الجمعة، 10 أكتوبر 2025

09:59 م

مخاطر أقل وراحة فورية!.. نساء يلجأن إلى الحشيش لتخفيف أعراض الحمل

نساء يلجأن للحشيش لتخفيف أعراض الحمل- تعبيرية

نساء يلجأن للحشيش لتخفيف أعراض الحمل- تعبيرية

رغم التحذيرات المستمرة من مخاطر استخدام الحشيش أثناء الحمل، هناك عدد متزايد من النساء حول العالم يلجأن إلى هذا الخيار غير التقليدي لتخفيف أعراض الغثيان والقيء الحاد، في وقت تعجز فيه الأدوية التقليدية عن تقديم الراحة اللازمة.

الحشيش لعلاج غثيان الصباح 

تاتيانا سانشيز، البالغة من العمر 30 عامًا، كانت واحدة من هؤلاء السيدات ففي خلال حملها عام 2020، عانت من "القيء المفرط" خلال فترة الحمل وهو شكل حاد من الغثيان يتجاوز ما يُعرف بغثيان الصباح دون جدوى من أي علاج طبي، وبعد نفاد كل الخيارات، قررت اللجوء إلى الحشيش، رغم الجدل الطبي الكبير المحيط به.

تقول سانشيز، وهي رائدة أعمال ومعلمة مختصة في القنب، لصحيفة "نيويورك بوست": "اخترت استخدام الحشيش بدافع اليأس، بعد أن شعرت أن مخاطره أقل من الأدوية المتاحة أمامي".

دراسات تُحذر

تشير أكثر من 51 دراسة شملت 21 مليون امرأة حول العالم، ونُشرت في مايو الماضي، إلى أن تعاطي الماريجوانا أثناء الحمل يرتبط بضعف نمو الجنين، وانخفاض وزن المواليد والولادات المبكرة، وحتى الوفاة في بعض الحالات.

ورغم هذه النتائج، تظهر الإحصاءات أن الظاهرة آخذة في التزايد، إذ أفادت دراسة وطنية أميركية أن نحو 6.8% من النساء الحوامل استخدمن الحشيش والماريجوانا بين عامي 2021 و2023، سواء بالتدخين أو من خلال السجائر الإلكترونية أو المأكولات الممزوجة بالمادة.

تاتيانا سانشيز

تقول الدكتورة إستر تشونج، إخصائية الغدد الصماء والعقم في عيادة HRC للخصوبة، إن نسبة استخدام القنب أثناء الحمل تراوحت بين 3% و20%، وغالبًا ما تكون في الأشهر الثلاثة الأولى. 

وأضافت أن العديد من النساء "يؤكدن أنه يساعد في التخفيف من القلق والأرق والغثيان والألم المزمن".

تجارب شخصية

سوفي واتكينز، مدربة صحة تبلغ من العمر 36 عامًا، عانت بدورها من غثيان حاد ومتلازمة تململ الساقين وتوتر مستمر، وتقول: "القنب بجرعات صغيرة، كان العلاج الوحيد الذي أراحني دون آثار جانبية قوية مثل الأدوية الأخرى".

أما رايلي كيرك، الباحثة في علوم الصيدلة والرئيسة التنفيذية لشبكة العقاقير التطبيقية، فاختارت استخدام جرعات محدودة للغاية خلال الحمل لعلاج الصداع النصفي المزمن، وتوضح: "حتى الأدوية التي تذاب في الفم كانت تسبب لي القيء، بينما كان استنشاق بخار القنب يمنحني راحة شبه فورية".

تجمع النساء الثلاث على أن اللجوء إلى الماريجوانا  أو الحشيش لم يكن خيارًا سهلاً، إذ يحيط به مجموعة كبيرة من الخاطر، وتقول سانشيز: "كنت أركز على الاستهلاك الآمن والمدروس لدعم صحتي وصحة طفلي". 

بينما تعترف واتكينز بأنها كانت مترددة بين قناعتها بأن القنب نبات طبيعي مفيد ومخاوفها من قلة الدراسات حول تأثيره على الجنين.

وصمة اجتماعية

تحذر الدكتورة تشونج من أن منتجات القنب غير المنظمة قد تحتوي على جرعات أو مكونات غير دقيقة، مؤكدة أن الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء ترى أنه لا توجد فائدة مثبتة تفوق المخاطر.

أما كيرك، التي تحمل درجة الدكتوراه في العلوم الصيدلانية، فتؤكد تفهمها لحاجة بعض النساء لتخفيف الأعراض، لكنها لا تدعم الاستخدام الترفيهي خلال الحمل، مطالبة بالمزيد من الأبحاث العلمية.

ورغم تصاعد النقاش العلمي، ما زالت الوصمة الاجتماعية تحيط بالأمهات اللاتي يستخدمن القنب، حيث تقول واتكينز إنها لم تتلق دعمًا أو فهمًا كافيًا، ما جعلها أكثر تحفظًا في الحديث عن الأمر.

وحتى الآن، لا توجد جرعة آمنة معروفة لاستخدام الحشيش أثناء الحمل، ولا بيانات تحدد التوقيت أو الكمية المناسبة إن وُجدت.

search