الإثنين، 27 أكتوبر 2025

06:21 م

ملك الأردن: لن نشارك في "فرض السلام" على الفلسطينيين

الملك الأردني عبدالله الثاني

الملك الأردني عبدالله الثاني

أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، أن أي خطة لإحلال السلام في قطاع غزة، يجب أن تقوم على التعاون لا الإملاء، مشددًا على أن الدول لن تقبل بالمشاركة في مهمة تهدف إلى فرض السلام بالقوة، في إشارة إلى البنود الواردة ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار.

“لا تطبيق للأمن بالقوة”

وفي مقابلة على شبكة "بي بي سي"، أوضح الملك أن مهمة القوات الدولية داخل غزة ينبغي أن تكون لأغراض حفظ السلام ودعم قوات الشرطة الفلسطينية، لا لتطبيق الأمن بالقوة، مؤكدًا أن مثل هذا السيناريو لن ترغب أي دولة في التورط فيه.

وبحسب خطة ترامب للسلام، المكونة من عشرين نقطة، تلتزم الدول العربية والشركاء الدوليون بإرسال قوات استقرار لتدريب ودعم الشرطة الفلسطينية في غزة، بالتنسيق مع الأردن ومصر اللتين تمتلكان خبرة واسعة في هذا المجال، على أن تتخلى حركة حماس عن سلاحها وتنسحب من السيطرة السياسية على القطاع.

وقال الملك عبدالله إن عمليات التدريب والدعم الأمني للفلسطينيين هي الخيار الواقعي الوحيد، لكنها تتطلب وقتًا طويلًا، موضحًا أن تسيير دوريات مسلحة في شوارع غزة وضع لا ترغب أي دولة في الدخول فيه.

وتعكس تصريحات العاهل الأردني المخاوف المتزايدة لدى الولايات المتحدة ودول أخرى من الانجرار إلى صراع جديد داخل غزة، سواء مع حماس أو مع فصائل فلسطينية أخرى.

غزة بسبب الحرب الإسرائيلية

الأردن لن ترسل قوات إلى قطاع غزة

وفي رده على سؤال حول إمكانية إرسال قوات أردنية إلى القطاع، استبعد الملك هذا الخيار بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن بلاده قريبة سياسيًا من القضية الفلسطينية، وأن أكثر من نصف سكان الأردن من أصول فلسطينية، فضلًا عن استضافة المملكة 2.3 مليون لاجئ فلسطيني على مدى العقود الماضية، وهو العدد الأكبر في المنطقة.

وعن موقفه من التزامات حماس بموجب خطة ترامب، قال الملك: "أنا لا أعرفهم، ولكن قطر ومصر، اللتان تعملان بشكل وثيق معهم،  تشعران بتفاؤل كبير بأنهم سيلتزمون بالتخلي عن الدور السياسي في غزة"، محذرًا في الوقت نفسه من أن الفشل في إيجاد حل دائم سيحكم على المنطقة بالهلاك.

الملك يشيد بدور مصر وقطر

وأوضح الملك أن الأردن ومصر وقطر لعبت أدوارًا رئيسية في الوساطة خلال الحرب، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الطائرات الأردنية نفذت ثلاث مهمات إنسانية فوق غزة لإسقاط المساعدات الغذائية والطبية بالمظلات، وقال: “كان المشهد من الجو صادمًا،  حجم الدمار لا يمكن تصديقه، وكيف يسمح المجتمع الدولي بحدوث ذلك أمر مذهل”.

إجلاء أطفال غزة للعلاج

كما كشف العاهل الأردني أنه طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم خطة لإجلاء ألفي طفل فلسطيني مصابين بأمراض خطيرة من غزة، وهي مبادرة وصفها ترامب خلال لقائهما في البيت الأبيض في فبراير بأنها لفتة إنسانية جميلة.

ومنذ ذلك الحين، تم إجلاء 253 طفلًا إلى الأردن، بينما تجاوز العدد الإجمالي 5000 طفل نقلوا لتلقي العلاج في مصر والإمارات وقطر، في حين لا يزال أكثر من 15 ألف غزي ينتظرون الإجلاء، من بينهم نحو 3 آلاف طفل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

لكن المنظمة وصفت عملية الإجلاء بأنها بطيئة للغاية بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة التي تفرضها إسرائيل.

الملكة رانيا تنتقد المجتمع الدولي

ومن جانبها، وجهت الملكة رانيا العبد الله انتقادًا شديدًا إلى المجتمع الدولي لفشله في وقف الحرب خلال العامين الماضيين، متسائلة: “هل يدرك العالم ما معنى أن يكون الإنسان أبًا أو أمًا يشاهد أطفاله يعانون جوعًا وخوفًا، دون أن يتمكن من حمايتهم؟ هذا هو الكابوس اليومي للفلسطينيين منذ عامين”.

وأشادت الملكة، ذات الأصول الفلسطينية، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دوره الحاسم في فرض وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه "أول رئيس أمريكي منذ زمن طويل يمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل"، وأضافت: “نجح ترامب في إقناع نتنياهو بالموافقة على وقف النار، وآمل أن يواصل جهوده في هذه العملية”.

اقرأ أيضًا:

وزير خارجية أمريكا: الضربة الإسرائيلية في غزة لا تمثل خرقًا لوقف إطلاق النار

search