الإثنين، 20 أكتوبر 2025

07:11 م

أكاديمية محمد السادس، من حلم ملكي إلى مصنع الأبطال

منتخب المغرب للشباب

منتخب المغرب للشباب

تعيش الكرة المغربية لحظة تاريخية بعد تتويج منتخب المغرب للشباب بلقب كأس العالم تحت 20 عامًا في تشيلي، كأول إنجاز من نوعه للعرب.

ومع هذا التتويج، يتجدد الحديث عن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت القلب النابض لنهضة الكرة المغربية الحديثة.

لم تكن الصدفة وراء تتويج “أسود الأطلس” بلقب عالمي جديد، أو وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، أو الظفر ببرونزية أولمبياد باريس 2024، بل هي ثمرة رؤية استراتيجية بدأت قبل أكثر من 18 عامًا.

رؤية ملكية غيرت مسار اللعبة

بعد إخفاقات المغرب في كأسي العالم 2002 و2006، وخسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004 أمام تونس، قررت المملكة الاستثمار في تكوين أجيال جديدة.

وفي عام 2007، تم تدشين أكاديمية محمد السادس لكرة القدم كمشروع وطني استراتيجي يرعاه الملك محمد السادس شخصيًا، لتكون نموذجًا احترافيًا لاكتشاف وصقل المواهب.

بنية تحتية عالمية

أُقيمت الأكاديمية على مساحة 30 هكتارًا بتكلفة بلغت 16.8 مليون دولار، وتستوعب نحو 60 لاعبًا ناشئًا تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا.

وتضم ملاعب عشب طبيعية وصناعية، وصالات تدريب متطورة، ومجمعًا سكنيًا، ومدارس تعليمية، ومرافق ترفيهية، بما يجعلها بيئة مثالية لتخريج نجوم المستقبل.

إشادة من "فيفا"

وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأكاديمية بأنها “جوهرة كرة القدم المغربية” وأحد أنجح المراكز الرياضية في العالم، مشيدًا بقدرتها على الدمج بين التعليم الأكاديمي والتكوين الرياضي، وهو ما جعلها مصدر فخر للقارة الأفريقية.

من رؤية إلى حصاد.. ثمار المشروع الوطني لكرة القدم

منذ عام 2021، بدأت الكرة المغربية تجني ثمار مشروع التطوير الشامل الذي انطلق من أكاديمية محمد السادس وامتد إلى مختلف المستويات.

فقد انعكست فلسفة التكوين والاحتراف على أداء جميع المنتخبات الوطنية والأندية المحلية، وظهرت النتائج واضحة في كل الفئات، منتخبات تحت 17 و20 و23 عامًا، والمنتخب الأولمبي، والمنتخب المحلي، وصولًا إلى المنتخب الأول الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، ويحتل حاليًا المرتبة الـ11 عالميًا.

لم يكن النجاح حكرًا على الأكاديمية فحسب، بل انخرطت الأندية المغربية الكبرى مثل الجيش الملكي، الفتح الرباطي، ونهضة بركان في المشروع الوطني لتطوير المواهب، عبر تبنّي برامج تكوين معتمدة تستهدف الفئات السنية الصغرى.

كما أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برنامجًا وطنيًا لتطوير الناشئين يشمل 14 ناديًا ومراكز تكوين فدرالية تم إنشاؤها في سلا، الدار البيضاء، بنجرير، والعيون، لتغطي مختلف جهات المملكة.

ويمتد هذا العمل ليشمل أيضًا المنتخبات الشابة مواليد 2009 إلى 2011، التي تمثل مستقبل الكرة المغربية، في حين تلعب الجالية المغربية في أوروبا دورًا بارزًا في اكتشاف المواهب ومتابعة اللاعبين مزدوجي الجنسية، عبر تعاون وثيق بين الاتحاد المغربي والمؤسسات المختصة.

search