الإثنين، 20 أكتوبر 2025

05:01 م

فوزي لقجع مؤسس الكرة المغربية الحديثة.. كيف بدأت خطة الوصول للعالمية؟

فوزي لقجع

فوزي لقجع

تولى فوزي لقجع رئاسة الاتحاد المغربي لكرة القدم عام 2014، ومنذ ذلك الوقت بدأت معالم مشروع كروي طموح تتشكل بوضوح في المغرب، مُحدثة طفرة نوعية على جميع المستويات: المنتخبات، الأندية، البنية التحتية، واللاعبين المحترفين في أوروبا.

وبعد مرور أكثر من عقد على بداية ولايته، يمكن القول إن الكرة المغربية تعيش واحدة من أزهى فتراتها، ما جعل الكثيرين يصنفون لقجع كـ"أفضل رئيس في تاريخ جامعة الكرة المغربية". 

وحقق منتخب المغرب للشباب أول لقب عالمي في تاريخه بعد فوزه على الأرجنتين في المباراة النهائية لكأس العالم للشباب بتشيلي، ليواصل أسود الأطلس كتابة تاريخهم المشرق بعد سلسلة انتصارات مذهلة على البرازيل وإسبانيا وفرنسا. 

جيل احترافي يقارع الكبار

أولى خطوات لقجع كانت إصلاح وتطوير البنية التحتية الرياضية، حيث أصبحت الملاعب المغربية اليوم مؤهلة لاستقبال كبرى البطولات القارية والدولية، سواء على مستوى الملاعب أو مراكز التدريب.

ويُعد مركز محمد السادس لكرة القدم نموذجًا على هذا التحول الجذري، إذ يُضاهي أفضل الأكاديميات الأوروبية من حيث التجهيزات.

لم يكن الطريق ممهدًا أمام اللاعبين المغاربة للاحتراف في أوروبا كما هو الحال اليوم، فمنذ 2014، أصبح خروج اللاعبين إلى الأكاديميات الأوروبية أكثر سلاسة، بفضل تطوير العمل القاعدي والعلاقات الدولية للجامعة، إضافة إلى هيكلة المنتخبات السنية.

وقد أسهم ذلك في بروز أسماء لامعة على الساحة العالمية، مثل: أشرف حكيمي: تخرّج من أكاديمية ريال مدريد، وأصبح من المرشحين للكرة الذهبية، وبراهيم دياز: نشأ في مانشستر سيتي وأصبح من الركائز الأساسية في ريال مدريد، وياسين بونو، حكيم زياش، سفيان أمرابط، نايف أكرد وغيرهم، جميعهم ساهموا في تعزيز صورة اللاعب المغربي على الساحة العالمية.

وجعل هذا التوهج من الاحتراف الخارجي أحد الأعمدة الأساسية في صعود الكرة المغربية، لتصبح اليوم من أقوى منتخبات القارة السمراء، وقادرة على منافسة كبار العالم، كما حدث في مونديال قطر 2022 حين بلغ أسود الأطلس نصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب وإفريقيا.

اختيار لقجع ليكون رئيسًا للجنة ملف استضافة مونديال 2030، جعل من المنطقي أن تستمر ولايته حتى هذا الحدث العالمي.

 فوزي لقجع
وهو ما يُعد تتويجًا طبيعيًا لما تحقق في السنوات الماضية، وفرصة لمواصلة البناء وتعزيز المكانة التي وصلت إليها الكرة المغربية، إقليميًا ودوليًا.

إنجازات لقجع 

منذ تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عام 2014، دخلت الكرة المغربية مرحلة جديدة من التطور على جميع المستويات، بدءًا من البنية التحتية ووصولًا إلى الإنجازات التاريخية للمنتخبات الوطنية والأندية، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا.

حقق المنتخب المغربي الأول إنجازًا غير مسبوق للكرة العربية والإفريقية، بعد تأهله إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، كأول منتخب عربي وأفريقي يبلغ هذا الدور في تاريخ البطولة، وجاء هذا الإنجاز بعد مشاركة ناجحة أيضًا في مونديال روسيا 2018، ما يعني أن المغرب سجّل ظهورين متتاليين في كأس العالم لأول مرة منذ عقود.

