موضوع خطبة الجمعة اليوم 31 أكتوبر 2025، ما علاقة المتحف المصري الكبير؟
 
                                خطبة الجمعة
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق 31 أكتوبر 2025، و9 جماد الأولى 1447، بعنوان: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".
موضوع خطبة الجمعة
وأكدت وزارة الأوقاف، على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية.
وقالت الأوقاف إن الهدف من خطبة الجمعة اليوم، هو التوعية بمخاطر الفكر المتشدد وأثره في إنهاك وفساد المجتمعات.
نص خطبة الجمعة
جاء نص خطبة الجمعة، كما يلي:
الحمد لله حمدًا يليق بعظمة جلاله وجمال كماله، نحمده على كل نعمة ظاهرة وباطنة، وأجلها إنزاله الكتاب المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وأشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله، الذي اصطفاه لحمل رسالة القرآن، فكان خلقه القرآن، وكان نوره من نور القرآن، فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين، وصحابته الغر الميامين، وبعد،،،
فالقرآن الكريم هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي أسراره، فهو أصل السعادة والهناء، ومفتاح الطمأنينة في القلوب، ودليل اليسر في الأحكام، ومنبع التفاؤل في الحياة، فكلما غاصت الروح في بحر آياته، خرجت بلآلئ السكينة، وبفيوضات الرحمة، التي تلامس القلوب العطشى، وتروي الأرواح الظمأى، فالقرآن لم ينزل ليكون قيدا يثقل حياة البشر، أو سوطا يجلد النفوس، أو حملا تنقطع به الأنفاس، بل هو روح الحياة، وحياة الأرواح، ومنبع اليسر والسماحة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ما أنزلنا عليك القرآن لتشقىٰ﴾.
أيها الأكارم، أليس المنهج القرآني الفريد هو الذي يحول المحنة إلى منحة، والخوف إلى أمن، والضياع إلى اهتداء؟ أليست اللحظة التي ترتفع فيها أصوات القراء بالقرآن، هي اللحظة التي تسكن الجوارح وتطمئن القلوب؟ فلم حولته جماعة التطرف إلى شقاء على العباد؟ فبأي قلب قرؤوه، وبأي عقل تدبروه، حتى حولوه من خطاب للتعايش إلى خطاب للتشدد، ومن دعوة التعارف إلى فتاوى الإقصاء والتكفير؟ فما بال هذه الجماعات تقف عند حدود الحرف كأنه صنم، وتقتل روح النص كأنه عدو، وتحمل العام على الخاص ليصبح كل الناس ضالين؟! ألم يؤثر فيهم هذا البيان الإلهي: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا﴾.
سادتي الكرام، إن الإساءة للقرآن لا تكمن في الإعراض عنه فحسب، بل في سوء فهمه وتأويله على غير مراد الله، إن بعض العقول التي ركبت مركب التشدد والتطرف، حولت التيسير إلى تعسير، والرحمة إلى قسوة، والوسطية إلى تطرف، فاجتزأت الكلمات من سياقها، وانتزعت الآيات من أسباب نزولها، وبنت على هذا التشويه أحكاما تزهق الأرواح وتفسد الأوطان، في إطار فكر منغلق يتستر بعباءة النص ليشرعن العنف والجهل، فيرى في النصوص سيفا مسلطا لا رحمة واسعة، هذا الفهم المغلوط للفكر المتطرف هو الذي يصور الإسلام على أنه دين يعادي الحياة، ويجعل من الالتزام طريقا للتشدد والتنطع، وهذا أبعد ما يكون عن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»، فالحق أن القرآن نور، والتطرف ظلام، والجمع بينهما لا يستقيم.
عباد الله، إن العلاج الناجح لهذا الانحراف هو العودة إلى منهج الاعتدال والوسطية، فالفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم هو أن نأخذ بظاهرها دون جمود، وأن ندرك مقاصدها دون إفراط أو تفريط، فالتشدد يغلق أبواب الرحمة، وينفر الناس من الجمال، بينما الاعتدال يفتح آفاق اليسر، ويجعل للعبادة لذة، ويحول الشريعة إلى منهج حياة يزدهر بالحب والرحمة، لتكن قاعدتنا في الفتيا وفي التعامل وفي التربية هي اليسر ورفع الحرج، لا تشددوا على أنفسكم ولا على أهلكم وجيرانكم، ولا تجعلوا الدين عائقا أمام الإبداع والعمل والكسب الحلال، تذكروا دائمًا أن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه، فاجعلوا القرآن مصدر سكينة، وآياته البينات منهج يسر، فهو لقلوبنا سلوى، ولأرواحنا مأوى، فلن يتسرب الشقاء إلى قلب تعلق بحبل القرآن المتين، ولن تستوطن الهموم روحًا استظلت بظلال آياته الوارفة، ألا يكفيكم هذا الوعد الإلهي: ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾.
خطبة الجمعة الثانية
وحددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة الثانية: “التعامل اللائق مع السياح”، بالتزامن مع استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر له غدًا السبت، وجاء نص الخطبة كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وبعد،،،
فمعاملة السائح باللطف وحسن الضيافة ليست مجرد سلوك اجتماعي مستحب، بل هي قيمة إيمانية وخلق إسلامي أصيل يعبر عن جوهر ديننا الحنيف، فحسن استقبال السياح معلم من معالم "إكرام الضيف" المأمور بها شرعا، أيا كانت ديانة هذا السائح، أو جنسيته، حتى يشعر الضيف أنه في موطن يكرمه ويقدره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
سادتي الكرام، السائح مستأمن، فيجب علينا أن نؤدي حقه من الإكرام، وتأمين الحاجة، وتقديم العون والمساعدة، وهذا لا يقتصر على الاستقبال بابتسامة صادقة، بل يتعداه إلى حفظ حقوقه وممتلكاته، وإرشاده إلى الخير، وتجنب كل ما يسيء إليه أو ينغص عليه رحلته، فقد شدد ديننا الحنيف على أهمية إعطاء كل ذي حق حقه، فالسائح له حق العبور الآمن والتعامل النزيه، مما يعني الابتعاد عن السلوكيات المشينة، والتعامل الجيد، فالجناب المعظم عرف المسلم بقوله: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وهذا المبدأ ينطبق على كل البشر، بمن فيهم الزوار والسياح، فكيف إذا كانوا في ديار المسلمين ومستأمنين؟
أيها السادة، إن التعامل اللائق مع السائح عبارة عن رسالة دعوية صامتة ومؤثرة، فكل فرد منا يمثل بسلوكه الحسن دينه وبلده، فعندما يجد السائح الأمن والصدق في المعاملة، وحفاوة الاستقبال، ونظافة المكان، فإن هذه التجربة الإيجابية هي أبلغ رد على أي صورة نمطية سلبية قد تكون عالقة في ذهنه، فالابتسامة المشرقة، والكلمة الطيبة، والمساعدة الخالصة لوجه الله، كلها تترك أثرا بليغا لا يمحوه الزمان، وتحول السائح إلى شاهد على روعة هذا الدين وسماحته ورؤيته الخالدة التي عنوانها: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان والسلامة والإسلام.
اقرأ أيضا:
بجوائز قيّمة، الأوقاف تطلق مسابقة دوري الأئمة
الأوقاف تصدر بيانًا بعد واقعة دعاية الانتخابات بالمسجد: التصويت واجب وطني ولكن!
 
