي لإسرائيل واليوم الوحيد في العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزيون عن البث لأنه يعتبر يوم سكون كامل، ولا تُستدعى خلاله قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة، ما يتطلب إذا حدث أمر طارىء وقتًا أطول لحضورها، ولذلك وقع الاختيار على يوم 6 أكتوبر 1973 الساعة الثانية عشرة ظهرًا (10 رمضان 1393هجرية)، ليكون يوم الحرب.
كشكول الجمسي
وعلى غير المتوقع، كتب الجمسي، كل المعلومات الخاصة بالحرب من خطط وتحركات للجيش وموعدها وتكنيكات المعركة في كشكول دراسي خاص بابنته، للحفاظ على سرية هذه المعلومات الخطيرة، والتي لم يطلع عليها آنذاك أحد سوى الرئيس محمد أنور السادات والرئيس السوري، حافظ الأسد، لاتخاذ قرار الحرب، وأسماه السادات فيما بعد "كشكول الجمسي".

دموع “الكيلو 101”
عاش الجمسي، أصعب لحظات حياته حينما اختاره السادات ليخوض مفاوضات “الكيلو 101”، حيث حدث له موقف لم يكن في الحسبان، حينما أخبره وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، عن موافقة السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس في يناير 1974.
رفض الجمسي، ذلك ولم يصدقه، وسارع بالاتصال بالسادات والذي أكد موافقته على الانسحاب، ليعود لمائدة التفاوض، ثم انطلقت منه دمعة حارقة حزنًا على ذلك النصر العسكري الذي راح خلفه آلاف الرجال، ليكون قرار خوض المفاوضات مع إسرائيل هو القرار الأصعب في حياته.

المناصب التي تولاها الجمسي
ومن بين المناصب التي تولاها الجمسي التالي:
- قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس في 1956، وتولى رئاسة أركان المدرعات في 1957.
- كان قائد اللواء الثاني مدرعات في 1958 ثم التحق ببعثة المدرعات في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتى في 1960.
- في عام 1961 أصبح قائد مدرسة المدرعات وبعدها بأربع سنوات ترقى إلى رتبة لواء في يوليو في 1965 وأصبح رئيسًا لأركان الجيش الثاني في 1967.
- تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة في عام 1971.
- أصبح رئيسًا للمخابرات الحربية في عام 1972.
- تولى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة في يناير 1972.
- في عام 1973 أصبح رئيسًا لأركان القوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق.
- رُقي إلى رتبة فريق أول في 1974 وفي عام 1980 رُقي إلى رتبة مشير.
- في الفترة من 1974 إلى أكتوبر 1978 عُين وزيرًا للحربية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة.
- عُين نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة في 1975.
- عُين رئيسًا للوفد العسكري المصري في مباحثات الكيلو 101، ثم رئيسًا للوفد العسكري المصري في المفاوضات العسكرية المصرية الإسرائيلية، وتقاعد بناءً على طلبه في 11 نوفمبر 1980.
ورحل الجمسي، عن عالمنا يوم 7 يونيو عام 2003، عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد معاناة مع المرض، وشهدت البلاد حينها جنازة مهيبة لأبرز قائد عسكري في حرب أكتوبر.

الأكثر قراءة
-
نهاية مأساوية لـ المأمورية الأخيرة، الصور الأولية لـ 4 قضاة توفوا بحادث المنيا
-
بالصحراوي الشرقي، التحفظ على سائق الشاحنة المتسبب بوفاة 4 قضاة وتفحم سيارتهم بالمنيا
-
شهيدة الشرف.. مقتل فتاة بعد مقاومتها لمحاولة اعتداء في حدائق القبة
-
بدأ باحتكاك، 3 مصابين في معركة دامية بكرداسة (فيديو)
-
بأمر المحامي العام, النيابة تطلب تقريراً فنياً عاجلاً حول حادث القضاة الأربعة بملوي
-
لفتة عفوية، محافظ الأقصر يوقف موكبه لتهنئة عروسين على الكورنيش
-
مشاهدة مباراة فلسطين ضد سوريا في كأس العرب 2025.. تحظى بأعلى معدلات البحث
-
على يد طليقته وزوجها العرفي، من هو الفنان سعيد مختار الذي قُتل غدراً ؟
أخبار ذات صلة
تفاصيل امتحان العلوم للصفين الأول والثاني الإعدادي 2025-2026
08 ديسمبر 2025 10:04 ص
لأول مرة، نجاح عملية لإعادة بناء عضلة المصرة في صعيد مصر
08 ديسمبر 2025 09:56 ص
بـ 238 مليار جنيه، تفاصيل خطة الـ 50 عاما لضمان استقرار المعاشات
08 ديسمبر 2025 06:30 ص
مواعيد القطارات المكيفة والروسي اليوم الإثنين 7 ديسمبر 2025
08 ديسمبر 2025 03:59 ص
بتجهيزات تتخطى 45 مليون جنيه، تشغيل وحدة جراحات القلب بالمجمع الطبي بالأقصر
08 ديسمبر 2025 03:02 ص
شائعات ومعلومات مغلوطة، وزير الصحة يعلق على انتشار فيروسات تنفسية جديدة
07 ديسمبر 2025 08:05 م
لا داعي للقلق، وزير الصحة حول زيادة حالات الإنفلونزا: لسنا في موقع إخفاء الحقائق
07 ديسمبر 2025 05:04 م
أول تعليق من وزير الصحة على تزايد حالات الإنفلونزا، هل وصل فيروس ماربورج مصر؟
07 ديسمبر 2025 04:15 م
أكثر الكلمات انتشاراً