وعلى مستوى كأس أمم إفريقيا، تأهل "أسود الأطلس" إلى أربع نسخ متتالية من البطولة، وتبدو المشاركة الخامسة محسومة بصفته البلد المنظم لنسخة 2025. ويُحسب لهذا الجيل أيضًا كسر عقدة الدور الأول، التي طاردت المنتخب المغربي في 6 نسخ متتالية بين 2006 و2017.

الحضور القوي لم يقتصر على المنتخب الأول، بل شمل جميع الفئات، فقد تأهل منتخب أقل من 23 عامًا إلى أولمبياد باريس 2024 بعد تتويجه بلقب كأس أمم إفريقيا لهذه الفئة، فيما بلغ منتخب أقل من 17 عامًا نهائي البطولة القارية وضمن تأهله إلى المونديال بعد غياب طويل.

وعلى صعيد الكرة النسائية، شهدت الفترة الحالية تأهل منتخب السيدات لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، كما تأهل منتخب تحت 17 سنة النسوي إلى مونديال الهند، في نقلة نوعية على مستوى تطوير الكرة النسائية بالمغرب.

سطع نجم منتخب "أسود القاعة"، الذي سيطر على القارة السمراء بتحقيق لقب كأس أمم إفريقيا مرتين متتاليتين، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب عربية متتالية، وكأس القارات، واحتلال المركز السابع عالميًا في مونديال ليتوانيا، في إنجاز تاريخي يعكس مستوى التطور في هذا النوع من الكرة.

الأندية المغربية

لم تكن إنجازات الأندية أقل تأثيرًا، فقد فازت الفرق المغربية بلقب دوري أبطال إفريقيا مرتين، عامي 2017 و2022 عبر نادي الوداد الرياضي، كما أحرزت أربعة ألقاب في كأس الكونفدرالية؛ لقبان للرجاء ولقبان لنهضة بركان.

وتواصل التألق على مستوى كأس السوبر الإفريقي، حيث حصدت الفرق المغربية ثلاثة ألقاب في آخر سنوات، بواقع لقب لكل من الوداد، الرجاء ونهضة بركان.

ولم تتوقف الإنجازات عند كرة الرجال، فقد نجح فريق الجيش الملكي النسوي في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات، ليكون أول نادٍ مغربي يحقق هذا اللقب.

أما منتخب المحليين، فقد ظفر بلقب الشان مرتين متتاليتين 2019و2021، بقيادة مدربين محليين هما جمال السلامي والحسين عموتة، ما يعكس قوة التكوين المحلي في البطولة الوطنية.

كل هذه الإنجازات تضع فوزي لقجع كأحد أبرز الأسماء في تاريخ الكرة المغربية إداريًا، ويبدو أن الطريق مفتوح أمامه لمواصلة العمل حتى عام 2030، باعتباره أحد الشخصيات المركزية في ملف تنظيم كأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

مجموعة نارية في مونديال الشباب

تواجد منتخب المغرب في مجموعة نارية بالدور الأول بكأس العالم للشباب، لكنه تمكن من خطف الصدارة بعد الانتصار على البرازيل بطلة أمريكا الجنوبية، ثم إسبانيا بطلة أوروبا، قبل أن يخسر المباراة الثالثة أمام المكسيك بالفريق الثاني بعد أن ضمن التأهل مبكرًا.

في الأدوار الإقصائية، واصل المغرب تألقه، ليقصي كوريا الجنوبية من دور ثمن النهائي، وحقق الفوز على منتخب الولايات المتحدة في ربع النهائي، قبل أن يتغلب على فرنسا وصيفة أوروبا في نصف النهائي.

المغرب

وفي المباراة النهائية، واجه الأرجنتين، وصيفة أمريكا الجنوبية والمرشح الأقوى للقب، ونجح في الفوز بثنائية نظيفة منحته أول لقب عالمي في تاريخه.

المغرب

اقرأ أيضًا:
الزمالك يضرب ديكيداها بثلاثية بالشوط الأول في الكونفدرالية

وزير الرياضة يلتقي رئيس كاف على هامش مباراة السوبر الإفريقي

search