كيف تفوق "ديكستر الإسماعيلية" على بطل المسلسل في حادث إنهاء حياة صديقه؟

أصبح حادث الإسماعيلية، حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ليس لبشاعة الجريمة فحسب، وإنما لحداثة سن أبطالها، إذ إن الجاني يبلغ من العمر 13 عامًا فقط، بينما المجني عليه 12 عامًا، تلك الجريمة المروعة التي أعادت للأذهان أحداث المسلسل الأمريكي الشهير “ديكستر Dexter”.

 مشادة كلامية تتحول لجريمة مروعة في الإسماعيلية

بدأت جريمة الإسماعيلية الشنعاء، بمشادة كلامية بين أصدقاء مدرسة، انتهت بقيام إحداهما بالاعتداء على الآخر من خلال ضربه بشاكوش على رأسه حتى لفظ أنفاسه الآخيرة.

لم يكتف القاتل بهذه النهاية العادية، بل استغل غياب والده الذي يعمل نجارًا، واستخدم منشاره الكهربائي لتقطيع جثمان صديقه إلى ستة أجزاء، ووضعها داخل أكياس سوداء، من ثم التخلص منها بإلقائها بالقرب من بحيرة كارفور.

مسلسل ديكستر Dexter

بمواجهة قاتل الإسماعيلية، أقر بارتكابه الجريمة، مستلهمًا تنفيدها من أحداث مسلسل ديكستر Dexter الأمريكي، والذي تدور أحداثه حول قاتل متسلسل عنيف، يتبع نفس الأسلوب البشع في التخلص من ضحاياه.

وتدور قصة مسلسل ديكستر Dexter حول البطل الذي يعمل محللًا في الشرطة الأمريكية، لكنه يختار قتل المجرمين وتقطيعهم بدلًا من تقديمهم إلى العدالة، ظنًا منه أن هذه النهاية التي يستحقوها.

منصة نتفليكس

مسلسل ديكستر Dexter من إنتاج شبكة Showtime، ويتم عرضه على منصة نتفليكس، وهو مستوحى من رواية ديكستر للأديب الأمريكي جيق ليندسي.

يستخدم المسلسل أساليب نفسية صعبة تؤثر على المتلقي، بدءًا من المشاهد العنيفة الصعبة، وحتى استخدام الإضاءة والموسيقى التي تبعث على الاكتئاب والخوف، وهو من أهم الأعمال التي تناولت فكرة العدالة الظالمة، فيعيش البطل ديكستر كرجل يعمل من أجل تنفيذ القانون من خلال وظيفته كمحلل بقع الدم نهارًا، بينما هو قاتل ليلًا. 

حادث الإسماعيلية يتفوق على ديكستر

وعلى الرغم من تشابه أحداث مسلسل ديكستر وحادث الإسماعيلية، إلا أن أحداث الجريمة الحقيقية تفوقت على الخيال، فصناع المسلسل منطقيًا اعتمدوا على رجل بالغ، يحقق من وجهة نظره العدالة، بينما حادثة الإسماعيلية بطلها صغير قرر قتل صديقه بوحشية دون أي سبب.

ومن جانبه، قال وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن العنف عند الأطفال غريزة تأتي لتفريغ طاقة عدائية تجاه الآخرين، إذ إن هناك العديد من الصغار الذين لديهم موهبة حقيقية، ويعيشون في رفاهية وفرها لهم الآباء، ومع ذلك لديهم سلوك عدواني تجاه الآخرين.

التحليل النفسي لقاتل الإسماعيلية

وأضاف هندي خلال حديثه لـ"تليجراف مصر"، أن الأسرة هي السبب الأول لنشأة صغيرهم على العنف، فإذا كان هناك خلل أو تفكك أو طلاق أو غيره، فقد تصنع تلك الأمور طفلًا عدوانيًا.

وأشار هندي إلى أن أسباب نشأة طفل عنيف، تعود إلى عدم دراية الأسرة بمعنى التربية الإيجابية الصحيحة، أو الاهتمام بتربية الابن الأول وتجاهل الثاني، وكذلك المقارنات بينه وبين أشقائه أو آخرين خارج الأسرة، وغيرها من الأسباب التي تولد داخله العنف والعداء.

وأكد أن هناك قنوات تبث العنف بشكل خاص، وكذلك ألعاب الفيديو أو مقاطع عنيفة منتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي، أشهرها تعذيب قطة أو كلب، كل ذلك من شأنه توليد مشاعر عداء وبلطجة داخل النفس.

ولفت إلى أنه ثُبت علميا أن نقص بعض الفيتامينات والمعادن، يؤدي إلى العنف، خاصة الزنك والحديد وفيتامين ب، ما يؤدي إلى سلوك عدواني، مشددًا على أن نقص التغذية عامل مهم للغاية لا ينتبه له الكثير.

اقرأ أيضًا 

"ديكستر الإسماعيلية"، تجديد حبس المتهم بإنهاء حياة صديقه بمنشار كهربائي

مسلسل “ديكستر” في الإسماعيلية، اعترافات الجاني الصغير من المنشار إلى الأكياس السوداء