الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

04:34 م

الصوفية تحكم الأغلبية

ليس الخطر في التصوّف ولا في محبّة الأولياء، بل في الدروشة وتغييب العقول، وفي بعض الممارسات التي يُنكرها كل عاقلٍ مؤمنٍ وموحد بالله.

والأخطر حين تتحوّل الموالد من مواسم للروح إلى مواسم للسلطة، وحين تُستغل دموع الزائرين وحشود المحبين لتلميع حزب أو الترويج لنظام، والأفدح حين يُؤتى بالسياسيين من حلقات الذكر إلى دوائر النفوذ، ومن الموالد إلى البرلمان، حينها يصبح الدين وسيلة، لا رسالة.

فالصوفية أعدادها ضخمة، ومريدوها بالملايين، وكعادة أي سلطة تبحث عمن يملك زمام الجماهير، ومن يستطيع أن يحشد الناس في حلقة ذكر، يستطيع أن يحشدهم لصندوق اقتراع أو لاستفتاء!

الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية في مصر هو نفسه زعيم الأغلبية البرلمانية التي مررت كل القوانين الهامة خلال السنوات الماضية.. من الموازنة إلى القروض إلى قوانين السكن والإيجار وصولا لقانون الإجراءات  الجنائية وغيرها.. ورغم ان التصوف صفاء والسياسة دهاء إلا أنه جمع بين الشتيتين!

نعم.. كل قرارات الحكومة تمررها مجموعة منتقاة يرأسها الدكتور عبد الهادي القصبي، ابن "الحزب الوطني" قبل أن يكون ابنا بارا “لمستقبل وطن”، والذي تولي رئاسة ائتلاف دعم مصر داخل البرلمان منذ عام 2018 حتى 2025.

فإن كنت ترى أن المجلس نجح في التعبير عن همومك أو حلّ مشكلاتك، فقد نجحت الأغلبية برئيسها  -شيخ مشايخ الطرق الصوفية-في أداء رسالتها.

أما إن شعرت بعكس ذلك، فاعلم أنك لم تنتخب برلمانًا.. بل حضرت حلقة ذكر سياسيّة، تراقص بك كل من فيها وأعموا عينيك عن صفقاتهم ببخور الذكر وادعائهم الإيمان والتقرب إلى الله.

ولتعلم أنها النتيجة الطبيعية حين تتبدّل المسبحة إلى مفاتيح سلطة، والولاية إلى طاعة سياسية.

وحين يُستخدم اسم الله لتغطية العجز والفشل، فالمشكلة ليست في الدين.. بل في من استغله كأداة للحكم.
 

search