الأربعاء، 05 نوفمبر 2025

08:14 م

بعد فوز الديمقراطيين في 3 ولايات، هل يحق لترامب خفض التمويل الفيدرالي؟

زهران ممداني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

زهران ممداني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

شهدت الولايات المتحدة، أمس، انتخابات محلية شكلّت أول اختبار سياسي، منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وأسفرت نتائجها عن فوز ساحق للحزب الديمقراطي في ثلاث ولايات رئيسية، ما اعتبره البعض دفعة قوية للحزب قبل انتخابات الكونجرس المقبلة.

في مدينة نيويورك، حقق زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عامًا، فوزًا بمنصب عمدة المدينة، ليصبح أحد أبرز الوجوه الصاعدة داخل الحزب، بعد مسيرة سياسية قصيرة بدأت من موقع هامشي في مجلس الولاية.

وفي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، فازت الديمقراطيتان المعتدلتان أبيجيل سبانبرجر (46 عامًا) وميكي شيريل (53 عامًا) في انتخابات حكام الولايات بفارق مريح عن منافسيهما الجمهوريين.

خطاب ممداني بعد فوزه بالانتخابات

وخلال خطابه أمام حشد من أنصاره في نيويورك، قال ممداني: “إذا كان هناك من يستطيع أن يري هذه الأمة التي خانها دونالد ترامب كيف تهزمه، فهي المدينة التي أنجبته، وإذا كانت هناك وسيلة لتحدي طاغية، فهي تفكيك الظروف التي سمحت له بجمع السلطة”.

وأضاف موجهًا حديثه لترامب: "أعلم أنك تشاهد الآن؛ لذا لدي أربع كلمات لك: ارفع مستوى صوت التلفزيون".

زهران ممداني

اختبار لمزاج الناخبين

اعتبرت انتخابات الثلاثاء بمثابة اختبار لمزاج الناخبين الأمريكيين بعد أشهر من عودة ترامب إلى الحكم، ولأساليب الحملة الانتخابية الديمقراطية مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي عام 2026.

ورغم هذه الانتصارات، أظهرت استطلاعات الرأي، أن الحزب الديمقراطي لا يزال يواجه ضعفًا في شعبيته على مستوى وطني، حتى مع تراجع التأييد لترامب نفسه، كما أن معظم السباقات التي جرت يوم الثلاثاء كانت في مناطق تميل تقليديًا نحو الديمقراطيين ولم تصوت لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

إعادة رسم الدوائر الانتخابية

وفي كاليفورنيا، وافق الناخبون على خطة لإعادة رسم الدوائر الانتخابية بما يعزز موقع الحزب الديمقراطي في الكونجرس، الأمر الذي يعتبر مكسبًا عمليًا كبيرًا للحزب في معركته المستقبلية على مجلس النواب، بحسب رويترز.

وسجلت نيويورك أعلى نسبة مشاركة في انتخابات عمدتها منذ عام 1969، ما اعتبر مؤشرًا على تصاعد الاهتمام السياسي بعد سنوات من الإحباط والانقسام.

أنصار زهران ممداني

تهديد ترامب بقطع التمويل عن نيويورك

وقبل إعلان النتائج، أثار ترامب الجدل حين هدد بوقف التمويل الفيدرالي عن مدينة نيويورك في حال فوز ممداني، وكتب على منصته "تروث سوشيال": "إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك، فلن أقدم سوى الحد الأدنى من التمويل الفيدرالي للمدينة، فبسبب أفكاره الشيوعية، لن تكون لهذه المدينة العظيمة أي فرصة للنجاح أو حتى البقاء".

وأضاف ترامب أن فوز ممداني سيحوّل نيويورك إلى "كارثة اقتصادية واجتماعية كاملة"، مؤكدًا أنه كان يفضل "ديمقراطيًا ناجحًا على شيوعي عديم الخبرة".

زهران ممداني اشتراكي أم شيوعي؟

ورغم أن ترامب وصف ممداني مرارًا بـ"الشيوعي"، فإن الأخير نفى ذلك تمامًا، قائلًا في مقابلة مع قناة "NBC" في يونيو الماضي: "لا، لست شيوعيًا، أنا اشتراكي ديمقراطي".

