السبت، 18 أكتوبر 2025

12:22 م

الهلالي: حضور وزير الأوقاف والمفتي مولد البدوي لا يُشرع التوسل بالأضرحة

وزير الأوقاف والمفتي السابق

وزير الأوقاف والمفتي السابق

قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي، إن حضور وزير الأوقاف والمفتي السابق الليلة الختامية لمولد السيد البدوي لا يمنح مشروعية للتبرك بالأولياء أو طلب الغوث منهم، مشيرًا إلى أن هذه المسائل ترجع إلى بصيرة كل إنسان مع نفسه، كما قال النبي ﷺ: "استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك".

وأوضح الهلالي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر، أن الجمهور بحاجة إلى توضيح فقهي دقيق، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يقرر أن الله وحده هو النافع الضار، ولا أحد يعلم الغيب سواه، وأن الاستعانة تكون بالله فقط.

وأضاف أن التعامل مع ظاهرة التبرك بالأولياء يجب أن يتم برفقٍ وحكمة، لأنها ظاهرة ناتجة عن تراكمات من الجهل والأمية، لا تُحارَب بالعنف، وإنما بالتذكير بالله في كل زمان ومكان.

وتابع الهلالي موضحًا أن الأقطاب الأربعة عاشوا بعد النبي ﷺ بقرون طويلة، مشيرًا إلى أن السيد أحمد البدوي توفي عام 675 هـ، وأن الكرامات المنسوبة إليهم غير مثبتة شرعًا، ووصفهم بـ"الغوث" هو افتراء من بعض الأتباع الذين يوظفون هذه الشخصيات لتحقيق مصالح شخصية.

وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الصوفية نوعان: سنية وشيعية، موضحًا أن الصوفية الشيعية ساهمت في إقامة الدولة الإيرانية بعد نحو 800 عام من الحكم السني، في حين استخدمت الدولة العثمانية الصوفية لأغراض سياسية من خلال شخصيات مثل عبد الوهاب الشعراني.

وأضاف أن العهود الصوفية بالسمع والطاعة تشبه إلى حد كبير بيعة جماعة الإخوان، ما يجعلها ذات طابع سياسي أكثر من كونها دينيًا صرفًا.

واختتم الهلالي حديثه مؤكدًا أن بعض الطقوس الصوفية مثل الضرب والذكر الجماعي تشبه ممارسات الشيعة في كربلاء، وتهدف إلى الحشد والتعبئة، مشددًا على أن الإسلام الحقيقي يربط العبد بالله لا بالأشخاص، قائلاً: "أفضل الأقوام قرني ثم الذين يلونهم، لا الأقطاب المتأخرين".

search