الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

04:22 ص

بين الدبلوماسية الثقافية وصراع النفوذ الدولي.. ما أهمية فوز العناني باليونسكو؟

الدكتور خالد العناني

الدكتور خالد العناني

يعد فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، محطة بارزة في مسيرة الحضور المصري على الساحة الدولية، وانتصارًا جديدًا للدبلوماسية المصرية التي استطاعت توظيف قوتها الناعمة في تحقيق إنجاز يعيد لمصر موقعها الريادي في المنظمات الأممية.

ووفقا لبيانات لوزارة الخارجية، يُعد هذا الفوز تتويجًا لجهود طويلة من التحرك السياسي والثقافي والدبلوماسي، قادتها وزارة الخارجية المصرية، والتي نجحت في حشد تأييد عربي وأفريقي ودولي واسع لترشيح العناني، لما يتمتع به من خبرة أكاديمية وميدانية في مجالات الآثار والسياحة والتعليم والثقافة.

وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي حصول المرشح المصري لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الدكتور خالد العناني، على تأييد واسع من الدول العربية والاتحاد الأفريقي، فضلًا عن إعلان عدد كبير من الدول المنتمية إلى مختلف المجموعات الجغرافية دعمها له.

وأوضح أن هذا الأمر يجعل المرشح المصري الأكثر تمثيلًا لعموم الدول الأعضاء بالمنظمة، ويجسد الإرادة المشتركة نحو تطوير اليونسكو وتعزيز ولايتها ومواصلة البناء على ما حققته من إنجازات طوال تاريخها الحافل.

دعم التعليم والبحث العلمي

وأعرب الوزير خلال إلقائه كلمة مصر في أعمال الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو المنعقدة في باريس، عن اعتزاز القاهرة بالاتفاقية التي أبرمتها مع المنظمة في سبتمبر الماضي، والتي تهدف إلى دعم التعليم والبحث العلمي وتبادل الخبرات في مجالي الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري.

تعزيز الدور المصري على الساحة الدولية

يعكس هذا الفوز ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية، ويؤكد أن القاهرة استعادت قدرتها على المنافسة الفاعلة داخل المنظمات الدولية. 

كما يمنح مصر حضورًا مؤثرًا في صياغة السياسات العالمية المتعلقة بالتعليم والثقافة والعلوم، وهي المجالات التي تمثل أساس التنمية المستدامة وبناء السلام بين الشعوب.

صوت أفريقي وعربي في منظمة عالمية

يمثل فوز العناني انتصارًا جماعيًا للدول العربية والأفريقية التي دعمت الترشيح المصري منذ بدايته، تأكيدًا على حق القارات النامية في قيادة مؤسسات الأمم المتحدة، وترسيخًا لمبدأ التوازن الجغرافي في المناصب العليا.


كما يمنح هذا الفوز أفريقيا والعالم العربي صوتًا قويًا داخل اليونسكو، قادرًا على الدفاع عن قضايا التعليم والهوية الثقافية وحماية التراث الحضاري في ظل التحديات التي تواجه الدول النامية.

خلفية حضارية ورؤية جديدة لليونسكو

يُعتبر العناني أول مدير عام لليونسكو يأتي من خلفية أثرية وحضارية متخصصة، ما يمنحه قدرة استثنائية على دعم برامج حماية التراث الإنساني، وإبراز التنوع الثقافي بوصفه جسرًا للتواصل بين الشعوب.


ويرى مراقبون أن رؤيته ستعزز من مكانة اليونسكو كمؤسسة دولية تُعنى بحماية الذاكرة الإنسانية، وتشجع على التعليم القائم على الإبداع والابتكار، وتربط بين الثقافة والتنمية المستدامة.

قوة ناعمة ودبلوماسية ثقافية

يمثل هذا الفوز انتصارًا لسياسة القوة الناعمة المصرية التي تراهن على الثقافة والتعليم كأدوات تأثير حقيقية في العلاقات الدولية.


فمن خلال قيادة العناني لليونسكو، تمتلك مصر فرصة لإطلاق مبادرات تعليمية وثقافية عالمية تعكس قيمها الحضارية، وتعزز الحوار بين الثقافات، وتدعم جهود حماية التراث العالمي في مناطق النزاع.

انعكاسات اقتصادية وتنموية

يفتح هذا الإنجاز الباب أمام تعزيز التعاون الدولي في مشروعات التعليم الفني والرقمي، وجذب برامج تمويل دولية تستفيد منها مصر والدول النامية في تطوير نظم التعليم، وبناء القدرات البشرية القادرة على مواكبة احتياجات سوق العمل العالمي.

search