انتخابات مجلس النواب محسومة مسبقاً؟

‏تسود مواقع التواصل الاجتماعي حالة من التقوقع الانتخابي والشكوك في النتائج الانتخابية بسبب الترويج لقضية حسن المقاعد الفردية في انتخابات مجلس النواب لصالح أحزاب التحالف الوطني وعلى رأسها مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وباقي أحزاب المعارضة المشاركة في هذا التحالف، فهل الانتخابات فعلا محسومة؟.

‏رغم هذه الصورة التي زاد من إنتشارها  الحديث المتواصل عن المال السياسي وبيع المقاعد خاصة  بعد الحوار الساخن للإعلامي عمرو أديب مع الأستاذين مصطفى بكري ومجدي الجلاد والذي أكد فيه الجلاد حسم المقاعد الانتخابية  بنسبة 90% لصالح التحالف، وهو المقطع الذي انتشر كالنار  في الهشيم.

ومع كامل احترامنا لوجهات النظر المختلفة فإن الواقع يؤكد أن هذه الإنتخابات ليست كما يصور البعض من كونها محسومة وأنها رهينة الصندوق الإنتخابي والقدرة على الحشد والوعي التصويتي لكتلة كل مرشح.

واستعراض بسيط لبعض الدوائر الساخنة في المحافظات المختلفة سيؤكد الأمر،  ففي  محافظة قنا على سبيل المثال لا الحصر تشهد الإنتخابات منافسة ساخنة جدا لدرجة أن الواقع يؤكد أن جميع الدوائر مفتوحة رغم حرص أحزاب التحالف على تقديم مرشحين بنفس عدد المقاعد المتاحة تقريباً في كل دائرة، وفي نجع  حمادي علي سبيل المثال يواجه التحالف ومرشحيه صراعاً حاداً من قبل المستقلين الذين لا يقلون قوة وكتلة انتخابية وجماهيرية عن مرشحي التحالف مما يجعل الأمور في كل الأحوال تذهب إلى جولة إعادة يصعب التكهن فيها بأسماء الفائزين ونفس الأمر ينسحب على باقي دوائر محافظة قنا.

وفي محافظة سوهاج، يبدو الحسم صعبا للتحالف حتى في دائرة المرشح الواحد، ففي دائرة جرجا على سبيل مثال التي تضم مركز جرجا وبندر جرجا والعسيرات، يشير ازدحام المعركة بنواب حاليين و سابقين وأبناء نواب وأشقاء نواب وقيادات أمنية سابقة إلى صعوبة المعركة التي يتنافس فيها 40 مرشحا بينهم 10 رجال أعمال مما جعل الأمر في غاية الصعوبة أمام مرشحي التحالف.

وفي دائرة دار السلام المفتوحة نظرياً وعملياً  يتنافس عدد كبير من المرشحين أبرزهم ثلاث رجال أعمال بينهم نائب حالي وهي معركة غير محسومة لأحد رغم أن النائب الحالي ينتمي لأحد الأحزاب الكبيرة لكنه يخوض الانتخابات مستقلاً.

وفي محافظة أسيوط ورغم خروج نائبها التاريخي ياسر عمر، تشهد الدائرة الأولى على سبيل المثال نفس الصراع الساخن وهي نفس الصورة المكررة في محافظات المنيا والفيوم وبني سويف.

وإذا ما تحدثنا عن محافظة الجيزة فنستطيع  الجزم أن الأمور غير محسومة بالمرة وأن هناك دوائر سينجح مستقلون ونواب أو مرشحين للمعارضة من خارج الائتلاف الحزبي في حسم المقاعد لصالحهم،  وفي محافظة القاهرة سنضرب مثالاً واحداً بدائرة البساتين ودار السلام  التي يخوض  فيها الانتخابات نواب حاليين و سابقين ونجل رئيس أحد أحزاب المعارضة من خارج التحالف وعدد كبير من المستقلين وهي دائرة في كل الأحوال لن يستطيع التحالف حسب أمورها بالكامل وقد تشهد مفاجآت من العيار الثقيل.

ومن القاهرة إلى محافظة الشرقية وسنكتفي فيها بالإشارة إلي دائرة منيا القمح التي ينتمي إليها الرجل القوي في حزب مستقبل وطن النائب أحمد عبد الجواد مرشح الحزب على القائمة الوطنية بالشرقية والتي قدم فيها التحالف مرشحين من حزب مستقبل وطن ورغم قوتهم إلا أنهما يواجهان معركة صعبة التكهن بنتائجها من المستقلين وأبرزهم نواب حاليين في البرلمان المنتهي،وقد تشهد هذه الدائرة بالذات اقتناص المستقلين للمقعدين على حساب مرشحي التحالف في واحدة من المفاجآت الكبيرة في هذه الإنتخابات إذا ما تحققت، وعلى أفضل الفروض ستذهب الأمور إلى جولة إعادة مؤكدة.

‏وفي محافظة السويس تشهد معركة الفردي منافسة ساخنة بين النائب الحالي للدائرة وهو ممثل لحزب مستقبل وطن وزميله في التحالف ممثل حزب الجبهة الوطنية من جهة وبين نائبين سابقين وعدد من المستقلين في مواجهة تؤكد الشواهد أنها ستذهب لجولة  إعادة ربما يفقد فيها التحالف المقعدين أو أحد المقاعد في نتيجة ليست غريبة على محافظة السويس التي طالما شهدت نتائج مخالفة للتوقعات السياسية.

وهذا المشهد سنجده مكرراً في محافظات الدلتا والإسكندرية، وهو ما يؤكد أن هذه الإنتخابات ساخنة بامتياز وغير محسومة لأحد على الإطلاق وإنها تشهد منافسة ساخنة في غالبية الدوائر وستحسم النتائج لمستقلين ومرشحين محسوبين على المعارضة إذا ما نجحوا في التنظيم الجيد الحشد للتصويت في يومي الانتخابات التي نراها ستشهد مفاجآت عديدة تعوض الإحباط الذي أصاب البعض من مستوى بعض المتواجدين في القوائم الحزبية التي ستنجح بالتزكية بعد حصولها على ٥% من عدد الأصوات وهو أمر سهل للغاية.