هل يستطيع ترامب قانونيًا خفض التمويل؟

أثارت تصريحات ترامب جدلاً واسعًا، حول ما إذا كان يملك صلاحية قانونية لخفض التمويل الفيدرالي المخصص لمدينة نيويورك، لكن وفق المادة الأولى من القسم الثامن من الدستور الأمريكي، فإن الكونجرس وليس الرئيس هو الجهة التي تملك سلطة الإنفاق، وفقًا لمنظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU).

فالكونجرس من يحدد نوع الأموال التي تصرف والجهات التي تستفيد منها، بينما يقتصر دور الرئيس على تنفيذ قرارات الكونجرس فقط، لذلك، لا يحق للسلطة التنفيذية أن توقف التمويل أو تغير وجهته أو تفرض عليه شروطًا جديدة من تلقاء نفسها دون موافقة الكونجرس.

كيف يقسم التمويل الفيدرالي؟

ويقسم التمويل الفيدرالي للولايات والبلديات إلى نوعين رئيسيين:

  • الإنفاق الإلزامي، مثل تمويل برامج الرعاية الصحية والطرق السريعة، وهو إنفاق يحدده القانون ولا يمكن تعديله بقرار رئاسي.
  • الإنفاق التقديري، مثل منح التعليم والخدمات المجتمعية، ويُخصص كل عام ضمن الموازنة العامة.

ومعظم المنح الفيدرالية توزع وفق قواعد ثابتة وضعها القانون، أي أن توزيعها لا يخضع لأهواء الرئيس أو إدارته، في حين أن المنح التنافسية ( التي يمكن للحكومة الفيدرالية أن تختار المستفيدين منها) تشكل جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي المساعدات الموجهة للولايات والمدن.

ما مدى اعتماد نيويورك على التمويل الفيدرالي؟

بحسب تقرير صادر عن مكتب مراقب ولاية نيويورك في أبريل الماضي، تحتاج المدينة إلى نحو 7.4 مليارات دولار من التمويل الفيدرالي للسنة المالية 2026، ما يمثل 6.4% من إجمالي الإنفاق العام.

ويستخدم معظم هذا التمويل في دعم الإسكان والخدمات الاجتماعية، ويعد برنامج المساعدة المؤقتة للأسر المحتاجة (TANF) أكبر مصدر للدعم الفيدرالي المستمر.

وخلال السنة المالية 2025، بلغت الميزانية التشغيلية لنيويورك نحو 9.7 مليارات دولار، تضمنت منها 1.1 مليار دولار من أموال الإغاثة المرتبطة بجائحة كورونا.

ويشير التقرير إلى أن أغلب التمويل الفيدرالي يصرف وفق قوانين محددة وليس بقرارات تقديرية من السلطة التنفيذية، ما يعني أن تهديد ترامب، رغم تأثيره السياسي والإعلامي، لا يستند إلى أساس قانوني فعلي.

سوابق في خفض التمويل الفيدرالي لنيويورك

سبق لإدارة ترامب أن حاولت تقليص التمويل المخصص لمدينة نيويورك خلال فترة ولاية العمدة السابق إريك آدامز، حيث قامت السلطات الفيدرالية باحتجاز نحو 12 مليون دولار من أموال المنح الموجهة إلى هيئة النقل الحضرية (MTA)، وكان من المقرر أن تستخدم هذه الأموال في برامج مكافحة الإرهاب التي تشرف عليها شرطة نيويورك داخل شبكة مترو الأنفاق.

وفي 8 أكتوبر، تقدم العمدة آدامز بطعن قانوني أمام المحكمة لدعم الدعوى التي رفعتها ولاية نيويورك ضد وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، بهدف منع الحكومة الفيدرالية من المضي قدمًا في قرار إلغاء التمويل.

اقرأ أيضًا:

زهران ممداني، أول مسلم يفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك

هدد باعتقال نتنياهو، ممداني المسلم "الشيوعي" يصنع التاريخ في نيويورك

ممداني يهاجم ترامب في خطاب النصر: "ارفع صوت التلفزيون كي تسمعني جيدا"

search