
الفاشل أسامة نبيه! | خارج حدود الأدب
في الساعات الأولى من صباح اليوم، كتب شباب - بل رجال - المغرب فصلًا جديدًا في كتاب الإنجازات التاريخية في كرة القدم، حينما تأهلوا لنهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم للشباب تحت 20 سنة، المقامة في تشيلي، ولم يكن هذا الإنجاز المغربي الكبير وليد الصدفة أو الحظ، فلا يخفى على أي متابع للشأن الكروي تلك الطفرة الملحوظة في الكرة المغربية على مستوى المنتخبات خلال السنوات الماضية.
وللمصادفة، كان نصف نهائي الشباب بالأمس نسخة مكررة من نصف نهائي كأس العالم 22 في قطر، حينما هُزم المنتخب المغربي على يد المنتخب الفرنسي بهدفين نظيفين في مباراة شهدت الكثير من الندية، وحصل المنتخب المغربي في هذه البطولة على المركز الرابع، في إنجاز لم يسبقه إليه أي فريق عربي أو أفريقي آخر. ولكن، هذه المرة استطاع الشباب تخطي عقبة فرنسا، ليصبح المنتخب الشاب على ميعاد لمحاولة تكرار إنجاز غانا، حينما حصل منتخبها على كأس العالم للشباب في عام 2009، في البطولة التي أُقيمت في مصر.
وتُعد تلك الإنجازات المتتالية للمنتخبات المغربية لكرة القدم في مختلف الأعمار والبطولات، نِتاجًا لتخطيط دقيق، وعمل جاد، واستثمار ناجح في الموارد والكفاءات. وإن كان نجاح يتيم قد يكون وليد الصدفة، فقطعًا تلك النجاحات لا تندرج تحت الصدفة في شيء. فقد استغل المسؤولون عن كرة القدم في المغرب ما أُتيح لهم من إمكانات، ومواقع قرار محلية ودولية، لرفعة علم وطنهم في المحافل الدولية بالشكل الذي يستحقه شعبهم العظيم.
وعلى الطرف الآخر من شمال القارة، شهد الشعب المصري هذا التأهل بمزيج من الفخر والقهر، ذلك بعد أيام قليلة من التصريحات الصادمة للمدير الفني لمنتخب مصر للشباب، تصريحات على قدر ما كانت تحمله من الجهل الفني، والعند الكروي، والعنجهية الفارغة، والكِبر والتجبر، على قدر ما برأت في الوقت نفسه ساحة هذا الرجل المدعو أسامة نبيه.
ذلك لأن تصريحاته تلك قد فضحت من وضعه على رأس جهاز هذا المنتخب، فإن افتقاد الرجل للفكر والتخطيط واللباقة واللياقة لا يعبر سوى عن فشل من اختاره. فإني أكاد أن أجزم أن حواره هذا لم يغامره أي كذب أو تحريف، فما قاله كان قناعاته الكاملة التي لم ولن تتزحزح. فهذا الرجل لا يعرف معنى الفشل ليصف نفسه به، ولا يمتلك من الفكر والعلم ما يؤهله لاكتشاف أخطائه وخطاياه، تمامًا كمن عيِّنوه. لذلك، فإني أجد أن أسامة نبيه كان هو ضحية هذا الحوار، والجاني الحقيقي لا يزال يعربد في ساحات الريادة لكرة القدم المصرية بلا رقيب ولا حساب.
فعلى الرغم من أن منظومة كرة القدم المصرية لا تفتقد الإمكانات، أو المواهب، أو الموارد، إلا أننا أبدًا لم نرتقِ من خانة التمثيل المشرف. تلك هي الثقافة التي جُبل عليها المسؤولون الحاليون، وظلوا يزرعونها في الأجيال، ثقافة أن الخسارة بهدفين أفضل من الخسارة بثلاثة. هذا هو الجُبن الذي كان يغرسه أسامة نبيه في الشباب في مباراتهم الأولى أمام اليابان، وهي نفس الثقافة التي ترعرع عليها رواد العمل الكروي في مصر.
مصر، التي تمتلك اثنين من أفضل مهاجمي العالم، ليس أفريقيا أو المغرب فحسب، وزُمرة من النجوم المحترفين في كافة الدوريات العالمية، تقبع تحت ظلال الرؤية المرتعشة للقائمين على هذه المنظومة، مما يجعلنا دومًا نفكر بمنطق أن التأهل لكأس العالم أهم من الأكل والشرب، وأن هذا التأهل هو الإنجاز مهما كان سهًلًا وبلا تحديات.
لذلك، يا صديقي، لا تبكِ على المال، والوقت، والمواهب المسكوبة، فمن سكبها ما زال يضحك في الخلفية، ومستعد لسكب المزيد. وأبدًا لن يتغير الحال إلا بتغيير من يقفون وراء هذا الإهدار. وسنتطور في اليوم الذي نحذو فيه حذو المغرب، ونضع على رأس هذه المنظومة من يستطيع أن يديرها بحرفية، وتخطيط، ورؤية، وطموح، ونزاهة، وإخلاص. أما ما دون ذلك، فسنظل إلى الأبد "خارج حدود الأدب".

الأكثر قراءة
-
القنوات الناقلة لمباراة الزمالك وديكيداها بالكونفدرالية الأفريقية
-
أسعار الذهب تواصل التحليق، عيار 21 يقترب من 6000 جنيه
-
شقيق السائق في حادث ترعة منقباد: أخي لم يكن سائقًا.. وابنتاه بين الضحايا
-
احذروا الفوضى.. لا يمكن أن يكون طفلاً!
-
التعريفة الجديدة للمواصلات في أسيوط بعد تحريك أسعار الوقود
-
كيف تفوق "ديكستر الإسماعيلية" على بطل المسلسل في حادث إنهاء حياة صديقه؟
-
سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 17 أكتوبر، استثمار ناجح وسهل
-
استعراض بين المقاهي، أب وابنته يؤديان حركات بهلوانية في الشارع (فيديو)
أكثر الكلمات انتشاراً