السبت، 18 أكتوبر 2025

07:57 ص

أزمة حدودية تتحول لصراع أمني واقتصادي في اشتباكات أفغانستان وباكستان

مصاب إثر اشتباكات على معبر شامان

مصاب إثر اشتباكات على معبر شامان

رغم محاولات التهدئة التي ترعاها أطراف إقليمية ودولية خلال الأيام الأخيرة، تستمر التوترات بين باكستان وأفغانستان في التصاعد، وسط مؤشرات على أن الأزمة لم تعد مجرد اشتباكات حدودية بين البلدين بل تحولت إلى صراع أمني اقتصادي يختبر من خلاله قدرات البلدين على إدارة حدودهما.

وبحسب وكالة "رويترز" فقد اتفق الطرفان على تمديد هدنة مؤقتة كانت مقررة لـ48 ساعة، عقب مباحثات برعاية قطرية في الدوحة، لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار على معبري ثرخام وشامان، وهما أساس التوتر بين باكستان وأفغانستان.

تصعيد مستمر رغم الهدنة

وعلى الرغم من إعلان الهدنة، شهدت المناطقة الحدودية بين البدين تصعيدًا متزايد، وذلك بعد أن نفذ انتحاري هجومًا استهدف وحدة من الجيش الباكستاني قرب الحدود مع أفغانستان، مما أسفر عن مقتل سبعة جنود على الأقل، وبحسب "رويترز" أعلنت فصائل يعتقد انها مرتبطة بتنظيم "تي.تي .بي" تبنيها للعملية.

وفي حادث منفصل، وقع هجوم شنّه مسلحون فجر اليوم على منشأة عسكرية بمنطقة مير علي بشمال وزيرستان الواقعة على الحدود مع أفغانستان، ما أدى إلى مقتل عدد من المهاجمين وجندي باكستاني، وهو ما اعتبرته "أسوشيتد برس" دليلًا على هشاشة الهدنة واستمرار النشاط المسلح على جانبي الحدود.

عناصر طالبان الحدودية 

هل تتبنى حكومة طالبان الإرهابيين

واتهمت السلطات الباكستانية حركة طالبان الحاكمة في كابول، بالوقوف وراء تصاعد الهجمات الانتحارية والانتهاكات الحدودية، وذلك ناتج عن تمركز عناصر جماعة "تي.تي.بي" داخل الأراضي الأفغانية وتلقيهم دعم غير مباشر.

وبحسب تقرير سابق لموقع "ساتب" الهندي، وهو موقع متخصص في رصد جرائم الإرهاب جنوب قارة آسيا، فإن محاولات التسلل من أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية ارتفعت خلال العام بنسبة تجاوزت 30%، مما دفع باكستان إلى نشر وحدات أمنية إضافية على الحدود وعززت من المراقبة الجوية.

وفي ذلك الإطار أعلنت باكستان سعيها لتوسيع التعاون الاستخباراتي مع بريطانيا والولايات المتحدة في رصد تحركات الجماعات المسلحة داخل أفغانستان، عقب سلسلة هجمات استهدغت مراكز الجيش والشرطة الباكستانية.

الملا محمد حسن آخوند رئيس الوزراء الأفغاني 


تقاطع الاقتصاد والأمن

لم تمر تلك الاشتباكات المتبادلة بين الطرفين دون أثر اقتصادي واضح، وبحسب تقرير لوكالة "ازرتاج" الأوروبية، لا تزال المعابر الحدودية الرئيسية بين البلدين مغلقة منذ أكثر من أسبوع، على الرغم من تعطل حركة مئات الشاحنات المحملة بالبضائع القابلة للتلف، مما تسبب بخسائر قدرت بملايين الدولارات للتجار الباكستانيين والأفغان على حد سواء.

وأفاد تقرير سابق للبنك الدولي تحت عنوان "مراقبة الاقتصاد الأفغاني" ، أن تكرار عمليات إغلاق المعابر يدفع حكومة طالبان إلى البحث عن مسارات بديلة عبر إيران ودول آسيا الوسطي، وهو ما يؤدي إلى رفع تكلفة النقل واستقرار الأسعار المحلية .

تعطل حركة البضائع على المعابر الحدودية بين أفغانستان وباكستان 


فيما يري محللون أن الأزمة بين أفغانستان وباكستان تعد نموذج على ارتباط الأمن بالاقتصاد في مناطق النزاع، حيث تؤدي العمليات العسكرية والإجراءات الأمنية إلى مزيد من الخسائر الاقتصادية، تلك الخسائر تدفع الأطراف المتصارعة لطاولة المفاوضات لتخفيف الأعباء المالية، وفي ظل تزايد االانهيار الاقتصادي فى أفغانستان، يهدد ذلك النزاع بخلق بيئة خصبة للجماعات الإرهابية مما يجعل الاستقرار الاقتصادي شرط أساسي قبل أي هدنة حقيقية.

اقرأ أيضًا:

"الجنائية الدولية" تحذر المجر من دخول بوتين للبلاد

الاتحاد الأوروبي يكشف موقفه من مذكرة التوقيف بحق بوتين

search