        الأكثر قراءة
- 
                موعد عرض مسلسل "ورد وشوكولاتة" وطرق المشاهدة
- 
                نجوم الفن والإعلام يضيئون حفل زفاف ابنة عزة مصطفى، صور
- 
                المستشار طاهر الخولي يعلن برنامجه الانتخابي، التعليم والصحة على رأس الأولويات
- 
                خفير مزلقان يضحي بحياته لإنقاذ مواطن بالمنيا
- 
                24 ساعة على الهواء، كيف بث التليفزيون حدث نقل تمثال رمسيس قبل استقراره بالمتحف الكبير؟
- 
                فوضى المجلات الأكاديمية الوهمية.. من يسرق شرف البحث العلمي؟
- 
                بعث جديد من قلب مصر.. نحن أولاد الأصول
- 
                أبو لولو السوداني يقتدي بـ"أبو لؤلؤة المجوسي"، خان الدم وقتل العهد
 
        أخبار ذات صلة
اكشف بجنيه، طبيب عيون بالأقصر يطلق مبادرة تزامنًا مع افتتاح المتحف الكبير
31 أكتوبر 2025 10:25 م
الدويري: المقاومة وحدها لن تحرر فلسطين
31 أكتوبر 2025 09:58 م
ترحيبًا بوفود المتحف المصري الكبير.. إنار برج القاهرة بعبارة "مرحبًا بكم"
31 أكتوبر 2025 09:55 م
البابا تواضروس: المتحف المصري الكبير بطاقة توصيف معاصرة متاحة أمام كل العالم
31 أكتوبر 2025 08:35 م
المتحف الكبير.. واجهة مصر الفرعونية وهرم جديد في عهد السيسي
31 أكتوبر 2025 08:01 م
عاشور: انضمام الجيزة للمدن الإبداعية يجسد رؤية مصر 2030
31 أكتوبر 2025 07:49 م
السيسي يستقبل نظيره الكونجولي ويبحثان ملف المياه
31 أكتوبر 2025 07:41 م
وزير الخارجية يبحث مستجدات الملف النووي مع نظيره الإيراني ومدير وكالة الطاقة الذرية
31 أكتوبر 2025 11:24 ص
أكثر الكلمات انتشاراً
 
                     
 
                                     
                                     
 
                                     
                                     
                                     
                                     
 
 
 
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
 
