الخميس، 16 أكتوبر 2025

01:37 ص

هل تتماشى الاشتباكات الداخلية في غزة مع أهواء نتنياهو؟

الاشتباكات في قطاع غزة

الاشتباكات في قطاع غزة

شهدت مناطق عدة شمال ووسط قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين عناصر حركة حماس وجماعات عشائرية مسلحة.

الإعلام العبري وصف المشهد في غزة بالانقسام الداخلي وضعف السيطرة الأمنية لحماس داخل القطاع.

لماذا تنتشر الجماعات المسلحة في غزة؟

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الاشتباكات الأخيرة محاولة من حركة حماس لاستعادة سيطرتها على القطاع مرة أخرى، عقب انتشار مجموعات عشائرية مسلحة في حي الشجاعية ومخيم جباليا ومناطق عدة بمدينة خان يونس.

وكشف تقرير للصحيفة العبرية أن بعض أفراد تلك الجماعات محسوب على عشائر محلية فقدت نفوذها داخل القطاع منذ استيلاء حماس على الحكم في غزة، محذرًا من أن تنفيذ الحركة للإعدامات الميدانية بحق أفراد اتهمتهم بالخيانة يعكس مخاوف قياداتها من انهيار الأمن الداخلي.

في السياق ذاته سلط موقع "يو نت" العبري، الضوء على الاشتباكات باعتبارها نتاج طبيعي للحرب الإسرائيلية التي استمرت قرابة عامين، وأدت إلى إضعاف قدرات حماس العسكرية وذلك سمح بظهور تلك الجماعات المسلحة والتي عرفها الموقع بمسمى " قوات الحماية الشعبية" مشيرًا إلى أن تلك الجماعات بدأت تولي مهام إدارة مناطقها بعد انسحاب عناصر حماس منها لتعويض الفراغ الأمني.

وبحسب تقارير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعد تلك الاشتباكات الأخيرة رد طبيعي على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي شدد خلالها على ضرورة نزع سلاح سواء عبر المفاوضات أو بالقوة، حيث أكد أن أي كيان مسلح داخل القطاع بعد هدنة الحرب سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسرائيلي.

فيما نقلت صحيفة "هآرتس" عن محللين قولهم إن الاشتباكات الداخلية في قطاع غزة تتماشي مع أهواء نتنياهو المستقبلية، حيث تمنحه مبررًا لتدخل مستقبلي أو فرض وصاية أممية على قطاع غزة تحت ستار ضمان "أمن إسرائيل".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وفي السياق ذاته رأى خبراء إسرائيليون أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إبقاء حماس مؤقتًا بشكل أو بآخر في المشهد قد يمنع انتشار الفوضى والانفلات الأمني في غزة، تعبر عن رغبته في ألا يمثل القطاع تهديدًا للأمن الإسرائيلي، خاصة أن العلاقة بين ترامب وحماس شهدت تحسنًا طفيفًا خلال جولات المباحثات السابقة، وهو الأمر الذي قد يوفر للبيت الأبيض الثقة بشكل ما في قدرة الحركة على حماية القطاع من الانزلاق نحو الفوضى، بحسب "فوكس نيوز" الأمريكية.

هل فقدت حماس شرعيتها؟

وأكد محللون إسرائيليون أن الاشتباكات الداخلية الأخيرة في غزة تعد مؤشرًا على فقدان حركة حماس لشرعيتها، ولكن في الوقت ذاته تعد عائقًا أمام الجهود السياسية الرامية لإعادة إعمار غزة وتسليم السلطة لجهات مدنية في ظل غياب بديل مدني منظمة، ومع زيادة الدعوات الإسرائيلية للضغط الدولي على حماس لتفكيك سلاحها تقف غزة أمام معادلة صعبة، بين حركة حماس التي تنهار داخليًا وتل أبيب التي تستعد لتثبيت معادلة أمنية جديدة في المنطقة بأكملها لبعد الحرب.

اقرأ أيضًا:

ترامب: اختيار "توني بلير" لمجلس السلام بغزة مرهون بقبول الأطراف

القسام تعلن أسماء 20 أسيرًا إسرائيليًا المقرر الإفراج عنهم

من سجن عوفر إلى الواجهة.. رموز لـ حماس وفتح ضمن المفرج عنهم في "تبادل الأسرى"

search