الأحد، 02 نوفمبر 2025

09:07 م

رمسيس الثاني وجد موطنه، ماذا قالت الصحف الأجنبية عن افتتاح المتحف المصري الكبير؟

المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير

اتجهت أنظار العالم هذه الأيام إلى مصر، التي أصبحت في صدارة عناوين الصحف العالمية مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الضخم، والذي تحول إلى محور اهتمام واسع لدى المحللين والخبراء في مجالات الآثار والسياحة والثقافة حول العالم.

ويُنظر إلى المتحف الجديد بوصفه أكبر صرح أثري وثقافي في العالم الحديث، يجمع بين عظمة الحضارة المصرية القديمة وأحدث تقنيات العرض المتحفي التي تقدم تجربة تفاعلية غير مسبوقة، تمزج بين التاريخ والابتكار في مشهد يعكس عبقرية المصريين القدماء وروح العصر الحديث في آن واحد.

رمسيس الثاني في موطنه الجديد

وفي تقرير نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية، جاء أن تمثال رمسيس الثاني وجد أخيرًا موطنه الطبيعي داخل المتحف المصري الكبير، ويقف التمثال البالغ ارتفاعه 11 مترًا ووزنه 83 طنًا في قلب المدخل الرئيسي للمتحف، تحيط به إضاءة طبيعية تتدفق من سقف زجاجي يبلغ ارتفاعه 38 مترًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزوار يقفون مندهشين أمام هذا التمثال الجرانيتي العملاق، متسائلين إن كان أصليًا أم نسخة طبق الأصل، في مشهد يثير الدهشة إلى حد أن بعضهم يفقد توازنه ويسقط في البركة الضحلة المقامة عند قدميه، ما استدعى تعيين حارس خاص لتجنب مثل هذه الحوادث الطريفة.

أضخم متحف لحضارة واحدة في العالم

من جهتها، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مصر تستعد لافتتاح متحف ضخم بتكلفة تقدر بمليار دولار أمريكي، يعد الأكبر من نوعه عالميًا والمخصص بالكامل لحضارة واحدة، ويقع بالقرب من أهرامات الجيزة، وتبلغ مساحته 470 ألف متر مربع.

وأضافت الصحيفة أن المتحف سيضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، من بينها تمثال ضخم لرمسيس الثاني يبلغ عمره 3200 عام، وقارب فرعوني عمره 4500 عام، ينتمي إلى الملك خوفو، باني الهرم الأكبر.

وأوضحت الصحيفة أن المتحف لا يمثل فقط مركزًا للتراث الإنساني، بل يعد أيضًا استثمارًا استراتيجيًا في السياحة الثقافية بمصر، ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا.

وبحسب البيانات الرسمية، فقد استقبلت مصر في عام 2024 عددًا قياسيًا بلغ 15.7 مليون سائح، وتسعى الحكومة إلى مضاعفة هذا الرقم بحلول 2032، بعد سنوات من التراجع في أعداد الزائرين عقب ثورات الربيع العربي وجائحة كورونا.

جسر بين الماضي والحاضر

أما صحيفة "إنجينو" الإيطالية فقد وصفت المتحف المصري الكبير بأنه جسر بين الماضي والحاضر، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون، وتمثال رمسيس الثاني، وسفينة خوفو الشمسية.

كما أشارت إلى أن المتحف يقدم تجربة جديدة للزوار، من خلال قاعات عرض رقمية مبتكرة تتيح التفاعل المباشر مع التاريخ باستخدام أحدث التقنيات العالمية.

عرض بانورامي جديد لرواية التاريخ

وفي تقرير لقناة "دويتشه فيله" الألمانية، جاء أن المتحف المصري الكبير يقدّم مفهومًا مختلفًا للعرض المتحفي، إذ تخلى عن الأسلوب التقليدي القائم على فصل العصور التاريخية، لصالح سرد بانورامي متكامل يربط القطع الأثرية ببعضها من خلال القصص والمضامين الثقافية المشتركة.

ونقلت القناة عن عالم الآثار مجدي شاكر، في حديثه لصحيفة "ديلي صباح" التركية، أن هذا النهج الجديد يمنح كل قطعة أثرية قصة فريدة تسهم في فهم الصورة الكاملة للحضارة المصرية، وتقدم منظورًا جديدًا حتى للقطع المألوفة.

وأكد شاكر أن هذه الرؤية الحديثة تجعل من المتحف المصري الكبير نقطة تحول في عالم المتاحف الدولية، ليس فقط في طريقة العرض، بل في إعادة تقديم الحضارة المصرية القديمة بلغة العصر الحديث، لتظل مصر في قلب المشهد الثقافي العالمي كما كانت في قلب التاريخ الإنساني منذ آلاف السنين.

اقرأ أيضًا:

السيسي يوجه رسالة خاصة لقادة العالم قبل افتتاح المتحف المصري الكبير

search